الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الخبراء يفضلون "التربية الافتراضية" كمبيوتر خاص لأطفال الثلاث سنوات

الخبراء يفضلون "التربية الافتراضية" كمبيوتر خاص لأطفال الثلاث سنوات
19 أغسطس 2007 00:49
ربما لا يكاد المثل القائل (العلم في الصغر كالنقش على الحجر) ينطبق على شيء كانطباقه على تعلم مهارات استخدام الكمبيوتر· وكما هي حال تعلم اللغات المعقدة في اليابان، التي تستخدم فيها لغة كانجي المؤلفة من أكثر من 25 ألف حرف، وحيث يتعيّن على الأطفال أن يبدأوا بتعلم أبجدية بلادهم منذ سن الثانية أو الثالثة حتى يتمكنوا من حفظ هذا العدد الهائل من الأحرف المعقدة قبل الانتقال إلى مرحلة الدراسة الابتدائية، فإن تزايد الأجهزة الرقمية وتعقد طرق استخدامها، جعل من الضروري أن ينشأ الأطفال على تعلم مهارات استخدامها منذ البدايات الأولى لطفولتهم· ويقول تقرير نشرته مجلة (بيزنس ويك) أن شركات صناعة الكمبيوتر الشخصي وألعاب الأطفال بدأت تعي هذه الحقيقة المهمة التي من شأنها أن تغير من استراتيجياتهم الصناعية بشكل جذري· ولم يعد من المثير أو المفيد في شيء أن يواصل صنّاع أدوات الترفيه الخاصة بالأطفال غمر الأسواق بألعاب غبيّة لم تعد تمتّ إلى العصر الافتراضي الذي نعيشه بأي صلة· ويضرب التقرير عن أسرة إنجليزية عمدت إلى تعليم طفلتها التي تدعى شيارا على استخدام (اللاب توب) عندما أكملت الشهر الثامن عشر من عمرها· وما إن بلغت عامها الثاني حتى كانت قد تفهمت وظائف العديد من المفاتيح؛ وبأصابعها الرقيقة، بدأت بتشغيل برنامج مايكروسوفت وورد، وباتت تعرف بشكل تدريجي الفرق بين أشكال الأحرف والأرقام الإنجليزية· ويرى الخبراء أن مثل هذه النقلة التربوية النوعية المبكرة، بالرغم من بساطتها، تنطوي على أهمية كبرى، لأنها تخلق لدى الطفل الأسس الأولى للسلوك الافتراضي الذي سيتعايش معه بقية عمره· والآن، وبعد أن أصبح عمر شيارا 4 سنوات، أصبحت تتمتع بمستوى عالٍ من البراعة في تشغيل الألعاب الإلكترونية المحمولة على العديد من مواقع الإنترنت المتخصصة مثل (نوجين دوت كوم)· وليست شيارا الوحيدة من بين الأطفال الذين تمكنوا من تحقيق مثل هذه القفزة التربوية العريضة، بل أصبح تعليم الأطفال أسس التفكير الافتراضي ظاهرة شائعة ومفتوحة على أعلى العوائد التجارية بالنسبة لشركات صناعة الأجهزة الرقمية· وليست فكرة إنتاج إصدارات خاصة من الكمبيوترات البسيطة للأطفال بالجديدة· بل إن لبعض الشركات العملاقة تجارب مشجعة في مجال إنتاج لوحات المفاتيح والبرامج التطبيقية المبسّطة وحتى أجهزة ''اللاب توب'' الخاصة بالأطفال· ومنذ عام ،2004 أصدرت شركة (ديزني) المتخصصة بصناعة أجهزة الترفيه عن الأطفال، كمبيوتراً جديداً له أذني ميكي ماوس وهو موجّه للأطفال الذين لم يتجاوزوا الثانية عشرة من أعمارهم· إلا أن المشروع واجه فشلاً ذريعاً لأن الآباء يسمحون لأطفالهم الذين بلغوا هذه السن باستخدام أجهزتهم ذاتها مما يقلل الطلب على الكومبيوترات الخاصة بالأطفال· والآن، تتسابق العديد من شركات صناعة الكمبيوتر على إنتاج أجهزة مصممة خصيصاً للأطفال الذين تقل أعمارهم عن الست سنوات، أو بمعنى أدق، أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات· وكان الدافع الكبير وراء البحث عن هذا الاستثمار المهم يكمن في نتائج إحصائية حديثة ومثيرة أنجزت في الولايات المتحدة وأظهرت نتائجها أن متوسط عمر الطفل عندما يبدأ العمل على الكمبيوتر في الولايات المتحدة هو 5,5 سنوات، وهو أخفض مما كان قبل سنتين فقط وحيث بلغ 5,7 سنوات· وهذه يعني أن اللغة الرقمية تنتشر في أوساط الأطفال الأصغر عمراً بمرور الزمن· وبدت هذه المعلومات بالنسبة لشركات صناعة الكمبيوتر وألعاب الأطفال وعلى رأسها (هيوليت باكارد) و(ليب فروج)، وكأنها بوابة إلى منجم ذهب؛ وبدأت التفكير بإنتاج الأجهزة التي ستصبح رفيقة الأطفال عندما يخوضون تجربتهم الأولى لدخول العالم الافتراضي· ومن ذلك مثلاً أن هيوليت باكارد تخطط هذا الخريف لبيع كومبيوتر سطح مكتب مصمم للأطفال الصغار وهو مجهّز ببرنامج تطبيقي تعليمي يدعى (جامب ستارت) مدعم ببرنامج تربوي آخر لتعليم الأطفال يضم بعض أسس وقواعد التعامل مع الكمبيوتر· ونقل التقرير عن شين باترسون مدير الإنتاج في شركة هيوليت باكارد قوله: (نحن نعمل الآن بعزم على إنتاج البرامج التطبيقية الحاسوبية الخاصة بمساعدة الأطفال)·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©