المنحوتات الخشبية تخلد الحياة والتاريخ الأفريقيين

قالت امرأة في متجر أفريقي للألعاب في جوهانسبرج: ''لقد نفدت منحوتات طفل على الشجرة·· ولكن لدينا أول حكومة ديمقراطية في جنوب أفريقيا· لقد أهدينا منحوتة إلى نيلسون مانديلا بمناسبة عيد ميلاده· لقد أعجبته للغاية ووضعها في غرفة الطعام بمنزله''· وتعد منحوتات ''طفل على الشجرة'' من أفضل الإبداعات المعروفة لمجموعة من الفنانين الموزمبيقيين الذين يستخدمون فنا تقليديا يسمى ''سيخيليكيدالا'' لتصوير الحياة في أفريقيا· وباستخدام الخشب من شجرة مافوريرا، ينحت الفنانون تماثيل صغيرة وأشياء يتم تجميعها على لوحة لإعادة تجسيد لحظات مهمة في حياة الأفارقة من زيارة بسيطة إلى طبيب أسنان إلى الإطاحة بنظام التمييز العنصري· وتعتمد تلك الإبداعات الملونة التي تصور جانبا من الحياة على أسلوب طورته جماعة ''رونجا'' الاثنية وهذه المنحوتات هي أعمال خمسة فنانين يعملون بأدوات أساسية قليلة في فناء خلفي في ساو داماسو وهي ضاحية فقيرة من مدينة مابوتو عاصمة موزمبيق· ويمارس صامويل بالوي ''27 عاما'' وشقيقه بيرناردو ''29 عاما'' هذا الفن التقليدي منذ أن فقدا والديهما في بداية التسعينيات من القرن الماضي مع قرب نهاية الحرب الأهلية في موزمبيق والتي استمرت 16 عاما· ويكمل المجموعة ثلاثة من المتدربين الصغار وهم سلفادور وكوستا وإيزاك· وتوجد ورشتهم في فناء خارج منزل صامويل المتواضع الذي يوجد في نهاية متاهة من الممرات الرملية في عمق ساو داماسو· وبينما يجلس الرجال وأرجلهم ممددة على الأرض يكملون نحت تماثيل للاعبي كرة قدم وزعماء أفارقة يرتدون زيا عسكريا، تنظر إليهم ابنتا صامويل ليديا وأولجا بإعجاب كبير ويحيط بهما سرب من البعوض· يستخدم الفنان في البداية منشارا لقطع قطعة من الخشب من جذع شجرة يتم بعد ذلك تهذيبها باستخدام شفرة غير حادة ثم تشكيلها بمدية جيب وتترك لتجف في الشمس عدة أيام قبل أن يتم تنعيمها ثم طلاؤها وصقلها بالشمع· وتنحت المجموعة حوالي 30 قطعة كل شهر تدر عليهم دخلا يتراوح بين أربعة آلاف وخمسة آلاف ميتيكال (148-185 دولارا أميركيا)· ويبدأ كل فنان العمل بتعلم نحت أشخاص وحيوانات ومركبات قبل أن ينتقل إلى ما هو أكثر تعقيدا منحوتات ذات طابع وثائقي تصور الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية في أفريقيا الجنوبية· ومن أشهر القطع التي نحتها صامويل فيضانات عام 2000 وميلاد روزيتا حيث تخلد ميلاد الطفلة روزيتا بدرو على شجرة في أوج الفيضانات المدمرة التي ضربت موزمبيق عام ·2000 ويتدلى رجل إنقاذ من مروحية تابعة للصليب الأحمر محاولا الوصول إلى والدة روزيتا وهي تجلس أعلى الشجرة· وأسفل الشجرة يوجد أشخاص تصل مياه الفيضان إلى خصرهم ويحملون فوق رؤوسهم بعض ممتلكاتهم· وأول حكومة متعددة الأعراق في جنوب أفريقيا عام 1994 تظهر مجسما مصغرا للرئيس نيلسون مانديلا وهو يرأس اجتماعا لمجلس الوزراء مع الرئيس الأسبق دي كليرك على جانب واحد وحزب الحرية إنكاتا وزعيم الزولو مانجوسوثو بوثيليزي على الجانب الآخر·