الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تدخل سياسي متأخر لتهدئة الأزمة

18 أغسطس 2007 00:18
دفعت الأزمة التي تعصف ببورصات العالم القادة السياسيين الى التدخل، بدءاً بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي وجه نداءً الى مجموعة السبع، فيما حاول رئيس الوزراء الاسترالي طمأنة الاسواق بعد يوم ''اسود'' على المستوى العالمي· وحذر وزير الخزانة الأميركي هنري بولسن من ان التقلبات في الاسواق المالية ستؤدي الى ''التأثير سلبا'' على نمو الاقتصاد الأميركي، في تصريح قد يعزز المخاوف من عواقب أزمة القروض العقارية في الولايات المتحدة· الا ان الوزير عبر عن ثقته بأن ''الاقتصاد والاسواق ستكون قوية بما فيه الكفاية لاستيعاب الخسائر'' ومن دون التسبب في ركود· وازاء هذه الازمة المالية التي تزداد حدة، التزم السياسيون حتى الان الصمت، باستثناء مداخلة مقتضبة الأسبوع الماضي للرئيس الأميركي جورج بوش· وفي مبادرة شخصية، وجه ساركوزي رسالة الى المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي ترأس بلادها حالياً الاتحاد الأوروبي، طالباً فيها من الدول السبع الاكثر تطوراً اتخاذ تدابير بهدف تعزيز ''شفافية عمل الأسواق''· وقال: ''يبدو لي انه من مسؤوليتنا بصفتنا رؤساء دول وحكومات ان نأخذ منذ اليوم العبر من أزمة الائتمان العقاري العالي المخاطر في الولايات المتحدة''· واقترح ساركوزي أن يعمل وزراء المالية في مجموعة السبع بالتنسيق مع المصارف المركزية بشكل خاص وصندوق النقد الدولي، حول هذا الموضوع وتقديم تقرير تحليلي واقتراحات خلال اجتماعهم في اكتوبر المقبل في واشنطن· واعرب ساركوزي عن قناعته بأن التقلبات في الاسواق لن تؤثر بشكل دائم على نمو الاقتصاد العالمي القوي· وفي تصريح للصحافيين من الولايات المتحدة حيث يمضي إجازته، قال ساركوزي للصحافيين: ''انني أؤمن كثيراً بالحرية، لكن لا يمكنني ان اقبل بهذه الظاهرة التي نشهدها في السنوات الأخيرة وهي ازدياد المضاربة بشكل كبير''· واضاف: ''لا يمكننا ان نستمر على هذا النحو، اي مع بعض الصناديق الاستثمارية المرتفعة المخاطر التي تقترض بأي سعر ومن اية جهة، ومن دون ان نعرف من الذي يتحمل الأعباء في نهاية المطاف وفي اي ظروف''· وفي استراليا، تدخل جون هاورد يوم الخميس للتأكيد على ان اقتصاد بلاده غير مهدد· وقال: ''اعتبر ان الاقتصاد الاسترالي لا يزال قوياً جداً ويجب الاطمئنان لذلك''· وقد اقفلت بورصة سيدني مع تسجيل تراجع بنسبة 1,56%· واكد ان ''هناك عملية تصحيح جارية ولن ننجو من تأثيرها وقد تأثرنا بها اصلاً لأن اسواق المال مرتبطة ببعضها البعض''· وازاء تفاقم الأزمة، قررت وزير الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد قطع إجازتها والعودة الى باريس· واكد بائع اسهم في شركة متخصصة في البورصات في العاصمة الفرنسية لوكالة فرانس برس أن ''هناك موجة من الهلع، والمخاوف بدأت تتنقل بين الأسواق''· وفي الاسبوع الماضي، تدخل بوش من خلال التأكيد بأن هناك ''ما يكفي من السيولة'' للسماح للأسواق بإجراء عمليات تصحيح· ولم يكف هذا التصريح، ولا التدخلات المتكررة للمصارف المركزية في العالم التي ضخت كميات هائلة من السيولة في الأسواق، لتهدئة الوضع· وفي هذا السياق الذي يسوده التوتر، لا يتوقع أن يؤثر نداء ساركوزي كثيراً على مجريات الامور، بحسب الخبراء· ويقول المحلل الاقتصادي الفرنسي مارك تواتي إن تدخل ساركوزي ''قد يصب الزيت على النار'' في حال فسرته الاسواق على انه مؤشر على ''ظاهرة أخطر من تلك التي نشهدها اليوم''· وبشيء من الامتعاض، أشارت المانيا الى ان اقتراحات ساركوزي حول مزيد من الشفافية والتنظيم والحد من المضاربة، هي مطابقة للنداء الذي أطلقته ميركل منذ اشهر حول تعزيز شفافية الأسواق، لا سيما فيما يتعلق بالصناديق الاستثمارية المرتفعة المخاطر· لكن هذا النداء اصطدم بتحفظات الولايات المتحدة وبريطانيا· وفي بروكسل، أعلنت المفوضية الأوروبية انها ستنظر الى آلية عمل وكالات التصنيف المالية التي ينتقدها بعض المحللين والتي دعا ساركوزي الى إعادة النظر في دورها، لمعرفة لماذا تأخرت في دق ناقوس الخطر فيما يتعلق بمسألة القروض العقارية العالية المخاطر·
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©