الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نظام "التحكم بالثبات" إجباري في كل السيارات عام 2012

نظام "التحكم بالثبات" إجباري في كل السيارات عام 2012
16 أغسطس 2007 02:34
عندما عمد الخبراء إلى ابتداع ''نظام التحكم الإلكتروني بالثبات'' لم يتصوروا أبداً أنه سيسهم ذات يوم في إنقاذ ألوف الأرواح من حوادث المرور القاتلة· فهو يستشعر الخطر في أجزاء المئة من الثانية ويكيّف الحالة الميكانيكية للسيارة بحيث تتجنب الحادث· ويتألف نظام التحكم بالثبات من مجموعة تجهيزات دقيقة وبالغة التعقيد مثل المجسّات والمعالجات المصغرة التي تتكفل باستشعار أية حركة تسبب ميلان السيارة إلى اليمين أو اليسار أو انزلاقها بسبب المرور فوق الجليد أو الطرق المبللة، ويقيس سرعة حدوث ذلك· وعندما يستشعر النظام مثل هذه الحالات فإنه يوجه الأوامر المناسبة لنظام الكبح المستقل في كل واحدة من العجلات الأربع والذي يطبق بدوره عزوم الكبح الانتقائية في كل واحدة من العجلات الأربع، وبحيث تضمن محصلة هذه العزوم والقوى عودة السيارة إلى توازنها في المستوي الأفقي بشكل آلي· ويحدث كل هذا بالسرعة التي يستحيل معها على السائق ذاته استشعار ما حدث بالضبط· ولهذا السبب، يمكن إدراج النظام في مقدمة قائمة الأنظمة الذكية التي تهدف إلى زيادة مستويات الأمان وتجنب الحوادث أثناء قيادة السيارات· ويقدم سكوت باندوك مدير قسم تطوير الأداء في شركة كاديلاك وصفاً للنظام بقوله: ''تم تصميم النظام بحيث يقدم خدمة لا يمكن استشعارها بالأحاسيس عندما يبدأ العمل في اللحظة التي تترنّح فيها السيارة ويفقد السائق السيطرة عليها فيعيد إليها توازنها عن طريق حسابات معقدة لقوى الكبح المطبقة على كل واحدة من العجلات الأربع''· ونشر موقع (ذي كار كونيكشن دوت كوم) الثلاثاء الماضي تقريراً أشار إلى أن الحكومة الفيدرالية الأميركية حددت عام 2012 كآخر موعد لإضافة نظام التحكم بالثبات إلى كل السيارات الجديدة التي ستباع في الولايات المتحدة· ومن الواضح أن هذا القرار لم يتخذ إلا عقب دراسات جادة أنجزتها الإدارة الوطنية لأمن الطرق السريعة في الولايات المتحدة اتضح منها الدور الفعال الذي يلعبه هذا النظام في تخفيض حوادث المرور· ومن المعلوم أن النظام متوفر الآن في العديد من أنواع السيارات الفاخرة إلا أنه نادراً ما يتم تجهيز السيارات الصغيرة به· وقدرت الإدارة الأميركية لأمن الطرق السريعة أن نظام التحكم بالثبات في السيارات يمكنه أن يوفر 9600 قتيل في حوادث المرور سنوياً بالولايات المتحدة، بالرغم من أن إضافته إلى السيارة لا تكلف المصانع إلا 111 دولاراً في المتوسط بالإضافة لتكاليف، إضافة نظام منع انغلاق المكابح والذي يعد ضرورياً لاستكمال وظيفة النظام· وهذا ما دفع خبراء الإدارة المذكورة إلى التصريح بأن النظام الإلكتروني للتحكم بالثبات هو أهم تطور يطرأ على أنظمة السلامة في السيارات منذ اختراع حزام الأمان· ومنذ تم ابتكار النظام للمرة الأولى قبل أكثر من عشر سنوات وهو يزداد تطوراً ودقة في الأداء· ويعد المعالج المصغر بمثابة (الدماغ المركزي) للنظام، وهو الذي يتلقى المعلومات حول وضعية السيارة في كل لحظة عن طريق مجموعة المجسّات المتوزعة في نقاط مختلفة من نظام الاستناد ومحور عمود القيادة ونظام منع انغلاق المكابح ABS، ويمكنه أن يستنتج من هذه المعلومات ما إذا كانت السيارة في حالة توازن أم لا· وعندما يستشعر أي خلل أو انحراف للسيارة عن المستوى الأفقي بسبب الانزلاق أو التأرجح الناتج عن الدوران السريع عند المنعطفات، فإن المجسّات تستشعر هذا الخلل وترسل المعلومات إلى المعالج الذي يوجه الأوامر الفورية المناسبة والمحسوبة بدقة لنظام الكبح حتى يعيد للسيارة توازنها· ويمكن اعتبار نظام التحكم الإلكتروني بالثبات سائقاً خفيّاً احتياطياً لا يمكن رؤيته يندسّ ضمن أجهزة السيارة ويكون في وسعه أن يراقب الأمور عن كثب ليتصرف في الوقت المناسب ويدرأ الأخطار عن الركاب· وربما كان أهم ما في هذا النظام هو أنه يستشعر الخطر المحدق بالسيارة عندما يفقد السائق القدرة على توجيهها والتحكم فها ويعمل على التصدي لهذا الخطر خلال جزء المئة من الثانية· ويعود الكثير من الفضل في تطوير هذا النظام لخبراء مركز البحوث في شركة مرسيدس- بنز ولكنه أصبح الآن من التجهيزات الأساسية في كافة سيارات مرسيدس ومعظم السيارات الفاخرة الأخرى· وكثيراً ما يختلط الأمر على البعض بين النظام الإلكتروني للتحكم بالثبات و(نظام التحكم بالدفع)، بالرغم من أن لكل من النظامين وظيفة مختلفة تماماً عن وظيفة الآخر، وتنحصر وظيفة النظام الثاني بشكل أساسي بالتحكم بحركة العجلات بحيث يمنعها من الدوران غير المجدي عندما تغوص في الأوحال أو الرمال عن طريق تحرير عزوم دورانية متقطعة ولكنها شديدة القوة تزيد من قدرة السيارة على الخروج من الحفر· أما النظام الأول فتتلخص وظيفته بمساعدة السائق على التحكم بالسيارة عندما تتعرض للجنوح أو الميلان السريع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©