الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تيمور وشفيقة.. خلطة حب وضحك وأكشن

تيمور وشفيقة.. خلطة حب وضحك وأكشن
19 أغسطس 2007 01:52
عندما يصادفك فيلم يحمل اسم الثنائي أحمد السقا ومنى زكي فإنك تهيئ نفسك لمشاهدة فيلم جيد وتلقي وجبة سينمائية دسمة وممتعة ومختلفة· وعندما يضاف إلى هذا الثنائي الذي اكتسب حب الجمهور على مدار سنوات ومن خلال أعمال ناجحة الكاتب تامر حبيب فإنك امام فيلم لن يستخف بعقلك· أما الاكتشاف الحقيقي في فيلم ''تيمور وشفيقة'' فهو مخرجه الشاب خالد مرعي الذي يخوض تجربته الأولى في الإخراج، وقد خرج لتوه من غرفة المونتاج السينمائي للوقوف خلف الكاميرا وإدارة عمل سينمائي يكون مسؤولاً عنه مسؤولية كاملة· وخالد ''مونتير'' بارع حقق نجاحاً وشهرة كبيرة على مدار الأعوام القليلة الماضية وحصد العديد من الجوائز في المونتاج قبل أن يسلك درب أساتذته المخرجين الكبار الذين خرجوا من غرفة المونتاج المظلمة أمثال الراحلين الكبيرين كمال الشيخ وهنري بركات· ولا شك في أن عودة غرفة المونتاج لتولد لنا مخرجين جدداً ظاهرة صحية تؤكد أن السينما المصرية عادت إلى جادة الصواب وبدأت تستفيق من المتاهة التي دخلتها في الأعوام الأخيرة، فقد كانت غرفة المونتاج في وقت من الأوقات الرحم لولادة أهم الكفاءات الإخراجية· وفي فيلم ''تيمور وشفيقة'' سينما مختلفة ونفس مختلف في الإخراج ومزيج من مدارس سينمائية عدة وتوليفة من الأنواع والأشكال السينمائية· فلا يمكن تصنيف الفيلم على أنه كوميدي أو أكشن وتحتل الرومانسية مساحة مهمة منه وطوال الوقت تطالعك الروح الخفيفة والمشاكسات بين أبطاله حتى تتخيل أنك تشاهد حلقات لـ ''توم وجيري'' وأنك أمام فيلم لن يستخف بعقلك· ''تيمور وشفيقة'' يقدم الفيلم حالة حب ممزوجة بعدة انفعالات وأحداث تستحق الإعجاب· حب الطفولة تيمور جار شفيقة في السكن، وهو يحبها منذ الطفولة· تكبر شفيقة وتتفوق أمام عينيه بينما هو يعمل ضابط حراسات يتعرض بشكل دائم للخطر الأمر الذي يكسبه قدراً كبيراً من الصرامة وحدة الطباع· فهو لايقبل أن يرفض له أمر، وكما يؤمر هو ويطيع يريد أن يأمر فيطاع وهذا ما يجعله يختلف مع شفيقة كثيراً ويدخلان في الكثير من المشاكسات الطفولية· المهم أن شفيقة تصل بتفوقها الدائم إلى مركز علمي مرموق وتفاجأ بأنه تم اختيارها وزيرة في مجالها في نفس الوقت الذي تختار فيه وزارة الداخلية تيمور ضابط حراسة للوزيرة الجديدة ''شفيقة ادريس'' جارته وحبيبته· وتتصاعد الأحداث ويرفض تيمور أن يتولى المنصب ثم يقبل على مضض بعد لقطات تجمعه مع شفيقة في حالة رومانسية أحياناً وكوميدية في أحيان أخرى· وكالقط والفأر يتصارع تيمور مع شفيقة باندفاع، وينسى أنها وزيرة، وتتجاوب هي أحياناً وتنسى أنها وزيرة وسط فضول كل من حولها في مشاهد تعيد إلينا مواقف شادية وصلاح ذو الفقار في فيلم ''مراتي مدير عام''، وهو ما يدفع الكثيرين للربط بين الفيلمين ونفس الرسالة التي يعالجها كل منهما بل وبنفس النتيجة، حيث لا يلعب الزمن أي دور ولا يوجد أي تطور للأفكار· في أوكرانيا تسافر ''شفيقة'' إلى أوكرانيا للمشاركة في مؤتمر علمي وهناك يعترف كل طرف للآخر بالحب لكن تبقى المراكز المتضادة عائقاً أمام نجاح هذا الحب فكيف لضابط حراسات أن يتزوج الوزيرة التى يعمل عندها، وبالتالي فلابد لأحدهما أن يتنازل عن منصبه، ويختلفان من جديد· ولكن تتسارع وتيرة الأحداث الساخنة عندما يتم خطف ''شفيقة'' مع وزيرين آخرين من قبل جماعة إرهابية تهدف للإفراج عن زعيم لها محبوس· وفي الوقت الذي تسلم حكومة أوكرانيا هذا المسجون للإرهابيين لإطلاق سراح الوزراء يفلح تيمور في التسلل إلى مقر تلك الجماعة بعد صراع مرير كاد يفقد فيه حياته، ليكتشف أنهم سيفجرون المكان عقب تسلمهم سجينهم من دون اطلاق سراح الوزراء، لكنه يفلح في إفساد هذا المخطط وفي اللحظات الأخيرة ينقذ شفيقة والوزيرين لكنه يصاب من جراء انفجار المكان لحظة تهريبهم· وينتهى الفيلم بمشهد علاجه ويليه مشهد زواج تيمور وشفيقة التي تخلت عن الوزارة من أجل الحب· لكنهما يختلفان خلال الفرح من جديد حول إمكانية استكمال عملها في الحقل العلمي بينمـــــا هو يرفض الفكرة تماماً· معالجة جديدة وعلى الرغم من أن الفكرة التى يدور حولها الفيلم ليست جديدة ومستوحاة من أفلام أجنبية كثيرة تناولت نفس الإطار، فإن السيناريست تامر حبيب استطاع أن يعالجها بشكل جديد ومميز وبرع في خلط الأوراق الرومانسية بالكوميدية وأضاف لها مذاق الحركة بشكل غير مبتذل· كما لعبت موسيقى الفنان عمر خيرت دوراً مؤثراً· وبرع سامح سليم مدير التصوير في إدارته لكاميرته وقدم كادرات سينمائية خلابة· وظهر المخرج خالد مرعي موفقاً في أولى تجاربه مع الإخراج، وسيكون إضافة خاصة مع الإيقاع المنضبط للفيلم والذي يعود إلى خبرته الطويلة في غرفة المونتاج· أما أكثر عناصر الفيلم إيجابية فهي عودة أحمد السقا لملعبه وهي شخصية الشاب ابن البلد الخفيف الظل الذي يتعامل بذراعه قبل عقله بعيداً عن دموع العشق والهوى التي لا تناسب نمطه في التمثيل· ونجح السقا في الفكاك من فخ أدوار طالبودي جارد'' النمطية المستهلكة بتلقائيته· كما يمثل الفيلم أيضاً عودة لتلقائية منى زكي ومرحها المحبب بعد أن استردت بعض روحها خاصة في لحظات المرح والغضب التي جسدت انفعالات مميزة جداً فيها· وكلا النجمين يكونان في أفضل حالاتهما معاً ويشكلان دائماً ثنائياً ناجحاً· كذلك يستحق كل من الفنان جميل راتب والفنانة هالة فاخر والفنانة رجاء الجداوي التحية على أدوارهم التى كان لها تأثير كبير·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©