إيجابيات معسكرات إعداد الحكام

السبت قبل الماضي·· لبيت دعوة الاتحاد القطري لكرة القدم للمحاضرة النظرية والعملية لحكامه الموجودين في معسكر الإعداد والصقل المقام هذا العام في ''كنوك'' إحدى مدن الساحل البلجيكي، والتي تم اختيارها بكل العناية والحرص والاهتمام من قبل لجنة حكامه بعد تنسيق كامل مع الاتحاد البلجيكي لكرة القدم الذي ساهم عملياً في توفير ملاعب التدريب العملي للحكام، وفي منح الفرصة للحكام القطريين في قيادة مباريات رسمية وودية للأندية البلجيكية أُقيمت في المدينة نفسها والمدن المجاورة لها خلال معظم أيام المعسكر التحكيمي الذي أعتبره مثالياً في كل ما تم توفيره من متطلبات الإقامة والنقل والتدريب البدني والفني، النظري منه والعملي، إضافة للوجود الدائم لخبراء العلاج الطبي والطبيعي والتغذية، وكل الوسائل الكفيلة بتحقيق الفوائد المرجوة من مثل هذه المعسكرات التأهيلية والتدريبية للحكام· ولعل أهم ما أثار اهتمامي وإعجابي هو الانضباط التام الذي حرصت عليه قيادة المعسكر والذي أكده حرص الحكام على الالتزام التام بكل التعليمات القائمة، مع الاقتناع المطلوب بالفائدة المرجوة والسلوك الاجتماعي المشرف· ويبدو لي أن معسكرات إعداد الحكام للدوري المحلي في معظم أقطارنا العربية قد بدأت تدخل حيز اهتمامات وخطط وتوجهات كثير من اتحاداتنا الوطنية·· ففي حين يحرص الاتحاد الإماراتي على تكرار معسكر إعداد حكامه الناجح في هنغاريا للسنة الرابعة على التوالي، يتولى الاتحادان البحريني والعُماني إقامة المعسكر الخارجي لحكامهما في مصر الشقيقة، في الوقت الذي تحرص فيه بقية اتحاداتنا الكروية العربية على عقد معسكرات إعداد حكامها قبل بدء الموسم داخل بلادها لاعتبارات كثيرة· وفي رأيي ان للمعسكر التحكيمي الخارجي إيجابياته وفوائده من خلال الاهتمام الجدي المتزايد في أساليب إعداد الحكام لقيادة مباريات الدوري بكل اقتدار ونجاح·· والمعسكر التأهيلي الخارجي للحكام يشكل، بالإضافة لفوائده الفنية والبدنية في الصقل واللياقة والتوجه وسيلة من أهم وسائل الإعداد النفسي للحكام الذين أصبحوا يشعرون عاماً إثر عام بأنهم كغيرهم من أفراد الأسرة الكروية كاللاعبين والمدربين ويلقون نفس الرعاية والاهتمام والدعم·· وهذا ما بدأته معظم اتحادات كرة القدم الأوروبية منذ أكثر من خمسة عشر عاماً حين شعرت بمدى أهمية التحكيم في نجاح بطولات الدوري العام لديها·· فوفرت له الدعم المعنوي من خلال معسكرات ودورات الإعداد والصقل والدعم المادي بمضاعفة تعويضاته أضعافا مضاعفة عما كانت عليه قبلها·· وبذلك يكون التحكيم قد دخل عصر الإعداد الاحترافي الذي يعتبر أول أولويات الاحتراف الكلي الذي ينشده الجميع··!