الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حارسات يضبطن الأمن بسلاح الحكمة

حارسات يضبطن الأمن بسلاح الحكمة
19 أغسطس 2007 01:45
منال ديري (30 عاماً) تعمل في مجال الحراسة والأمن في أحد الفنادق في بيروت منذ أكثر من سنة· لا شك أن مظهرها الخارجي يوحي بالأنوثة لكنها ليست الأنوثة المطلقة، فنبرة الصوت الخشنة واضحة، ومعالم الشخصية القوية متوفرة رغم أن الابتسامة لم تفارق وجهها· دهشة لا تنتهي تقول منال: ''ينظر إليّ الناس دائماً بدهشة واستغراب كوني فتاة أقوم بمهامٍ من اختصاص الرجال، لكن الأمر بالنسبة لي عادي جداًّ إذ أن الفتاة قدمت في هذا المجال صورة جميلة· وهناك شركات تثق بالفتيات في هذا العمل أكثر من الشباب نظراً للياقتهن وحسن تعاملهن مع الناس وجدية تصرفهن في المركز الذي يعملن فيه''· عندما ينتهي دوامها في الفندق، تتوجه منال إلى عملها الآخر، حيث تعمل كمصففة للشعر في صالون للرجال وهذا أمر مستغرب لدى البعض، تقول منال: ''لا يعني هذا أنني فتاة مسترجلة، على العكس فأنا بكامل أنوثتي، لكنني أحب العمل في تلك المجالات منذ صغري''· الباحثة عن القيادة وفي مكان آخر تتولى هنادي السبع (29 عاماً) مهمة الحراسة، حيث تعمل في غرفة مراقبة في أحد المستشفيات· اختارت هذا العمل لقناعتها بأن لا مهنة تصعب على الفتاة، تقول: ''أحببت هذه المهنة كثيراً لأنها تتوافق مع شخصيتي، فأنا أعمل هنا منذ عام تقريباً، لكنني في الواقع أطمح إلى تسلّم مركز قيادي في هذا المجال حيث يصبح بإمكاني إعطاء الأوامر لأكثر من 15 عنصراً أمنياً من فئة الشباب، وذلك لإثبات أن الفتاة بإمكانها أن تكون بموازاة الشاب في غالبية الأمور''· الحكمة أولاً أما أنجيل أيلو(32 عاماً) فدخلت مهنة الحراسة والأمن منذ أكثر من سنتين، حيث تقوم بمهام مراقبة أجهزة الكاميرات والتفتيش الأمني في أحد المستشفيات، مما أكسبها خبرة واسعة في هذا المجال وسعة اطلاع أكثر حول كيفية التعــــــاطي مع الزبائن خاصة الساذجـــــين منهم· تقول أنجيل: ''هناك دائماً مرجع نستشيره وهو يتخذ الإجراءات اللازمة، وفي كل الأحوال يفترض علينا أن نتصرف بحكمة أمام تلك المواقف لكن أحياناً لا أتحمل سذاجة البعض مما يجعلني اتخذ الإجراء بنفسي عبر توقيف الشخص لفترة من الوقت، ريثما يعتذر وأسمح له بعدها بالمغادرة''· العوائق موجودة اقتحمت الفتيات مهنة الحراسة والأمن في كافة المؤسسات والمستشفيات وحتى المقرات الديبلوماسية في لبنان، إلا أن أعدادهنّ لم تصل بعد الى عدد الشباب العاملين في هذا المجال· ويرجع مدير شركة (protectron للأمن والحراسة (محمود حمود أسباب ذلك إلى ''عدم إمكانية وجود الفتاة في جميع المراكز، حيث إن بعض المواقع تكون عرضة للخطر، كما أن طبيعة العمل تفرض توفير الحراسة ليلاً، ومعظم المؤسسات تطلب عناصر أمن من فئة الشباب خلال الدوام الليلي· إلى ذلك، يصعب وجود الفتاة في وضع حراسي خارج المبنى حيث يُفترض أن يمتلك الحارس بنية جسدية وقامة طويلة، كما أن هذه الأماكن تشهد الكثير من المخالفات التي لا تستطيع الفتاة مواجهتها''· وعن المواصفات المطلوبة لدى الفتاة، يشير حمود إلى ضرورة توفر الشكل اللائق من حيث الترتيب وأسلوب الحديث وطريقة التعامل مع الناس، ''والشركة تحاول قدر الإمكان توفير ذلك عبر القيام بتدريبات، كما أن عمرها يجب أن لا يقل عن العشرين، أما عن وضعها الاجتماعي، فمن الأفضل أن تكون عزباء''·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©