الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

يوم عابر من المسارات

يوم عابر من المسارات
18 أغسطس 2007 04:53
الذي لم يولد قط لا يجرؤ أن يصبح إنساناً أو يصبح ذا ملامح، كطائر خرافي يحلق بلا أحلام أو يذاكر الألم مع الريح أو حتى يصبح شيئاً ما لايستوعب الحياة برمتها لكنه يتلذذ حين يدور في فلك الحياة، من مسار الى آخر حتى لو كان ذلك بمنظار ضيق !!! لكن الفكرة ربما لا نستطيع أن نستوعبها وحدنا! ربما للبدء مسار غامض أو ذو احتدام! فلم الذي لا ينبغي أن يولد لديه إصرار على الولادة؟! حتى يصبح الأمر فيه شيء من التعثر، ربما ينتهي بحتف الأم من قاموس الحياة ليصبح الأمر اكثر من مجرد يوم مشرق للبداية! يصبح يوماً رخواً، ومطاطياً يتداعى، لدرجة نفسية معقدة، تهيمن على مسارات الحياة بأسرها لدى هذه الفئة، فمن هؤلاء من يشعر بالذنب كون حياتهم ليس لأنها بدأت بمأساة وحسب، إنما كونها جاءت على حساب حياة إنسان آخر !! فليس إنساناً وحسب، إنها الأم التي لا يمكن أن تقدر بثمن!! لكنها فلسفة الحياة التي يصعب فهمها أحياناً من شدة ما تحتويه من قصص تفرح لها النفس وأحياناً تكفهر لها الوجوه!! فما حدث في آخر المسارات ''ميونيخ'' حيث لم يكن زهو السفر كله جميلاً ومحبباً! فالمشاهد كانت من محض الصدف حيث لم تختر الوجوه المسافرة من الإمارات إلى ذلك البلد الجميل أن تفد إلى الفندق الذي تستشف من وراء كل انسان حكاية يقف لها رتم القلب حزين، فلا يمكن أن تتمتع بالإجازة الصيفية بكل حواسك كون الأمر محزناً ومخيفاً !! فلم تكن تلك الطفلة الجميلة بعمر الزهور أن تستوعب الحياة كي تعرف معنى المرض الخبيث، هكذا لتستقر بها المطافات من رأس الخيمة الى ميونيخ وتبدأ الزيارة جلسة وراء الأخرى، وتمتمات المطر توحي بوخز في الجسد حين يتمتم أبوها القصة نفسها على مسمع كل من يستقر به المطاف وسط بهو الفندق!! ربما الأب قد استوعب الأمر بأن عيناً قد أصابت ابنته واكتفى! ربما آخر لم يستوعب بأن طفلة بعمر الورود قد تصاب بأمر كهذا!! تبدو عيناه أكثر أحمراراً من وجهه كلما أعاد كلام الأب الى حيز الصمت الذي يغلف مسامات المسارات أحياناً!! لكن ما لم يكن يعلم إلا في آخر المطاف بأن الأخبار المشابهه تتناثر ليتعمق الحزن أكثر!! فليس كل الأطفال الذين يصرون على اللعب في حديقة الفندق هم أصحاء، بل أكثرهم لديه معاناة مرضية لا يستهان بها وعلى الرغم من ذلك يؤثرون اللعب لأن براءة الطفولة لا تستوعب معنى الأمراض حتى تعلم حجمه !! فطفل آخر يعاني من مرض في الكلية وطفلة أخرى تعاني من لحمية متجددة بالأنف!! وآخرون يعانون من عمليات قد أجريت لهم في بلدنا ولم تنجح فوفدوا من أجل تصحيح المسارات التعيسة!! ومع كل تلك المسارات الحزينة إلا أن شيئاً ما قد يحول كل شيء الى أمر اعتيادي، فإن ترى وتسمع عن اطفال لهم احلامهم الخاصة بهم، ولا يمانعون أحدا ان يشترك معهم في احلامهم الوردية بعيدا عن مسارات الالم التي يتخصص بها الأطباء! ! فالأمر لا يمكن أن نتعامل معه على أساس لا يخرج عن إطار الأطباء والمشافي بل يتوجب احتواء الفئات التي تعاني من أمراض كتلك حتى لا تترك الطفولة تعاني وحدها دونما إرشاد نفسي وسيكلوجي يعيد لها التوازن الذهني والإنساني كونها تتلقى العلاج خارج الوطن، فهناك جمعيات يجب ان تنشأ من اجل ذلك حيث يجب ان تستند على أبحاث ومراجع عالمية باتت تتبلور من اجل والوقاية من تلك الأمراض في اكثر من بلد متقدم!! اذا كان ذلك يوما عابرا علينا ان ندرك الكم الهائل من المساحات والمسارح التي يجب ان تستوعب الأيام العابرة من الحياة! وحتى يشعر الإنسان بالوجود يجب ان يدرك من لهم مساحة في القلب والفكر وكم يحتاج الإنسان الى الآخر من أجل بلورة حياة جميلة رغم كل شيء!!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©