أزمة الثقافة العربية ··تفاؤل حذر وتشاؤم ملحوظ

يشتكي الصحفيون من أن تحقيقاتهم عن معرض الكتاب في دمشق تكرر تحقيقاتهم السابقة، فالقراء يشتكون من ارتفاع الأسعار، وأصحاب دور النشر يشتكون من عزوف القارئ عن الشراء· وبالطبع هذه ليست شكوى جديدة، فهي مستمرة منذ افتتاح أول معرض للكتاب في مكتبة الأسد قبل ربع قرن· رغم مشاركة أكثر من 400 دار نشر آتية من 21 دولة عربية وأجنبية، تعرض حوالي 27 ألف عنوان في الدورة الثالثة والعشرين لمعرض الكتاب· لا شك أن الكتاب العربي يمر بأزمة خانقة وشديدة لأسباب متعددة، ليس أولها عزوف القراء عن القراءة، لتردي ساعات القراءة بشكل مريع في الاستطلاعات، وليس آخرها غلاء الكتاب بالنسبة لمحدودي الدخل في سوريا، فتقاليد القراءة والاهتمام بالكتاب وعدد الكتب الصادرة في العالم العربي تبعث على التشاؤم· تعتمد دور النشر الأكثر مبيعاً للكتب في هذا المعرض على نوعين من الكتب سوقها رائج بالمعنى النسبي للترويج· النوع الأول: الذي يباع بكميات كبيرة هو الكتاب التراثي، وتحديداً الكتاب الديني، وهو الأكثر مبيعاً في معارض الكتب منذ سنوات طويلة، وهو الكتاب الوحيد الذي تزداد مبيعاته مقارنة بكل أنواع الكتب الأخرى التي تتراجع مقابله· النوع الثاني: هو الكتب الأدبية، وتعتمد بشكل رئيسي على الكتب المترجمة للكتاب العالميين، خاصة أدب أميركا اللاتينية وكتابها المشهورين، مثل غابيريل غاريسيا ماركيز ويوسا وكويللو والكاتب التركي أورهان باموق وأمين معلوف الكاتب اللبناني الذي يكتب بالفرنسية· أما الكتب الأكثر مبيعاً عربياً، فهي كتب الشعراء الكبار أمثال محمود درويش وأدونيس ونزار قباني·