زوجي مراهق!

المشكلة: عزيزي الدكتور : أنا متزوجة منذ ثماني سنوات، ولدي ابنتان وولد، وأنا سعيدة في حياتي وزوجي ملتزم وحسن السيرة بين الناس، لكن منذ سنتين وزوجي بدأ يتغير، وبدأ يهمل دينه وعباداته، ولاحظت أنه يضيع وقتاً طويلاً أمام الأفلام الإباحية من قنوات أجنبية عديدة، أو من خلال الانترنت وأنا نائمة أو عندما أكون خارج البيت، مع العلم أن علاقتنا الزوجية جيدة. وعندما فتحت معه الموضوع غضب واتهمني بالتجسس عليه، وأن ذلك ليس من حقي. لكن أصابني الخوف وتسلل الشك إلى قلبي خوفا أن يتغير زوجي حيث أنه بدا يتأخر عن الصلاة ونصحته كثيراً، لكن دون جدوى. فأصبحت أخاف على زوجي بأن يتغير الى أسوء من ذلك ! أنا الآن أعيش في قلق وشك يدمر حياتي ولاحظ زوجي ذلك ويقول لي أنتِ عيشي حياتك ولا تخلي الشك يدمرنا، لكن خوفي عليه يجعلني أراقبه وأشك فيه عندما يكون على النت، وهذا يؤرق حياتي ويجعلني أنطوي في بيتي خوفا على زوجي لأني أحبه. وأصبحت قلقة وتراودني أفكار سلبية كثيرة، فما يفعله خيانة، وأفكر أن أٌخيره إما أنا أومايشاهد على الانترنت لأن أعصابي لاتتحمل ذلك. أرجو النصيحة بأسرع وقت. أم هبة النصيحة: إن منهجنا الحنيف وضع لنا حقوقاً بين الزوجين، فمنها ما هو للزوج على زوجته، ومنها ما هو حق للزوجة على زوجها لتستمر الحياة الزوجية بينهما. وعليك بالبدء في الحوار الهادف بينكما حيث إن المشاكل التي تظهر خلال الحياة الزوجية بسيطة في أولها ثم تتفاقم لقلة الحوار بين الزوجين بأسلوب سهل ودود مع المحافظة على مكانة واحترام الزوج فهذا لا يقلل من مكانتك واحترامك له. واعلمي أن طبيعة وتكوين شخصية المرأة الفيزيولوجية النفسية والوجدانية تجعلها أميل إلى استخدم أساليب رقيقة تعتمد على القول اللين وحسن المعاشرة، كما تجعلها أبعد ما تكون عن استخدام أساليب التسلط والقسوة والتعالي في معاملة الآخرين، وهذا يوضح أن زوجك اقل إدراكاً لأسلوب القسوة والتسلط الذي تشعرين به. استخدمي أسلوب التدليل والتودد ولا تحاسبيه على الهفوات الصغيرة التي تصدر منه. وكوني أكثر إدراكا لأسلوب المودة بينكما، فالمرأة سكن وسكينة تبدى تجاه زوجها أساليب الحب وتسلك تجاه ذلك الواناً من العواطف الجياشة، واعلمي أن الرجل “الزوج” يتصور أن التودد إلى الزوجة نوعاً من الضعف في شخصيته، وتفرض التقاليد على الرجل اخفاء مشاعره وكتمان شجونه تجاه زوجته كنوع من المكابرة، وحتى لاتعتبرها الزوجة نقطة ضعف عنده تستغلها كما يتصور بعض الرجال. اجتهدي وحاولي، وإن شاء الله توفقين فيما تبذلين من جهد.