الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خالد المحمود: لا بد أن نترك للمشاهد فسحة للتأويل

خالد المحمود: لا بد أن نترك للمشاهد فسحة للتأويل
20 مارس 2008 02:32
خالد المحمود مخرج إماراتي شاب ساهم مع زملائه من المخرجين الإماراتيين في تأسيس سينما تتطلع إلى أن تؤسس للمحلية بمنظور إبداعي مختلف، أخرج ''امرأة وولد·· قصة خيالية'' و''أحلام في صندوق'' و''احتفالية بالحياة'' و''شارع الأحلام المحطمة'' و''الحلاق'' ويخرج الآن فيلمه الجديد ''بنت النوخذة'' بالتعاون مع أحمد سالمين كاتب سيناريو الفيلم الذي يعد من الأفلام القصيرة التي دأب المحمود على تكثيف أفكاره وطروحاته فيها، وهو في كل ذلك يبصر العالم من رؤية شعرية حيث تنطق عين الكاميرا عند خالد المحمود لتبصر العوالم الداخلية للذات وكأنه بذلك لا يقول إلا الأشياء الضرورية في القصة· التقاه ''الاتحاد الثقافي'' في هذا الحوار ليكشف عن توجهاته في فيلمه الأخير ''بنت النوخذة'': لديك فيلم جديد باسم ''بنت النوخذة'' ماذا يتناول وما هي قصة الفيلم لا أريد أن أدخل في تفاصيل النص والفيلم بشكل واضح، لكن أقول إن القصة تتناول منظور طفل صغير إلى عالم غريب أو جديد عليه وهو موت جدته والطقوس التي تحدث قبل الدفن ضمن موروثنا الشعبي والطقوسي في الإمارات· الوعي الأول هل يخلق هذا الحدث لدى الطفل ردة فعل عكسية، مفاجئة الطقوس هنا تخلق لديه بل تترك عنده انطباعاً أكثر مما هو ردة فعل وهذا الانطباع دائماً قد يبقى في عقله الباطن ولذا تجدنا دائماً نتذكر الحدث الغريب الذي يحصل لنا لأول مرّة خصوصاً أن الطفل في مرحلة الوعي الأولى· هي ربما التقاطه نفسية أحاول معالجتها سينمائياً· ولكن ما هي توجهاتك الجديدة في هذا الفيلم أعتقد أن توجهاتي الجديدة في هذا الفيلم سوف تكشف تحولاتي نحو غد جديد من المعالجة السينمائية إذ أرى أن مجمل مفاهيمي حول الإخراج السينمائي بدأت تأخذ طابعاً مختلفاً حيث بدأت نظرتي للإخراج تمتلك سماتي الشخصية والمفهومية حول العالم وكيفية اقتناصه، واقصد بذلك اقتناص وتركيب العالم المحسوس في الرواية التي أعمل عليها· بمعنى آخر لابد من أن أؤكد أن هذا العمل يجيء تطويراً لتراكمات في مجال الإخراج التي عملت عليها سابقاً وأنت تعرف وقد شاهدت جزءاً من أعمالي السينمائية، فالجديد فيه أن حرفيتي سوف تشتغل بشكل أكثر تطوراً على نص السينارست أحمد سالمين وبخاصة أنه قدم لي عملاً يستحق أن يقال إنه رائع· لكنني أقرأ في هذا العمل ثيمة مختلفة وبخاصة موضوعة الموت بكل تشاؤميتها لا، بالعكس لم أكن في هذا العمل متشائماً، وأتمنى ألا يكون سوداوياً وبالعكس سوف يكون جزءاً منه ضمن إطار موروث شعبي يضاف إليه منظور طفل في هذا العالم الذي يدور حوله· عامل الصدفة ولكنني لاحظت أنك في توجهاتك الأخيرة تتجه لأن يكون أبطالك من الأطفال ·· امرأة وولد ·· وبنت النوخذة هذا الكلام يبدو صحيحاً وأن هناك تشابهاً في بعض العناصر بين الفيلمين، لكن ذلك لم يكن مخططاً له أو بقصدية في التناول، بل هو محكوم بعامل الصدفة حين جاءني النص الأخير لـ ''بنت النوخذة'' فأحسست بجمالية فكرته وكيفية تناوله وأسلوبه الجديد· على الصعيد الإخراجي ما الجديد فيه أعمالي السابقة حملت تجارب لأفكار وكان الإخراج موجوداً إلا أنه لم يكن بارزاً وذا ملامح واضحة إلا أنني أعتقد أن هذا العمل ''بنت النوخذة'' يمكن أن يجسد بفكرته الدراما المتقبلة اجتماعياً، فهنا يعمل الإخراج بكل وضوح ويبدو عنصراً مكملاً للنص المكتوب وقد يضيف إليه الشيء الكثير· هل ستشترك في هذا العمل ضمن مسابقة أفلام من الإمارات حالياً يبدو الوقت ضيقاً بسبب قرب انطلاق مسابقة أفلام من الإمارات، لكنني أحاول جاهداً أن يكون جاهزاً لمهرجان الخليج وربما سيكون التنافس كبيراً في مهرجان الخليج باعتباره يغطي ساحة أوسع للسينما في المنطقة· إذاً بامكانك أن تقدم فكرة العمل إلى أفلام من الإمارات لكي يدخل في المسابقة وأقصد السيناريو كي يدعم الفيلم حين فوزه لكون هذا العمل قد بدأت فيه وهو مدعوم من مؤسسة الإمارات فإنني أجد أن هذا الدعم سوف يفي بالغرض للاتاحة للآخرين كي يستفيدوا من جوانب أخرى من المهرجانات السينمائية· أي أننا يجب ألا نتزاحم دائماً في كل مكان· نقلة جديدة هل أنت متفائل من إخراج هذا الفيلم وهل تتصور أنه سيشكل نقلة جديدة في حياتك السينمائية بداية، ولكون الفيلم من كاتب إماراتي مهم هو أحمد سالمين، اعتبره جانباً جديداً غير أنني متفائل من الناحية الفنية والتقنية حيث أجد أننا معاً سنعمل بشكل حرفي أكثر وبخاصة أجهزتنا الجديدة والمتطورة وهناك كوادر شبابية متمكنة سوف تقدم وتكمل الجانب الآخر وهم: عبدالله صالح وعبد الرحمن الزرعوني وأشواق وهند الكعبي وعادل المضرب والمهم أن الفيلم من إنتاج ''فراديس السينمائية''· لماذا أسميته ''بنت النوخذة'' هذا سؤال سابق لأوانه الآن وهو مرتبط بعدة أشياء في الفيلم وعناصر مهمة منها أن القصة الأساسية مرتبطة بقصة أخرى مضمنة أو نسميها داخلية أشبه بالبؤرة المضيئة للنص وهي أن هناك قصة عن ابنة نوخذة أزاوج فيها بين الجدة كونها ابنة نوخذة وبطلة القصة المضمنة ابنة نوخذة أخرى· السينما الإماراتية كيف تنظر إلى مجايليك من السينمائيين إنني متفائل جداً في أن الشباب العاملين في السينما الإماراتية سوف يشكلون جيلاً مهماً وسينما إماراتية خالصة وجميلة معتمدة على الموروث والحداثة وأجد أن الموروث ظاهرة متناولة الآن عند الكثيرين ومنهم: سعيد سالمين ووليد الشحي وعبدالله حسن أحمد وجمعة السهلي· وفي الوقت نفسه أنني أجد أن الشباب يخطون خطوات كبيرة ويمتلكون الجدية في التعامل مع أفلامهم إخراجياً باستخدام كوادر محترفة في أفلامهم من الجانب الفني والتقني والتمثيل، في الوقت نفسه أيضاً أنني فرح جداً أن بعض هؤلاء الشباب يضعون خطوات فاعلة في إنتاج وإخراج الأفلام الطويلة، وبخاصة نواف الجناحي في فيلمه الجديد، وهناك آخرون لهم نصوص جاهزة للعمل عليها· الرواية والسينما لماذا لا تحاولون أن تستفيدوا من الرواية الإماراتية في ظل المحاولات لتناولها لحد الآن ولكننا نعمل أفلاماً قصيرة أجد أنها لا تطابق النفس السينمائي الذي تعمل عليه كونها أعمالاً طويلة وذات أحداث كثيرة· ولكن هناك قصصاً إماراتية قصيرة نعم هناك قصص إماراتية قصيرة ولكن أغلب ما نقرأه منها أنها من الصعب تناولها سينمائياً· لماذا لأعطيك مثالاً أجد أن بعض القصص التي نقرأها تصب أكثر في التعبير التوصيفي وليس في عمق الأحداث، ومن الصعب تجسيدها في صورة لتكون فيلماً كاملاً، لكن في نفس الوقت أجد أن الروائيين الإماراتيين لابد أن نتقابل معهم لنجري حواراً ونقاشاً فنياً كي نستفيد من بعضنا بعضاً لنخرج بفيلم جميل يؤسس لروح التعاون بين الفنيين الإماراتيين الرواية والسينما· كيف تنظر للسينما الإماراتية الآن ما هو مستقبلها أعتقد أن السينما الإماراتية الآن هي في مفترق طرق، خصوصاً أن هناك حقلاً تنافسياً بين المهرجانات الدولية في الإمارات وعليه لابد أن تتوافق جميع هذه المهرجانات كي تصل إلى قبول الفيلم الإماراتي لتشجيعه وتبنيه لا أن تكون بمثابة مانع له لكونه اشترك في مهرجان من دون آخر·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©