الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبو يوسف: بعض «اللحامين» أساءوا للمهنة

6 فبراير 2011 20:45
العين (الاتحاد) - لطالما كان وجود اللحام يسهل علينا الوصول إلى مصدر مهم جدا في غذائنا هو “اللحم” عبر توفيره وفرمه وتحضيره وبيعه لنا مما يختصر علينا الكثير من الوقت والجهد الذي قد نبذله في شراء الذبيحة وتقطيعها بأحجام مختلفة تتناسب مع طبيعة الطبخ الذي سـتدخل فيه ومن جهة أخرى يمنح أصحاب الدخول المتدنية فرصة شراء كميات صغيرة من اللحم تتناسب مع امكانياتهم في حين أن ذلك صعبا عليهم في حال أن عليهم الاعتماد على أنفسهم وشراء الذبيحة باهظة الثمن والتي لا تتناسب مع إمكانياتهم . اخترنا لزاوية “مهنتي” اللحام الأردني رجب غالي المكنى بأبي يوسف صاحب أول ملحمة في مدينة العين ليحدثنا عن سر الهالة السوداء التي تحيط عمل اللحامين منذ قديم الزمان والأسرار الأخرى المتعلقة بهذه المهنة يقول أبو يوسف عن سبب اختياره للعمل في مهنة بيع اللحوم: “بعد أن أنهيت الثانوية العامة حضرت إلى أبوظبي لزيارة أحد أصدقائي وتعرفت على أحد المواطـنين جزاه الله كل خير إذ عرض علي العمل كلحام في سـوق الخضــار واللحوم في مدينة العين وأن يهبني الملحمة دون أي مـقـابل حيث كان الســوق في بداياته وأراد هذا المواطن أن يدب الحياة فيه عبر توفير ما يحتاجه الناس من لحوم وخضار، فوافقت على الفور لوجود معرفة وخبرة لدي في بيع اللحوم حيث كنت أرى وأساعد عمي وجدي اللذين عملا في هذه المهنة منذ سنوات عدة وتوجهت للعمل في تلك الملحمة حتى يومنا هذا ليمر علي 39 سنة وأنا في هذا المجال وها أنا اليوم علمتها لابني الأكبر يوسف الذي يعمل معي جنبا إلى جنب”. ويضيف: “لم تختلف المهنة كثيرا عما كانت عليه في الماضي فالأعمال التي يقوم بها اللحامون هي نفسها لكن الفرق في سعر اللحمة نفسها التي زادت 3 أضعاف عما كانت عليه نتيجة غلاء المعيشة ولا يوجد شيء بقي على حاله !!”. ويبين أبو يوسف الأعمال التي يقوم بها وغيره من اللحامين :” لدينا طريقتان في إحضار اللحوم إلى الملحمة إما أن نشتريها طازجة مذبوحة وجاهزة ونرتبها ونعلقها في ثلاجة المحل أو نشتري الخرفان أو البقر ونذهب إلى المسلخ الذي يذبحها ومن ثم نحضرها للبيع أما اللحوم المبردة فتأتي مستوردة من الخارج مثل باكستان والهند واستراليا والصومال وغيرها ولكل سعره الذي يختلف عن الآخر. كما يقوم اللحام بتقطيع اللحم حسب طلب الزبون وفرمه قطعا متوسطة أو صغيرة أو يعد خليط اللحم والبصل والبقدونس والبهار المعروف بالكفتة أو لحم مدقوق (ستيك)أو قطع خاصة بالمشاوي وكلها أعمال غير صعبة ويمكن أن يتعلمها أي شخص لكن مع ضرورة الحذر الشديد في التعامل مع السكين وماكينة فرم اللحم فأدوات اللحام حادة جدا وقد تعرضه إلى فرم أو قطع أحد أصابعه وهذا ليس ببعيد عني فقد تلقيت ضربات مختلفة في أصابعي نتيجة السرعة في تلبية طلبيات الزبائن المزدحمة خصوصا في فترة الأعياد ورمضان والمناسبات حيث تكثر الولائم والعزائم كما يجب مراعاة النظافة ولبس الروب والطاقية والقفازات أثناء العمل في الملحمة “ عن صعوبات المهنة يقول أبو يوسف متألما :” أقسى وأصعب ما يواجهه اللحامين في عملهم تعميم الصورة السيئة عنهم، فهناك مجموعة – معدومة الضمير- تبيع اللحوم على أساس أنها طازجة لكنها في الحقيقة مستوردة يقومون بتذويب الثلج عنها وبيعها على أنها مذبوحة حديثا مما يعرض الزبون إلى الغش. كذلك هناك من يعمد إلى بيع أنواع من اللحم بمسميات أخرى، مثلا يطلب الزبون لحما باكستانيا ويعطيه الجزار هنديا أقل سعرا منه ليستفيد اللحام من فارق السعر وهذا موجود ولا ننكره لكن الأمر يعود إلى أمانة اللحام وصدقه الذي يسأل عنه أمام الله عز وجل، هذه الأسباب – يتابع أبو يوسف- دفعت الناس إلى تكوين صورة سلبية عن اللحامين تتهمهم جميعهم بالغش وهنا أتمنى من الناس ألا تعمم وأن تتعرف على اللحام الأمين وبقى على تواصل معه لأنه لن يخذل الأمانة والثقة التي وضعوها فيه ومن الصور الأخرى لغش اللحامين رفع سعر اللحوم أكثر من اللازم حيث لا يوجد سعر محدد من البلدية والأمر متروك للحام نظرا لأن سعر الذبيحة متذبذب ولعل قيام الرقابة الغذائية بجولات دائمة على المحال لمراقبة الأسعار ونوعيات اللحم المباعة وتوافقها مع ماكتب عنها في اللائحة وتلك التي ختم عليها بختم يبين متى ذبحت ونوعها ينصف الزبائن إلى حدما ويخيفهم من الوقوع في أيدي الرقابة التي لا تسكت عنهم وتعاقبهم بشدة “ تعامل أبو يوسف وصدقه وبشاشته مع الزبائن جعلت من بعضهم يتردد عليه منذ 20 سنة ويرفض أن يشتري اللحمة من غيره لكن ذلك لم يحمه من المشاكل والجدال الطويل الذي يقع فيه مع البعض الآخر من الزبائن وخصوصا النساء اللاتي يسرعن بإطلاق أحكامهن الظالمة عن جودة اللحمة وغلاء سعرها فهن بحسب أبو يوسف: “لا يعجبهن العجب”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©