الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القروض الشخصية·· طريق الهاوية

17 أغسطس 2007 01:55
قضية القروض الشخصية لا تزال نائمة·· تارة تطفو فوق سطح مياه راكدة، وتارة تحركها رياح تجارية عاتية·· وما أكثر البنوك وما أجمل مسمياتها وما أروع مميزاتها! حيث تتنافس فيما بينها لجذب الزبائن حتى أن موظفيها يقومون بزيارة للإدارات الاتحادية والمحلية لعرض منتجاتهم وتسويق تسهيلاتهم، فيصطادون الزبائن من بنك الى آخر عن طريق إغراءات ومميزات وهمية، فهي كالسيل المتدفق من أعالي الجبال يأسرك منظره·· ويحطمك حين تحاول اجتيازه·· فلقد عرفت البنوك الصيغة التي تجذب بها الزبائن·· فتم تعيين غالبية موظفيها من الجنس اللطيف ذوات الصوت الدافئ والضحكات الموسيقية·· وما أن تصبح أحد عملائهم·· تكون الضيافة لمدة ثلاثة أشهر، وبعدها ترى الوجه الحقيقي لذلك البنك الحمل الوديع·· وحش كاسر وموج عاتٍ مليء بالتيارات، تتقاذفك أمواج قروضه الشخصية تارة، وتيارات القروض التجارية تارة أخرى، علاوة على إعصار بطاقات الماستر والفيزا كارد والسحب على المكشوف وتأجيل الأقساط الشهرية·· وما أن يأتي الشهر التالي إلا وترى ما بقي من راتبك لا يكاد يغطي المتطلبات التي عليك·· ما يضطرك الى الأخذ على المكشوف وهكذا طيلة حياتك·· وإذا ما فكرت في الانتقال والبحث عن بنك آخر تأتيك أعاصير رسوم سداد المبلغ بنسبها المختلفة والمتفاوتة من بنك الى آخر، حتى تصل الى 5% ما يجعلك تسدد ضريبة مغادرة البنك عقاباً ونكالاً·· فلا مصرف مركزياً يتدخل ولا أحد يتكلم·· وإذا ما حاولت تقديم شكوى ترد الشكوى عليك أنت كونها سياسة بنوك·· تلعب كيفما شاءت·· مسكين ذلك العميل، كان سعيداً قبل أن يعرف البنوك، وما أن عرفها لا يزال يسدد لسنوات طويلة قد تتعدى خمس عشرة سنة، وعندما يسأل عن المتبقي يقال له لم تسدد بعد شيئاً وإن ما سددته ما هو إلا جزء ضئيل·· صاح بأعلى صوته·· ولكن لا حياة لم تنادي، فالجميع قد تعاون على العملاء·· المواطنون أضحوا تحت رحمة ووطأة الديون البنكية·· ولا تعليق·· ولسان حال الواقع يفرض نفسه علينا فرضاً·· فها هو الجيل والنشء الحالي هو نشء الديون البنكية·· وإلى الله المشتكى· راشد بن زايد قدفع - الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©