الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

"المركزية الآسيوية" تراقب الذعر في الأسواق

"المركزية الآسيوية" تراقب الذعر في الأسواق
16 أغسطس 2007 23:28
أبقت البنوك المركزية الآسيوية والمسؤولون الماليون على رقابة مشددة على أسواق المال وسعوا الى طمأنه المستثمرين أمس وسط مخاوف تجتاح المنطقة من تدهور أزمة الائتمان العالمية· وقال بي·كيه باسو، كبير الاقتصاديين المختص بآسيا باستثناء اليابان في دايوا: ''هناك درجة من الفزع بشأن عدم التيقن الناتج عن أزمة الائتمان العقاري عالي المخاطر في الولايات المتحدة''· وأضاف: ''العوامل الاقتصادية الاساسية في اسيا قوية جدا· ومع ذلك من الصعب التنبؤ بمآل التزامات الدين المضمون والأوراق المالية المشتقة المصدرة لضمان الرهونات العقارية عالية المخاطر''· وبدأت المشاكل عندما أعادت البنوك هيكلة قروض الرهن العقاري عالي المخاطر وبيعها على شكل التزامات دين مضمون وأدوات مالية أخرى لبنوك وصناديق استثمار على مستوى العالم· ومع توقف الطلب على هذه الأوراق المالية لم تتمكن البنوك والصناديق من بيعها واضطرت إلى خفض قيمة ما بحوزتها· وأفزع ذلك بدوره المستثمرين وشكل ضغوطاً على أسواق الائتمان على مستوى العالم· واستجابت البنوك المركزية بضخ السيولة في أسواق المال لتسهيل التعاملات· وضخ البنك المركزي الاسترالي اموالاً أكثر من المعتاد في النظام المصرفي أمس وهو ما اعتبره المحللون محاولة للحد من ضغوط تدفع أسعار الفائدة للارتفاع· وقال وزير الخزانة الاسترالي بيتر كاستيلو: إن القطاع المصرفي الاسترالي لديه سيولة كافية· وقال بنك الاحتياطي النيوزيلاندي (المركزي): إنه يرقب الأسواق عن كثب لكنه مقتنع بأن مستويات السيولة في القطاع المصرفي كافية· وجاءت هذه التصريحات بعد أن قال وليام بول، رئيس بنك سانت لويس الاحتياطي الاتحادي، إن أزمة أسواق المال لم تضعف الاقتصاد الأميركي وليست هناك حاجة لتدخل البنوك المركزية بخفض طارئ في أسعار الفائدة· لكن الأسواق لم تطمئن· فواصلت أسواق الأسهم الاسيوية تراجعها وهبط مؤشر نيكي الياباني إلى ادنى مستوياته في ثمانية أشهر ونصف والشهر· وأدى تجنب التعاملات الخطرة في أسواق الصرف إلى ارتفاع الين إلى أعلى مستوياته في خمسة أشهر أمام الدولار واليورو مع احجام المستثمرين عن عمليات الاقتراض بالين منخفض العائد لتمويل الاستثمار في عملات ذات عائد مرتفع· ومما أثار المخاوف في الفترة الأخيرة كذلك إثارة محلل في ميريل لينش لاحتمال أن تواجه شركة كانتري وايد فاينانشال، أكبر شركة أميركية للرهن العقاري، الإفلاس إذا ساءت الأوضاع في السوق· وفي الأسبوع الماضي انضمت البنوك المركزية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لحملة عالمية من جانب السلطات النقدية لتهدئة أسواق الائتمان عن طريق ضخ السيولة في القطاع المصرفي· وبدا الوضع أكثر هدوءاً الأربعاء بعد أن سحبت البنوك المركزية في أوروبا واليابان سيولة نقدية من السوق· لكن السلطات النقدية في أميركا الشمالية عادت لضخ الأموال· فضخ مجلس الاحتياطي الاتحادي سبعة مليارات دولار على شكل احتياطيات مؤقتة بعد أن أدت الخسائر في سوق الائتمان العقاري عالي المخاطر إلى تراجع أسعار الأسهم· وتدخل المركزي الكندي بعد أن وقف يوماً على الهامش بضخ 330 مليون دولار من خلال اتفاقات إعادة شراء أوراق مالية· وزاد البنك الاحتياطي الاسترالي من حجم تدخله المعتاد أمس الخميس فضخ ·3 4 مليار دولار استرالي (2,49 مليار دولار) في النظام المصرفي متجاوزاً مستوى 2,5 مليار المقدر لاحتياجات السوق· وقال ماتيو جونستون، كبير الاقتصاديين في ''آي·سي·ايه·بي'' للسمسرة: ''الملفت للانتباه أنهم أضافوا مبالغ كبيرة وهم يركزون على الدين في أسواق المال وأقرضوا بأسعار أقل من أسعار السوق''· وتزايد الإقبال على سندات الخزانة التي تعتبر استثمارا آمنا في أوقات التوترات المالية· ويراهن المستثمرون بدرجة كبيرة على أن البنوك المركزية سيتعين عليها القيام بأكثر من ضخ السيولة في الأسواق· وأسواق التعاملات الآجلة بدأت تستوعب بالفعل احتمال ان يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي سعر الفائدة· وأعلن بنك اليابان أمس انه سيضخ 400 مليار ين (2,5 مليار يورو) في الأسواق النقدية اليابانية في وقت سجلت فيه بورصة طوكيو تراجعاً جديداً منذ الاربعاء بسبب الأزمة· وعملية الضخ هذه هي الأولى منذ الاثنين· وعلى العكس من ذلك كان بنك اليابان قد سحب الثلاثاء والاربعاء 3600 مليار ين (22,8 مليار يورو) من الاسواق النقدية بسبب الفائض في السيولة· وسجلت البورصات الآسيوية تراجعاً كبيراً جديداً أمس متأثرة ببورصة نيويورك مع استمرار الأزمة المتعلقة بالقروض العقارية في الولايات المتحدة· وبدت الخسائر واضحة في بورصة طوكيو التي اقفلت على تراجع كبير جديد بلغ 1,99%· وخسر مؤشر نيكاي 327,12 نقطة ليقفل عند 16148,49 نقطة وهو أدنى مستوى له منذ 29 نوفمبر الماضي· وكان المؤشر قد خسر اكثر من 3% خلال جلسة اليوم وتراجع الى ما دون الـ16 الف نقطة للمرة الاولى منذ تسعة اشهر، قبل ان يستأنف ارتفاعه· وقال المحلل في ''دايوا سيكيوريتيز'' (اس ام بي سي) كازوهيرو تاكاهاشي إن ''مبادرة بنك اليابان لم تؤثر يوماً على البورصة لان المستثمرين ليسوا قلقين من أزمة قروض في اليابان بل من فرار الأموال الاجنبية''· وفي سيؤول، خسر المؤشر ''كوبسي'' 7,13% اي ما يعادل 130 نقطة منتصف النهار، في أكبر تراجع في تاريخه· وواصلت بورصة بومباي ايضا انخفاضها ليصل مؤشرها ''سينسكس'' لأسهم ثلاثين شركة كبرى الى 14349,38 نقطة بعد خسارة 4,34% سجلها خلال خمس دقائق في بداية الجلسة· وكانت هذه البورصة مغلقة الاربعاء بمناسبة العيد الستين لاستقلال الهند· وقال المدير المالي في مجموعة ''فورتشن فايننشال سيرفيس'' في بومباي هيتن ميهتا ان ''الاسواق قلقة بشكل واضح تبعاً للتوجه العالمي في الأيام الاخيرة· على الوسطاء البقاء بعيدين (عن البورصة) حتى انتهاء عملية التصحيح''· أما الوسيط جامناداس مورارجي فرأى انه ''سقوط سريع لكننا نأمل في حصول أسواق الهند على بعض الدعم عندما يسجل مزيداً من التراجع''· وفي بانكوك، خسرت البورصة 4,09% منتصف نهار الخميس بسبب عمليات بيع كبيرة مرتبطة بأزمة القروض العقارية في الولايات المتحدة· وتراجع مؤشر سوق المبادلات التايلاندي 31,64 نقطة ليصل الى 742,28 نقطة في ختام الجلسة الصباحية لبورصة بانكوك· وأوضح المحلل في ''كابيتال نومورا سيكيورتيز'' شاي شيراسيفينوبراباند ان ''المستثمرين الاجانب لم يتوقفوا عن بيع الاسهم في كل القطاعات''· ومن جهته، قال المسؤول في ''كاسيكورن سيكيوريتيز'' كافي شوكيتكاسم ''انها حالة ذعر''، موضحاً في الوقت نفسه ان ''لا احد يعرف درجة خطورة أزمة القروض العقارية'' الأميركية· كما تراجعت بورصات سنغافورة (3,46%) وسيدني (3,34%) وهونج كونج (2,50%) ومانيلا (2,60%) وكوالالمبور (1,94%)· الا ان الخسائر في شنغهاي كانت اقل حجماً ولم تتجاوز 0,51%· وكان مؤشر داو جونز لبورصة نيويورك وول ستريت قد تراجع الى ما دون 13 الف نقطة عند الإغلاق الأربعاء، وذلك للمرة الأولى منذ ابريل الماضي· وهبطت الأسهم الأوروبية الى أدنى مستوياتها منذ خمسة أشهر مع استمرار المخاوف من تداعيات أزمة أسواق الائتمان بينما أدى انخفاض أسعار النفط إلى تراجع أسهم شركات الطاقة· وفي الصباح انخفض مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا بنسبة 2 في المئة الى 1462,64 نقطة· ومنذ بداية العام انخفض المؤشر وهو المقياس الرئيسي للأسهم الأوروبية بنسبة 1,4 في المئة· وقد تراجع بنسبة 10,6 في المئة منذ سجل أعلى مستوياته منذ ست سنوات ونصف السنة في 13 يوليو الماضي· وقال بارت انجلز المحلل لدى فورتيس بنك في بروكسل: ''مشاكل سوق الرهون العقارية عالية المخاطر ستستمر لفترة من الوقت· في بعض الأيام كان الوضع أحسن قليلاً ثم تصدرت أنباء سيئة النشرات وسيستمر هذا الوضع لفترة من الوقت''·
المصدر: عواصم العالم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©