الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سعيد سالمين: الإبداع نتاج الموهبة الشخصية وشراكة الجميع

سعيد سالمين: الإبداع نتاج الموهبة الشخصية وشراكة الجميع
19 أغسطس 2007 02:01
ينطلق حماس المخرج سعيد سالمين المري في تنفيذ الأفلام القصيرة من رغبة داخلية في ترجمة الخيالات المكتوبة إلى صور ناطقة بالجمال ومتحركة في أفق بصري يستفيد من كثافة الحوار واتساع الرؤية، استطاع ''سالمين'' في الآونة الأخيرة أن يحقق أفلاما ذات نسق بصري متناغم مع أجواء التشكيل والمسرح، ووضح هذا التوجه في فيلمين أخيرين له هما ''عرج الطين'' و''الغبنة''، استفاد ''سالمين'' في سياق هذا التوجه من النصوص السينمائية للشاعر محمد حسن أحمد، والمتوفرة على قدر عال من الحساسية البصرية المعززة بالخيال الشعبي· يعمل ''سالمين'' حاليا على المراحل النهائية لفيلمه ''الضنا'' والمبرمج ضمن مشروع قناة الشارقة الفضائية في احتضان الأفلام التلفزيونية المحلية، وبثها على شاشة القناة خلال شهر رمضان القادم، فيلم ''الضنا'' من كتابة محمد حسن أحمد أيضا، والذي يبدو أنه مقبل على مشروع ثنائي متواصل مع المخرج· ''الاتحاد'' التقت بالمخرج سعيد سالمين كي يتحدث عن فيلم ''الضنا'' وعن هواجسه الشخصية والعامة المتعلقة بإنتاج الأفلام، وكان الحوار التالي: التلفزيون والتعبير السينمائي ؟ حدثنا عن مشروع فيلم ''الضنا'' والمقومات التي رشحته للدخول في قائمة الأفلام الأربعة التي يعدها تلفزيون الشارقة لشهر رمضان القادم· ؟؟ أود أولا أن أشكر تلفزيون الشارقة على اهتمامه بالشباب السينمائيين ومنحهم الفرصة لتقديم تجاربهم المختلفة في سبيل إحداث التواصل المطلوب بين جمهور التلفزيون وبين التعبير السينمائي في الفيلم التلفزيوني، فقناة الشارقة الفضائية حملت على عاتقها مسؤولية هذا الفعل الثقافي الجميل، ومن دون أية إملاءات تجارية أو دعائية منتظرة من هذا الفعل، وهذه المبادرات ليست غريبة على التوجهات الثقافية العامة لإمارة الشارقة وراعي نهضتها الإنسانية والحضارية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة· أما فيلم ''الضنا'' الذي يدخل حاليا في المراحل النهائية لعمليات المونتاج والمكساج، فهو يحكي قصة عائلة تعاني من شروخ داخلية قد لا يلاحظها الآخرون، وتتكون شخوص القصة من ثلاث شخصيات هي الأم وابنها وزوجة الابن، وينشأ الصراع في العائلة بعد تأخر إنجاب الزوجة لمدة عشر سنوات وإصرار الأم على تزويج ابنها من امرأة أخرى، ويلعب الفيلم على خيوط هذه الحبكة من خلال تكنيك بصري لا يغادر الشكل الظاهري للدراما التلفزيونية ولكنه يتجاوزها نحو معالجة خاصة بالأسلوب السينمائي· ؟ استعنت في فيلم ''الضنا'' بكادر تمثيلي محترف، إلى أي مدى يمكن للممثلين من هذا الطراز أن يتحكموا في إيقاع العمل؟ ؟؟ ضم العمل أسماء مثل فخرية خميس ''الممثلة العمانية المعرفة'' و''عبدالله مسعود'' صاحب الحضور الأدائي المسرحي العالي و''جمعة عليط الممثل الإماراتي القادم بقوة من خشبة المسرح، ولا شك أن وجود مثل هذه الأسماء يعزز من قيمة وفحوى العمل، ويمده بتيار أدائي قوي ومتوهج، مما يدفع الفيلم في النهاية إلى التعبير عن طاقاته وإمكانياته الكاملة، وهذا لا يلغي دور النص في تحفيز هؤلاء الممثلين، ودور الإخراج في تطويع أدائهم باتجاه الذروة، وفي النهاية فإن الممثل الجيد يحرك إيقاع العمل باتجاه التميز، والممثل الضعيف يقود العمل ككل نحو الضعف والركاكة· الرصيد المعنوي ؟ بعد الاهتمام الشعبي والرسمي الذي واكب الفعل السينمائي في الإمارات مؤخرا، كيف تنظر لدور السينمائيين أنفسهم للحفاظ على هذا الرصيد المعنوي ؟ ؟؟ قبل الحديث عن دور السينمائيين علينا أولا أن نشيد بدور مسابقة أفلام من الإمارات في المجمع الثقافي والتي ساهمت في خلق كل هذا الزخم السينمائي، وكل هذا الاهتمام الخاص والعام الذي نراه حولنا، وبالتالي خلق الثقة بين الجهات الرسمية وبين صناع الفيلم المحليين، والدور التكميلي للسينمائيين عليه أن ينبع من حس التضحية والإخلاص لهذه المهنة الشاقة، والتي لا تخلو من المتعة واكتشاف الوسائل التعبيرية المدهشة، والتضحية الداخلية لدى المبدع قادرة على أن تعكس إصرار السينمائيين على توجههم والصبر على حالات الإخفاق والفشل في المراحل الأولى للتجربة، ولا يخطئ سوى الذي يعمل، ولكن مع تراكم التجربة والفعل السينمائي في المكان، لابد وأن تنشأ حركة مهمة ستكمل منظومة الأنشطة الثقافية الأخرى في الإمارات، فولادة مهرجانات سينمائية في دبي وأبوظبي وظهور أكاديمية للسينما برعاية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بأبوظبي، واحتضان التلفزيونات المحلية والمهرجانات الخارجية لأفلامنا، كل هذا يحمل مؤشرات قوية لخلق حالة سينمائية مبشرة في المكان، ولكن هذه المؤشرات لن تتحقق على أرض الواقع إذا لم يكن هناك تعاون بين المجموعات السينمائية، وإذا خلا الإبداع نفسه من الإيمان بالموهبة الذاتية، ومن الشراكة والتكاتف بين الجميع· حلم السينما الخالصة ؟ وفي سياق هذا الحماس الذاتي والبحث المتواصل عن الجديد، ما هي المشاريع القادمة في أجندتك السينمائية ؟ ؟؟ هناك عمل أشترك فيه أنا والسيناريست محمد حسن أحمد على لملمة خيوطه الأولية، والشروع في كتابته، وهو عمل سيكون مغايرا ومتجاوزا لأعمالي السابقة، وأشعر منذ الآن ومن خلال الفكرة العامة للفيلم أنه سيحظى بالنجاح المنتظر، خصوصا من خلال الاستعانة بأحدث الأجهزة والإكسسوارات ومعدات التصوير، بالإضافة للمواقع والأجواء التي لم يسبق تناولها في أعمالي السابقة، وأتمنى أن أباشر التصوير في شهر ديسمبر القادم، لاستغلال ظروف الطقس المناسبة لأجواء القصة· ورغم أنني كنت متحمسا لاستخدام كاميرات الـ 35 ملم، إلا أن المعوقات المادية للإنتاج وما بعد عمليات الإنتاج، وقصور الخبرة في التعامل مع تقنية السينما الخالصة، وقفت ضد هذا الحماس الشخصي المؤقت، والذي لن يظل مؤقتا مع وجود الرغبة الدائمة في تطوير الشغل الإبداعي واقتحام مناطق جديدة ومغايرة في المنتج السينمائي المحلي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©