الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دبلوماسيون أميركيون عارضوا الغزو يشعرون بالفخر

20 مارس 2008 01:44
في عام 2003 أنهى 3 من كبار الدبلوماسيين الأميركيين فجأة عملهم في مراكز مرموقة ولفتوا انتباه العالم باستقالاتهم وسط ضجة احتجاجا على غزو الولايات المتحدة للعراق· وفي مقابلات مساء أمس الأول عشية الذكرى السنوية الخامسة لشن الحرب قال الثلاثة إنهم عاشوا بصورة أكثر تواضعا بدون رواتب، لكن الفوضى الناتجة عن سياسة الرئيس الأميركي جورج بوش في العراق تظهر أن تصرفاتهم كان لها ما يبررها· وقال المسؤول السياسي السابق في السفارات الأميركية لدى اليونان وأرمينيا والمغرب جون برادي كيسلنج ''إن قرار استقالتي كان أفضل قرار اتخذته على الاطلاق في حياتي''· وذكر أنه يعيش في شقة متواضعة بها غرفة نوم واحدة ويعتمد على دراجة والسير على قدميه في تنقلاته· وكان كيسلنج المقيم الآن في العاصمة اليونانية أثينا، أول دبلوماسي يعلن انشقاقه حين نشر خطاب استقالته الى وزير الخارجية حينذاك كولن باول وأصبح فيما بعد دبلوماسيا نادرا اكتسبت آراؤه الشخصية اهتماما عاما ولطخت سمعة باول بترويجه للحرب بدعوى التخلص من أسلحة دمار شامل في العراق لم يتم العثور عليها أبداً· وكتب في خطاب استقالته ''إن سعينا المتحمس للحرب مع العراق يدفعنا إلى تبديد الشرعية الدولية التي كانت أمضى أسلحة أميركا في الهجوم والدفاع منذ أيام وودرو ويلسون رئيس الولايات المتحدة اثناء الحرب العالمية الاولى''· وأكد زميلاه جون براون وماري آن رايت ان ترك الخدمة الدبلوماسية كان قرارا صعبا· وقال براون الذي خدم في لندن وموسكو وبراج وبلجراد ''اضطررت الى شد حزامي وتعين علي أن أقتصد جداً في ميزانيتي''· وقالت ماري رايت التي ساعدت في إعادة تأسيس السفارة الاميريكية في كابول عاصمة أفغانستان عام 2001 وخدمت في الجيش 29 عاما قبل انضمامها للسلك الدبلوماسي وكانت نائب السفير الأميركي في منغوليا ''كانت خطوة كبيرة· كنت ذات مرتبة كبيرة· تحت السفير مباشرة·'' وأضافت ''تغيرت حياتي بالكامل فعلا·'' وتابعت ''اغلب حياتي مكرسة لمحاولة وقف الحرب''· وظل الثلاثة على علاقة بقضايا السياسة العامة لكنهم يؤكدون انه ليس سهلا دائما ان تبدأ مجددا في منتصف العمر· وعمل كيسلنج استاذاً في جامعة برينستون لمدة عام ونشر في عام 2006 كتاب ''دروس دبلوماسية·· الواقعية لقوة عظمى مكروهة·'' وهو يجري الآن أبحاثاً لإعداد كتاب عن جماعة ارهابية يونانية· وقال ''هناك شيء مروع حين لا يكون لك دور محدد في العالم'' وأضاف ''كنت جزءا من هيكل اجتماعي واضح جداً كنت اعرف مكاني وهذا امر مريح جداً''· وعمل براون استاذاً في جامعة جورجتاون في واشنطن وينشر كتابات من حين لآخر وله مدونة على الانترنت عن الدبلوماسية· وقال إنه تحمس للتحدث علناً بعد استقالة كيسلنج كي يعرف العالم ان بعض الدبلوماسيين انشقوا· وأصبحت ماري ناشطة في الحركة المناهضة للحرب وتعتمد على كرم ضيافة آخرين في ترحالها للمشاركة في تجمعات وتظاهرات الحركة· ونشرت كتاب ''انشقاق·· أصوات الضمير''· وقبل استقالتها ارسلت برقية عبر قناة الانشقاق التابعة لوزارة الخارجية وهي آلية انشئت اثناء حرب فيتنام في 1971 للاختلافات الداخلية· وتلقت ردا لم يرق لها وقررت حينئذ ان تخرج للعلن· وانتقلت الى هاواي لتكون بعيدا عن واشنطن في وجود بوش· ولم يكن الدبلوماسيون السابقون الثلاثة يعرفون بعضهم البعض من قبل· لكنهم اشتركوا في كتابة مقال رأي جاء فيه ''وقعت الحرب بنتائج مأساوية لكن قابلة للتكهن، وترك غزو العراق أثراً مروعا على علاقة أميركا مع العالم·'' وأوضحوا ''لقد منحتنا إيماءتنا لحظة قصيرة في وسائل الاعلام والاحترام الحذر من زملائنا· وبعد مرور خمس سنوات لا نأسف لقرارنا بمغادرة المهنة التي أحببناها''·
المصدر: سان فرانسيسكو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©