السروجي من كفاح طيبة إلى شفرة دافنشي

اول كتاب قرأه الكاتب المصري خالد السروجي هو '' كفاح طيبة'' لنجيب محفوظ، وهي رواية مبكرة في مسيرة الروائي العالمي، ولا تعد عادة ضمن أهم أعماله ، بل في نظر البعض اضعفها، وتتحدث عن حرب التحرير ضد الهكسوس، تلك التي قدمت اول شهيد مصري قديم هو الفرعون ''سقننرع'' وبعده اكمل النضال ابنه ''كاموس'' ثم تحقق التحرير النهائي على يد الابن الثاني ''احمس''· والسروجي قرأها في بداية مرحلة الدراسة الاعدادية· وقال: انها تنتمي الى مرحلة الرواية التاريخية عند نجيب محفوظ، واحببت غوصها في أعماق التاريخ ، وفيما بعد عشقت التاريخ خاصة التاريخ المصري القديم ويرجع ذلك الى تأثير رواية محفوظ التي جعلت التاريخ شيقا وجميلا، فقرأت بريستد وارمان وبيدج وغيرهم، وكتبت بعض الدراسات في التاريخ المصري القديم وتأثرت كتاباتي الادبية بالميل الى التاريخ، سواء في القصة او الرواية ففي رواية ''الشطرنجي'' كان هناك تأريخ لاحداث سياسية واجتماعية مرت بمصر من خلال لعبة الشطرنج· وآخر كتاب في قراءات السروجي هو رواية ''شفرة دافينشي'' للروائي الاميركي ''دان براون''، وهي رواية شيقة وجريئة في طرحها الديني، وصدمت العالم برؤية مختلفة عن تاريخ المسيح، على الرغم من ان الطرح التاريخي في هذه الرواية لم يكن لدان بروان وانما لكتاب آخر صدر في ثمانينيات القرن الماضي وهو ''الدم المقدس والكأس المقدس''، ولكن الكتاب لم يثر هذه الزوبعة العاتية التي اثارتها الرواية التي وزعت مئات الملايين من النسخ بمختلف لغات العالم واقتبس براون من الكتاب المذكور بكثافة، فضلا عن ان الرواية تعبر عن التفكير الاميركي البرجماتي، فخلال قراءة الرواية تستشعر بقوة امكانية تحويلها الى فيلم سينمائي وهو ما حدث بالفعل، فعلى الرغم من الطرح الديني والتاريخي في الرواية والذي هو صلبها تجد المطاردات والشكل البوليسي وهو ما اعتمد عليه الفيلم الذي اصبح فيلم اكشن اكثر منه فيلم قضية او طرح تاريخي، وكتابة دان بروان تتميز بهذه الخاصية التي تجعلها وكأنها مكتوبة للسينما او على الاقل يمكن تحويلها لفيلم سواء كان تاريخا سياسيا أو دينيا·