الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جبل حفيت.. قمة تروي تاريخ منطقة

جبل حفيت.. قمة تروي تاريخ منطقة
17 أغسطس 2007 02:38
لا يملك الزائر الذي يَقدِمُ إلى مدينة العين القدرة على أن يصرف بصره عن ''حفيت''، ذلك الجبل الرابض في مكانه بشموخ وهيبة منذ ملايين السنين·· فيقف مدهوشاً مبهوراً أمام الجبل الذي يزيد من ''دار الزين'' زينة وجلالا، خاصة وأنه يُعدُّ من أعلى الجبال في دولة الإمارات، ويبلغ ارتفاع قمته 1160 مترا· ويمكن الصعود بالسيارة إلى جبل حفيت الذي يقع جنوب مدينة العين بواسطة طريق ملتفٍّ يبلغ طوله 14 كيلومتراً مضاءٌ ليلا بالأنوار الساطعة· وتم افتتاح الطريق بعد 6 سنوات من العمل الفعلي بتكلفة قدرت بـ 120 مليون درهم· ويمكن للزائر مشاهدة مدينة العين ومختلف المناطق المحيطة بها عندما يقف على سفح الجبل من ذلك الارتفاع الشاهق· تاريخ عريق ويقول الدكتور وليد ياسين مدير قسم الآثار بإدارة البيئة التاريخية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إنه تقع على سفوح الجبل الشرقية (منطقة مزيد) عدة مدافن تعود إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، أي ما يقارب 7 آلاف عام، وهي على شكل قباب وخلايا النحل، حيث إن كل مدفن يتكون من غرفة دفن واحدة ويتجه نحو الجنوب· ويمكن مشاهدة هذه المكتشفات واللقى الأثرية المصنوعة من الفخار والبرونز في متحف العين· وكانت عدة بعثات قد قدمت للتنقيب في منطقة جبل حفيت التاريخية منذ ستينيات القرن الماضي، كما أن إدارة البيئة التاريخية تابعت عمليات التنقيب حيث وجدت هياكل عظمية لأناس دفنوا على وضعية القرفصاء ''وهي الوضية التي يكون عليها الجنين في بطن أمه''· كما تم العثور على العديد من الفخاريات والتي تدل على حصول تفاعل حضاري بين المنطقة ووادي الرافدين، مشيراً إلى أنه كان في الحقبة التاريخية للعصر البرونزي المبكر الذي سبق حضارة أم النار والهيلي· وأفاد الدكتور وليد بأنه تم العثور فيها على مخلفات حجرية لكائنات بحرية وآثار زمنية أخرى تعود الى أكثر من 100 مليون عام عندما كانت الجبال لا تزال تحت سطح البحر· كما أن الجبل مرتع للحياة البرية، والزائر يرى طيور العقاب حين تتجول عبر المنحدرات الصخرية· وحديثا تم اكتشاف بعض الكهوف في المنطقة، حيث يعتقد البعض أنها مواقع لمدافن قديمة· مبزرة الخضراء ويضم الجبل منطقة مبزرة الخضراء التي تعتبر معلماً سياحياً بارزاً في الدولة، حيث أصبحت من أجمل المناطق السياحية في الإمارات نظراً للإهتمام البالغ الذي كان يوليه لها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه''، حيث وجه المغفور له بعد تدفق المياه الساخنة من آبارها العشر بتحويل مبزرة إلى منطقة سياحية والاستفادة من هذه المياه· وقد دلت المسوحات الجيولوجية إلى وجود المياه الساخنة في عمق 320 ــ 600 قدم تحت سطح البحر، بطاقة إنتاجية تبلغ 25 ألف جالون في الساعة، وتفاوت درجة العذوبة ما بين 1800 إلى 6 آلاف جزء من المليون، ولذلك تم أستغلالها في إقامة المزارع وزراعة أشجار النخيل والعشب الأخضر وتحويل هذه المنطقة الجبلية المهجورة التي لم يكن يعرفها أحد إلى منتجع سياحي جميل يشهد مئات الزوار يوميا من مختلف أنحاء الإمارات ومن الدول المجاورة· منتجع سياحي وقامت دائرة بلدية العين وتخطيط المدن بإقامة عدد من المشاريع السياحية والزراعية بالمنطقة شملت إنشاء بحيرة للمياه المتدفقة من الآبار وشق الطرق وإقامة المظلات وكراسي الجلوس ومواقف السيارات والاستراحات للزوار، بالإضافة إلى مسبح للرجال ومسبح للنساء· ومن وسط البحيرة المحاطة بكورنيش للتنزه انطلقت واحدة من أعلى النوافير في الشرق الأوسط بارتفاع 80 متراً ويستطيع زوار مبزرة ركوب القوارب في البحيرة والتي قد تكونت من جراء تجمع المياه من الآبار الحارة ، وتم تخضير الجبال وإنشاء حديقة أطفال مفتوحة في منطقة مبزرة لتبدو لنا هذه المنطقة اليوم آية في الحسن والجمال· كما تم في الآونة الأخيرة بناء 200 شاليه تؤجر بأسعار رمزية تشجيعاً للزوار للقدوم إليها، وهي مجهزة بالكامل، تتوزع بعضها بجانب آبار مبزرة الخضراء وبعضها يوجد خلف البحيرة وبجانب الحديقة وبعضها على جهة يمين المدخل· ويلاحظ الزائر للمنطقة روعة التنسيق وبراعة التصميم حيث تمت زراعة التلال المحيطة بالعشب الأخضر وزراعة المنطقة بأشجار النخيل ومد قنوات الأفلاج والينابيع والعيون الصناعية حيث تتدفق المياه من أعالي الجبال وسفوحها· واستطاع بذلك هذا الجبل البارز الذي عايش التاريخ بأن يكون أحد المعالم الهامة للدولة ومكاناً سياحياً هاماً يفد إليه آلاف الزوار للاســـتمتاع بطبيعته الخلابة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©