بوش يضغط لمنع "الشهادة العلنية" لبيتريوس وكروكر أمام الكونجرس

كشفت صحيفة ''واشنطن بوست'' الأميركية أمس ان البيت الأبيض يسعى الى تحجيم وربما منع الشهادة العلنية المقرر ان يدلي بها أمام الكونجرس كل من القائد العام للقوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بيتريوس والسفير الأميركي في بغداد ريان كروكر في سبتمبر المقبل في إطار التقرير المرتقب حول نتائج زيادة القوات العسكرية، ونقلت الصحيفة عن عدد من كبار المساعدين في الكونجرس أن البيت الأبيض يريد خلافا لشروطه أن يدلي بيتريوس بإفادتيهما أمام المشرعين خلف أبواب مغلقة على أن يقوم مسؤولو الادارة بتنقيح التقارير المكتوبة ومن ثم تدلي وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت جيتس بإلافادة العلنية أمام الكونجرس· ويلقي اقتراب موعد 15 سبتمبر النهائي لتقديم التقرير بظلاله بقوة على الخلاف الحاد بين الكونجرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون والبيت الأبيض ذي الهوية الجمهورية حول المسار المستقبلي للحرب· ويريد الكثيرون في الكونجرس بمن فيهم بعض الجمهوريين تحديد موعد نهائي للانسحاب من العراق، لكن بوش طالب مرارا بالصبر حتى يستطيع بيتريوس وكروكر إعداد تقريرهما عن التقدم أو عدم التقدم بعد إرسال عشرات الالاف من الجنود إلى العراق خلال العام الحالي· وقالت الصحيفة إن البيت الأبيض أكد تقديم طلب الى الكونجرس لتحجيم إفادة كل من بيتريوس وكروكر، لكنه قال إنه لا ينوي حماية أي منهما من أي مراجعة أو تمحيص من جانب الرأي العام· لكن رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ كارل ليفين أصر من جانبه على جلسة استماع مفتوحة للتقرير· فيما نقل عن رئيس الهيئة البرلمانية للحزب الديمقراطي في مجلس النواب رام إيمانويل قوله ''يستحق الأميركيون تقييما غير متحيز للأوضاع في العراق ومن المحزن أننا لن نتلقى سوى شذرات من نفس الأشخاص الذين قالوا لنا إن المهمة أنجزت وإن التمرد في النزع الأخير''· من جهة ثانية، هددت السلطات الاميركية تحالف المنظمات الاميركية المناهضة للحرب في العراق بفرض عقوبات عليه في حال لم يسحب ملصقات تدعو الى تنظيم مسيرة في 15 سبتمبر، وقالت ساره سلون مسؤولة التحالف المعروف باسم ''انسر'' انه تلقى إنذارا من واشنطن تهدده بفرض غرامة عليه بقيمة عشرة آلاف دولار في حال لم يسحب مئات الملصقات التي تدعو الى تنظيم المسيرة المناهضة للحرب والمفترض ان تتزامن مع نشر تقرير القيادة العسكرية الاميركية في العراق· وحسب شرطة واشنطن فإن الحجة في طلب ازالة الملصقات هي الصمغ المستعمل للصقها والذي لا يتطابق مع المعايير المطبقة في العاصمة· لكن سلون رفضت كليا هذه الاتهامات واعتبرت ان الأمر يتعلق في الواقع بـ''حسابات سياسية''، وأكدت ان آلاف الاشخاص سيأتون من جميع انحاء الولايات المتحدة ومن كندا للمشاركة في المسيرة التي ستكون بداية أسبوع من الاحتجاجات على الحرب وسيعرض خلالها عريضة تطالب بالبدء بالاجراءات لإقالة الرئيس جورج بوش جمعت مليون توقيع بالاضافة الى إقالة وزير العدل السابق رامسي كلارك· ورغم اتساع دائرة معارضة الحرب في أوساط الاميركيين، فإن المخيم السلمي الاحتجاجي قرب مزرعة بوش في كروفورد الذي أثار اهتمام العالم في اغسطس 2005 لم يعد يستقطب الحشود· ولم يكن يوجد في المخيم امس الا شخص واحد مع كلبته، فيما كان الصحفيون أكثر عددا من المحتجين الذين كانوا بالآلاف قبل سنتين· وكانت سيندي شيهان والدة جندي اميركي قتل في العراق أقامت المخيم على بعد بضعة كيلومترات من المزرعة·