الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قلعة نزوى.. صرح حضاري مفعم بدفء الشرق

قلعة نزوى.. صرح حضاري مفعم بدفء الشرق
17 أغسطس 2007 00:14
تعد قلعة نزوى وحصنها التاريخي من أهم وأروع المعالم التي تزخر بها سلطنة عمان، حيث تعتبر هذه القلعة من أضخم المآثر الحضارية والتاريخية في عمان· تجولنا في أروقتها بصحبة المرشد السياحي يوسف الحضرمي الذي حدثنا عنها قائلا: تعد القلعة والحصن من الأعمدة الأساسية في التراث والموروث التقليدي، وتقع في وسط مدينة نزوى، بناها الإمام سلطان بن سيف بن مالك اليعربي عام 1649 ميلادية (1059 هجرية) للدفاع عن المنطقة والتصدي للمعتدين على أمن البلاد· وتنفرد قلعة نزوى (العقر) من بين قلاع سلطنة عمان بكبر حجمها وإشرافها من علياء على واحة خضراء وغابة من النخيل، تروي بساتينها شبكة من الأفلج· ويضيف الحضرمي قائلاً: استغرق بناء القلعة اثنتي عشرة سنة، وأنفق الإمام سلطان بن سيف على بنائها مما غنمه من إحدى غزواته التاريخية المعروفة بـ (ديو)، حيث استولت قواته على غنائم وثروات كبيرة· ومعلوم أن (ديو) تقع على الساحل الهندي· حاء السُّلَّم! قلعة نزوى عبارة عن مبنى دائري كبير، وهي مبنية بالحجارة والجص العماني (الصاروج)، يبلغ ارتفاعها 115 قدماً (24 مترا)، وقطرها 150 قدماً (45 متر)، وهي بمثابة منصة منبسطة السطح أُقيمت على قاعدة مردومة بحجارة علوها 15 مترا ويقال 30 متراً إلى باطن الأرض مزوَّدة بفتحات مدافع، ويتم الصعود إلى القلعة عن طريق سلَّم ضيق بُني على شكل حرف (ح) حيث توجد سبعة أبواب عند كل باب منعطف تطل على هذه الأبواب فتحات دفاعية (مساقط الماء والزيت والدبس الحار)، وأيضا لإلقاء القذائف منها على المهاجمين أو الأعداء· وعن ما شاهدناه بقرب البئر يقول يوسف: توجد بئر أمامها باب ذو متاريس، فإذا أفلت العدو من القذائف أو من الماء الحار أو الدبس المغلي (عسل النخل) التي تنهال من الفتحات في أعلى القلعة سقط في البئر، وإذا نجا من الاثنين أعاقته الأبواب، وإذا أفلت من منعطف تعذَّر عليه ذلك في المنعطف التالي، وتتزود القلعة بحاجاتها من المياه من عدد من الآبار بداخلها يقدر عددها بـ 12 بئراً، ومنصَّة القلعة الدائرية مزوَّدة بفتحات للمدافع تضمن إطلاق النار على 360 درجة كاملة، وترتفع جدران المنصَّة إلى عشرة أمتار، وبها يتم استكمال المبنى، وتتيح له بذلك منطقة دائرية لتحرُّك الفرسان الذين يستطيعون إطلاق النيران من فتحات دفاعية عدة· حصن نزوى يؤكد المرشد السياحي على أن قلعة نزوى تمثل أنموذجاً للتطوُّر في نمط القلاع بين عامي (1059 ـ 1090هـ) الموافق (1649 ـ 1679م) القائم على أساس البرج المدفعية، وهي قلعة حصينة، ويمكن اعتبار قلعة نزوى معماراً أنتجته حرب مدفعية الأبراج فاختلف بذلك عن معمار قلاع عمان السابقة عليها· ولهذا يتميز بناؤها بأنه أقصى درجة ممكنة من الصلابة، وذلك حتى يستطيع امتصاص ارتجاجات مختلف أنواع المدفعية حين تنطلق، وقد تحقَّق ذلك بكونها كتلة ترابية رصينة، كما يوجد اليوم ثلاثة وعشرون مدفعاً، أحد هذه المدافع صنع في نزوى، وعليه كتابة باللغة العربية، وحفر عليه اسم الإمام سلطان بن سيف· كما أن هناك مدفعاً من مدينة بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية كان هدية لأول سفير عماني عام 1840م، ويوجد في هذه القلعة 480 مرمى للبنادق، ويوجد بها كذلك 240 سراجاً للزينة على مدار القلعة، ومائة وعشرون عقداً لوقوف الحرس المناوبين لحراسة القلعة والبلاد، كما توجد بها أربع وعشرون فتحة للمدافع الكبيرة، وكان قد أُسس بناؤها على قواعد صلبة تصل إلى عمق ثلاثين متراً تحت الماء· يخضع الحصن والقلعة حالياً إلى عمليات ترميم وتجديد ليحتضننا بعد قرابة العامين متحفا سيطلق عليه اسم ''متحف نزوى''،ليحتضان نماذج من الصناعات الحرفية التي كانت ولا تزال تمارس في تلك المنطقة، إضافة إلى معلومات تاريخية عن المدينة، وسيتم قريباً إنشاء مسرح لإقامة نشاطات ومهرجانات خاصة بالسلطنة·
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©