السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسجد الكتبية يتوسد قلب مراكش.. ويشهد على قرارات السلاطين

مسجد الكتبية يتوسد قلب مراكش.. ويشهد على قرارات السلاطين
10 ابريل 2009 02:38
يعد مسجد الكتبية من أشهر الآثار الاسلامية بالمغرب بناه الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الميلادي على آثار قصر قديم، وخضع المسجد لعدة عمليات ترميم خلال فترات زمنية متفاوتة فجمع بين حضارات مختلفة وحملت جدرانه بصمات أمم عديدة معمارا ونقوشا وزخارف وبقي شاهداً على تاريخها. ويعتبر جامع الكتبية حاليا منارة اسلامية موجودة في قلب مدينة مراكش بالقرب من ساحة جامع الفنا الشهيرة، وهو من أهم مساجد المغرب، وتسمية المسجد مستوحاة من نوع النشاط الذي كان يمارس في الساحة القريبة من المسجد، حيث كان الخطاطون أو الكتبيّون كما يسميهم المغاربة يجتمعون في ساحة قريبة اتخذوها سوقا لبيع الكتب ومزاولة نشاطهم. وحظي المسجد بأهمية خاصة حيث اتخذه الخلفاء والأمراء الذين حكموا المغرب مقرا للتعبئة الشعبية لخططهم وفيه أعلنت قرارات السلاطين وجرت كبريات الأحداث التي غيّرت تاريخ الحضارات. وشرع في بناء مسجد الكتبية عقب فتح مراكش مباشرة عام 1147م، حيث أمر الخليفة عبد المومن بن علي الموحدي ببناء مسجد عظيم على أنقاض قصر الحجر المرابطي، واستغرق بناؤه عدة سنوات حيث لم يكتمل بناء المسجد وتزيين صومعته البديعة إلا في عهد حفيد عبد المومن بن علي، وهو الخليفة الشهير يعقوب المنصور، مما دفع أغلب المؤرخين الى الإشادة بهذا المسجد واعتباره مسجدا استثنائيا لم يشيد في الغرب الإسلامي مثيلا له. واشتهر المسجد بهندسته وفخامته وكان مثالا يحتذى به في المعمار الاسلامي بشمال افريقيا، فقد أجرت على بناياته ومكوناته المعمارية عدة أبحاث أثرية أشادت بطرازه المعماري، ويوضح الشكل المعماري للصومعة تأثرا كبيرا بالفن المعماري الأندلسي المتميز بالزخرفة ذات الطابع الإسلامي، فجاءت صومعة الكتبية شبيهة بصومعتي الرباط واشبيلية، وكان سكان مراكش يطلقون عليها المنار العظيم بسبب ارتفاعها الشاهق. وقد طغى لون مئذنة مسجد الكتبية على بنايات المدينة التي اتخذت اللون البني من الجزء العلي للصومعة المزخرفة فأصبح رمزًا للمدينة. ويشغل المسجد مساحة تقدر بـ 5300 متر مربع، ويضم سبعة عشر جناحا موجها بشكل عمودي نحو القبلة، واحدى عشرة قبة مزينة بنقوش وزخارف جميلة، أما الأجنحة فهي مزينة بأعمدة وأقواس متناسقة وتيجان فريدة تذكر بتلك التي نجدها بجامع القرويين بفاس. ويشكل التقاء رواق القبلة بقببه الخمس والرواق المحوري تصميما وفيا لخاصيات العمارة الدينية الموحدية التي كان لها بالغ التأثير في مختلف أرجاء الغرب الإسلامي، وقد زينت السقوف في أجنحة المسجد بالجبص والخشب وجاءت متناسقة مع الأعمدة والأبواب العالية الخشبية، أما منبر الكتبية فيعتبر من روائع فن النجارة الإسلامية صنع المنبر في قرطبة في بداية القرن الثاني عشر ونقل الى مراكش بعد الانتهاء من بناء مسجد الكتبية. ويبلغ عدد المساجد في المغرب 41 ألفاً و292 مسجدا ومصلى، منها 12 ألفاً بالمدن و29 ألفا و279 بالقرى، وتتوزع إلى 67% للمصليات و33% للمساجد، وتتفاوت نسبة المساجد لكل مواطن من جهة إلى أخرى، حيث سجلت إحصائيات وزارة الأوقاف أن مناطق الرباط والدار البيضاء ووادي الذهب تعرف أقل عدد من المساجد بمعدل مسجد أو مسجدين لكل 5 آلاف مواطن، بينما تأتي منطقة سوس في صدارة المناطق التي تتوفر بها المساجد بكثرة بمعدل 17 مسجدا لكل 5 آلاف نسمة، ثم منطقة مراكش بأكثر من 15 مسجدا لكل 5 آلاف نسمة ثم طنجة وتطوان بحوالي 10 مساجد لكل 5 آلاف نسمة، وتتراوح هذه النسبة بالنسبة للجهات الأخرى ما بين 6 و3 مساجد. ويتعدى عدد المساجد الجامعة بالمغرب 16 ألف مسجد جامع تمثل حوالي 39% من مجموع المساجد بالمغرب، وتنفق وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على أغلبية المساجد بينما يتكفل المحسنون والمؤطرون ببقية المساجد
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©