الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اغتراب

7 يناير 2017 23:00
الاغتراب موضوع شائك متعدد الجوانب والمناقشات تكلم عنه العديد من الفلاسفة وأصحاب الفكر مثل ماركس وهيجل، حيث كان لهم أشد الأثر في فهمه وتتبع نتائجه، ولكن ما يعنينا هنا هو أن الاغتراب له مسببات متنوعة، وبهذا تكون النتائج المترتبة على حدوثه، وما ينتج عن استمراره، متشعبة ومتباينة. والاغتراب الديني ببساطة هو بعد الفرد عن معتقداته الدينية بعداً يشكل فيما بعد عائقاً شديداً أمام طريق العودة، والبعد هنا ليس معناه الكفر، ولكن معناه الإهمال للنصوص والتعاليم المرتبطة بتلك المعتقدات ارتباطاً يشد من عضدها يوماً بعد يوم، حيث إن الفرد يترك رويداً رويداً إيمانه يتحلل ويتبخر في الهواء المسموم بالذنوب والمعاصي فيبتعد عن ربه. من هنا يدخل الاغتراب قلب العاصي فيشعر المرء بأنه غريب عن موطنه ومسقط رأسه، ولنا في ذلك شواهد كثيرة. انظروا إلى ذلك الشخص المار بجوار مسجد يقيمون به صلاة الجماعة. تفحصوا نظرته لصفوف الجماعة وصوت الإمام. إنها نظرة الحنين ونظرة المغترب عن الناس والأهل، ولسان حاله هذا مكاني وأنا عنه بعيد، هذه هي غربة الدين فالعاصي قلبه مفطور بغربة الذنوب، فلذتها تنتهى فور انتهائها، ولكن يبقى الندم عليها بالقلب ويصاب صاحبها بالاغتراب عن فطرته الأولى. لهذا فالاغتراب الديني أشد أنواع الاغتراب، فهو بداية كل اغتراب آخر يؤدي إلى اغتراب النفس عن ذاتها الأولى الصافية من كل شائبة ذنب أو معصية. مصطفى حامد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©