السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيناريو افتراضي

18 أغسطس 2007 04:35
ماذا لو حصل العكس؟ ماذا لو استجابت نانسي عجرم لاستدراج سمدار بيري مراسلة صحيفة ''يديعوت أحرونوت'' الإسرائيلية، وقالت لها إنها هي أيضا تحب الإسرائيليين وتتمنى أن تغني لهم يوما ما؟ سألت صديقا عن ردود الفعل واحتمالاتها فعدد لي الكثير منها، مبتدئا من عند الأستاذ علي سالم، الكاتب المسرحي المعروف· فأول ما سوف يفعله شيخ دعاة السلام والتطبيعيين العرب، هو أنه سيصدر بيانا إلى الأمة يحمل عنوان ''آه ونص'' يهزئ فيه كل من عاداه أو وقف بوجه دعواته التطبيعية، وسوف يقول لهم: ها هي واحدة من رموز ثقافتكم المعاصرة تؤيدني، وتكشف أن أغنيتها الشهيرة ''آه ونص'' كانت تعني الموافقة على التطبيع· ثم ستنتقل ردود الفعل بعد ذلك إلى وطن نانسي لبنان، حيث يبحث مواطنوها وسياسيوهم عن قضايا لكي يختلفوا ويتعاركوا حولها· وبقضية نانسي الطازجة والحارة، سوف ينزل اللبنانيون إلى ساحات بيروت يملأونها أعلاما ملونة، وهتافات تشتم وتشمت، واتهمات بالضلوع في المؤامرة، وسيتهدد مصير انتخابات الرئاسة المقبلة، وتتعطل كل المبادرات العربية والفرنسية، وسيطلق السفير الأميركي تصريحا قاسيا يعلن فيه: إما القبول بما قالته نانسي وإما الفوضى· وبحكم تداعيات الأحداث، ستنتقل الأزمة إلى عدد من العواصم العربية، حيث ستعلن بعضها عن تشكيل جبهة للصمود والتصدي، وتعلن التعبئة العامة لمواجهة الخطر الماحق الذي يمثله ''حزب التطبيع'' داخل الصفوف العربية·· وسينعكس كل ذلك، على واقع الفضائيات العربية، فبعضها سيعلن مقاطعة نانسي وأغنياتها، وسيفتح الهواء على مدار الساعة أمام هيفاء وزميلاتها اللواتي لم ينجررن إلى وباء التطبيع، فيما ستصبح نانسي عند محطات أخرى أيقونة الماضي والحاضر والمستقبل أيضا· طبعا لن يظهر خلال هذه الأزمة فريق ثالث محايد يحاول رأب الصدع وإصلاح ذات البين، على اعتبار أن لا مكان للحياد عندما يكون الانقسام بين ''فسطاطين''··· ···ولكن، نحمد الله، أن كل هذا السيناريو مبني على سؤال افتراضي هو: ماذا لو حصل العكس؟ لكن ما حصل، هو أن نانسي عجرم كانت أكبر من الفتنة، فقالت للصحافية الإسرائيلية خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته على هامش مهرجان جرش في عمان، إنها ستتصرف وكأنها لم تسمع السؤال، وبإشارة من مدير أعمالها النبيه جيجي لامارا، تابعت: إنها ترفض التطبيع مع إسرائيل· لقد أنقذت نانسي عجرم، ومعها جيجي لامارا، الأمة من فتنة نائمة، ويبدو أن نومها خفيف، لأنها يمكن ان تصحو بضجيج تصريح تطلقه هذه المغنية أو تلك·· فشكرا للمواطنة الصالحة ولفتى العروبة الأغر· العنوان البريدي adelk85@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©