الكمبيوترات اللوحية محور الاهتمام في معرض «لاس فيجاس» للإلكترونيات

تشهد عاصمة الملاهي وعلب الليل لاس فيجاس غداً، افتتاح معرضها السنوي لإلكترونيات المستهلك CES، الذي يعد الأضخم في العالم من حيث عدد الشركات العارضة ومستوى إقبال الزوّار والصفقات. وسيكون الغائب الأكبر فيه، كما هي الحال كل عام، شركة آبل التي اعتادت أن تنظّم لنفسها معارضها الخاصة لإطلاق أجهزتها “الأيقونية”. إلا أن “ظلّ آبل الثقيل” سيكون حاضراً على الأقل طالما أن معظم العارضين للأجهزة اليدوية، جاءوا إلى لاس فيجاس حتى يثبتوا قدرتهم على منافستها في الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية وأجهزة اللاب توب. يتفق الخبراء الذين اطلعوا على التحضيرات التي تسبق الافتتاح، وتجري على قدم وساق، على أن جهاز “الكمبيوتر اللوحي” tablet computer سيكون بطل هذه الدورة من دون منازع. وسوف يحتل خزانات العرض الزجاجية الأنيقة أكثر من 80 طرازاً من أجهزة الكمبيوتر اللوحية، التي تأتي جميعاً ومن دون استثناء لمنافسة “آبل آي باد”. وتقود هذه الحرب التنافسية شركات عملاقة مثل “سامسونج” الكورية، و”توشيبا” اليابانية، و”فيزيو” و”موتورولا” الأميركيتين. وحتى الآن، لا يزال الكمبيوتر اللوحي الذي أطلقته شركة “سامسونج” أواسط العام الماضي تحت اسم “جالاكسي تاب” يعدّ المنافس الأقوى لـ”آي باد”. وقال جيسون أوكسمان نائب الرئيس التنفيذي للرابطة الأميركية لإلكترونيات المستهلك، وهي مجموعة تجارية تتكفل باستضافة وتنظيم معرض لاس فيجاس: “لقد أسس جهاز الكمبيوتر اللوحي لفئة جديدة من الأجهزة الإلكترونية. وهذا حدث لا يتكرر إلا نادراً”. ويشارك في هذه الدورة من معرض لاس فيجاس 126 ألف وكيل وبائع ومهندس ورئيس تنفيذي؛ وسوف يلاحظون جميعاً بأن الكمبيوترات اللوحية والهواتف الذكية وتلفزيون الإنترنت ستحتل القسم الأكبر من صالات وأروقة العرض. وربما كانت من أهم مفاجآت المعرض، الأنظمة الإلكترونية الجديدة التي تضاف إلى السيارات وتسمح للسائقين بالتحدث إلى سياراتهم عن طريق الكمبيوتر لإدارة وظائف متنوعة. وتعرض شركتا “فيريزون” و”سبرينت نيكستيل” أحدث ابتكاراتهما في تقنيات الإنترنت المتنقلة المصممة لخدمة مواقع الإنترنت بسرعة بثّ تنافس تلك التي يمكن تحقيقها عن طريق خدمات المزوّدين عن طريق الكابل. ويتوقع مراقبون أن يعمد ستيف بالمر الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت إلى كشف النقاب عن كمبيوترات لوحية تعمل بنظام التشغيل “وندوز7 موبايل” ويمكن أن تنافس “آي باد”. وقالت محللة أسواق الإلكترونيات في شركة جولدمان ساكس ساره فراير إن شركة مايكروسوفت تواجه صعوبات جمّة في أسواق الكمبيوتر اللوحي وأنظمة التشغيل، وتتعرض لمنافسة قوية من شركة “جوجل”، التي تمكنت من إحداث هزّة قوية في الأسواق بنظام التشغيل “أندرويد” الذي يلقى الآن إقبالاً متزايداً من الشركات المتخصصة بصناعة الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية. وسوف يرى زوّار المعرض للمرة الأولى أجهزة كمبيوتر لوحية من صنع “موتورولا” و”فيزيو” تعمل بنظام التشغيل الجديد “خلية النحل” Honeycomb. وفي مقابل هذا النجاح الملحوظ الذي تسجّله أجهزة الكمبيوتر اللوحية وبقية الأجهزة اليدوية المحمولة، فإن بعض التكنولوجيات التي أسالت الكثير من حبر المعلقين العام الماضي، فشلت في تحقيق النجاح المؤمل منها في الأسواق. ولعل من أهمها، أجهزة التلفزيون ثلاثية الأبعاد، التي صدّ عنها الزبائن لأنهم لا يحبّون ارتداء النظارات المزعجة حتى يتمكنوا من متابعة المحتوى المعروض. وتقول سيسيليا كانج المحللة في صحيفة “واشنطن بوست” إن سرّ نجاح الكمبيوترات اللوحية مثل “آي باد” و”جالاكسي تاب”، يكمن في أنها تمكنت من تحقيق العلاقة الصحيحة بين السعر والتنوع الكبير في الوظائف؛ فهذه الأجهزة تتيح لمستخدميها مشاهدة أفلام الفيديو، وممارسة الألعاب الإلكترونية، وقراءة الكتب والمطبوعات بوضوح تام. وخلال الأشهر الستة الأولى من إطلاق “آي باد” باعت منه شركة “آبل” 7 ملايين جهاز بسعر يبدأ بـ500 دولار للجهاز الواحد. وقدّرت مجموعة جارتنر للبحوث التكنولوجية عدد الكمبيوترات اللوحية التي بيعت في عام 2010 في العالم أجمع بأكثر من 20 مليوناً، وتوقعت أن تزداد مبيعاته في عام 2011 بنحو ثلاثة أمثال. ومن المنتظر أن تعلن “آبل” قريباً عن إطلاق الجيل الثاني من “آي باد”، وهو يحمل خصائص ووظائف أكثر تطوراً. وهذا يؤكد أن طموحات “آبل” لا تحدّها حدود، خاصة بعد أن فاقت القيمة السوقية لأسهمها المعروضة في الأسواق 300 مليار دولار لتصبح بذلك الشركة الأولى في العالم من دون منازع. وهذا يؤكد أكثر وأكثر على أنها الغائب الأكبر عن معرض لاس فيجاس.