الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إخماد حريق هائل أتى على مستودعات للزيوت بميناء خالد في الشارقة

إخماد حريق هائل أتى على مستودعات للزيوت بميناء خالد في الشارقة
19 أغسطس 2007 04:31
أعرب الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية عن تقديره للجهود التي بذلها رجال الدفاع المدني بوزارة الداخلية في إطفاء الحريق الهائل الذي وقع في مستودعات شركة الإمارات للزيوت المحدودة بميناء خالد بالشارقة·

وأكد سموه أن ما قاموا به من جهود في السيطرة على الحريق في وقت قياسي ومنع امتداده إلى المواقع الأخرى داخل الميناء يعد انجازا كبيرا ومتوقعا داعيا إلى العمل من أجل الاستفادة من كافة المعطيات التي نتجت عن الحادث لحماية المرافق الحيوية بالدولة وتامينها ضد مثل هذه المخاطر·

وكان الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية قد وصل إلى موقع الحريق في الرابعة والنصف من مساء أمس حيث كان في استقبال سموه سعادة سيف عبدالله الشعفار وكيل وزارة الداخلية واللواء محمد بن كردوس العامري مدير عام الدفاع المدني بوزارة الداخلية والعميد صالح علي المطوع مدير عام شرطة الشارقة ومدراء إدارات الدفاع المدني بالدولة إلى جانب عدد من كبار ضباط وزارة الداخلية وقيادات الشرطة والدفاع المدني·
وفور وصوله قام سموه يرافقه المسؤولون بجولة تفقدية داخل ميناء خالد بالشارقة حيث وقف على آثار الحريق الهائل الذي وقع بمستودعات شركة بترول الإمارات المحدودة والذي أتى على مستودعات الشركة ومحتوياتها من المواد البترولية والزيوت كما أدى إلى تدمير جزء من المباني والمنشآت وخزانات الوقود إلى جانب عدد من السيارات والمعدات الأخرى بمقر الشركة وأثّر على جزء من رصيف الميناء·

واستمع سموه إلى شرح من رجال الدفاع المدني حول الحادث الذي شب في المستودع، وكيف ساعدت الرياح على انتشاره بسرعة كبيرة، وكيفية احتوائه لكيلا ينتقل للمستودعات المجاورة، والاطلاع على الدمار الذي خلفه الحريق في المستودع· وقام سموه بمصافحة جميع رجال الدفاع المدني في موقع الحريق، مشيداً بجهودهم في محاصرة النيران ومنع انتشارها في المنشآت المجاورة·
بدوره أكد الفريق سيف عبدالله الشعفار وكيل وزارة الداخلية أن سمو وزير الداخلية عودنا دائما على الحضور بنفسه والإشراف الميداني في مثل هذه الحوادث الكبيرة، حيث أصبح ذلك نهجا لكافة المسؤولين بوزارة الداخلية في أداء واجبهم بهدف الإشراف على مثل هذه العمليات·
وقال الفريق الشعفار: ''إن اجهزتها بحمد الله وبفضل اهتمام وتوجيهات المسؤولين أثبتت قدرتها على مواجهة مختلف الحوادث والكوارث الكبيرة ومن بينها هذا الحريق الذي يعد أكبر حادث حريق على مستوى الدولة من حيث حساسية الموقع وطبيعة المواد المخزنة القابلة للاشتعال حيث تمكنت وحدات الدفاع المدني والوحدات الأخرى من السيطرة عليه في زمن قياسي بالنظر إلى ضخامة الحريق، ومن بينها وحدات ميناء خالد بالشارقة وبلدية الشارقة ودائرة الاشغال العامة وهيئة كهرباء ومياه الشارقة وغيرها من الوحدات التي عملت في موقع الحريق·''

وحول إمكانية وضع الموانئ والمطارات والمرافق الحيوية بالدولة ضمن خطة موحدة للأمن الوطني، أشار الفريق الشعفار إلى أن عمليات التنسيق التي تمت واستدعاء كافة وحدات الدفاع المدني إلى موقع الحريق قد تمت في ضوء استراتيجية الأمن الداخلي بوزارة الداخلية التي تعمل على حماية وتأمين المرافق الحيوية بالدولة، مشيرا إلى ضرورة التزام كافة المرافق والمنشآت الحيوية بالدولة بشروط الدفاع المدني الكفيلة بحماية هذه المنشآت·
من جانب آخر أكد اللواء محمد بن كردوس العامري مدير عام الدفاع المدني بوزارة الداخلية إن حادث الحريق الذي وقع بميناء خالد بالشارقة يعد من أكبر حوادث الحريق التي شهدتها الدولة، مشيرا إلى أن بعض الدول قد شهدت وقوع مثل هذه الحوادث ولم تتمكن من السيطرة عليها في مثل هذا الزمن القياسي·

ودعا بن كردوس شركات التأمين إلى الحذر من أن يتورطوا في التأمين على مثل هذه المصانع والمؤسسات قبل التأكد من تحقيقها لشروط السلامة المدنية وتطبيق الشروط والمعايير المعتمدة من قبل إدارات الدفاع المدني حفاظا على الأموال· واعتبر أن ما وقع يعد كارثة، مشيرا إلى أنه لو تم الالتزام بشروط ومعايير السلامة المدنية لما انتشر الحريق إلى كافة منشآت الشركة على هذا النحو·

من جانبه وجه العميد صالح علي المطوع مدير عام شرطة الشارقة الشكر إلى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية على اهتمامه وحرصه على متابعة الموقف، مشيرا إلى أن وقوع الحريق بمنطقة الميناء ووجود البراميل التي تحتوي المواد القابلة للاشتعال إلى جانبي البحر قد ساعد في الاستفادة من مياه البحر لإطفاء النيران·

وكان الحريق قد شب في مستودعات شركة الإمارات للزيوت المحدودة ''الكو'' بميناء خالد بالشارقة الساعة الحادية عشرة والدقيقة العشرين من مساء أمس الأول الجمعة· وعملت وحدات الإطفاء على منع وصول النيران إلى خزانات النفط الواقعة قرب موقع الحريق في الوقت الذي شاركت فيه بعض القطع البحرية والسفن من داخل الميناء في عملية الإطفاء من الناحية البحرية، كما تم سحب ناقلة نفط كبيرة محملة بالمواد القابلة للاشتعال من المنطقة إلى نقطة بحرية بعيدة عن موقع الحريق لمنع حدوث كارثة، إضافة إلى إغلاق محطة زلال للمياه تفادياً لوقوع أي تلوث للمياه جراء الحريق·

وكانت وحدات من شرطة الشارقة قد قامت بإخلاء المنطقة من العمال والموظفين الموجودين في الميناء وقطع التيار الكهربائي عن المنطقة خوفاً من مضاعفات امتداد الحريق، وقامت إدارة العمليات بتحريك غرفة العمليات المركزية إلى موقع الحادث وتولت دوريات الأنجاد إغلاق الطرق المؤدية إليه وتحويل سير المركبات إلى الطرق الأخرى وتسهيل وصول الوحدات المشاركة إلى الموقع·

كما تم إبعاد براميل الزيوت التي لم تصل إليها النيران الموجودة وسط موقع الحريق إلى مواقع بعيدة والاستعانة بمضخات كبيرة لضخ المياه من البحر، والعمل على تبريد خزانات النفط تفادياً لانفجارها، وكذلك الاستعانة بالجرافات لحمل وضخ الرمال على بؤر النيران حيث تم الاستعانة بالجرافات التابعة لبلدية الشارقة ودائرة الأشغال العامة بالشارقة في العملية·

خيمة مكيفة

أقامت شرطة الشارقة خيمة مكيفة صغيرة بالقرب من موقع الحريق للتخفيف على القائمين على عملية الإطفاء وفريق العمل المشّكل للعملية من حرارة الأجواء القاسية، كما اهتمت الشرطة بالمتابعة المستمرة لرجال الإطفاء وحرصت على تقديم المياه والعصائر بصورة مستمرة لهم·


إصابة ثلاثة عمال بإصابات بسيطة

تعرض ثلاثة عمال من المصنع لإصابات حيث وقعت إصابات طفيفة بين ثلاثة من العمال تم على أثرها نقلهم على الفور إلى مستشفى الكويت بالشارقة لتلقي الإسعافات اللازمة، كما تواجدت سيارات الإسعاف التابعة لشرطة الشارقة بصورة مستمرة في مكان الحريق تحسباً لأي طارئ·

الأسباب والخسائر لم تحدد

لم تتمكن الجهات المعنية من تحديد الأسباب الرئيسية وراء الحريق وكذلك نسبة الخسائر الناجمة عنه وهو ما يتوقع الإعلان عنه الفترة القريبة المقبلة، حيث أكد مصدر مسؤول لـ ''الاتحاد'' أن الخسائر المادية جراء الحريق ستكون كبيرة جداً حيث التهمت النيران كافة محتويات الشركة من الزيوت إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالمستودعات والشركات المجاورة·

سحابة سوداء كثيفة

غطت سماء الشارقة سحابة سوداء كثيفة انتشرت على مسافات بعيدة وشاهدها كل قاطني الإمارة والإمارات المجاورة لها حيث استمرت تلك السحابة منذ الساعات الأولى من صباح أمس وطوال اليوم، كما انتشرت في الأجواء رائحة ''الحريق'' نتيجة اشتعال الزيوت·

تلال رملية للإطفاء

شاركت 20 سيارة نقل كبيرة تابعة لبلدية الشارقة في نقل الرمال لاستخدامها في عملية الإطفاء حيث تمكنت تلك السيارات، وخلال ساعات طوال من عمل تلال رملية على مسافات متفرقة في موقع الحريق·

انتشار النيران لمسافات طويلة

ساعدت العوامل الجوية على انتشار النيران لمسافات بعيدة قد تصل إلى 800 متر حيث طالت بعض المصانع والمخازن المجاورة لمصنع الزيوت وألحقت بها أضرارا كبيرة وسط محاولات رجال الدفاع المدني المتكررة للسيطرة على انتشار النيران وعدم وصولها لمصانع أخرى·

متابعة جماهيرية حتى الصباح

لم تهدأ حركة الجماهير، رجالا ونساء على الشارع المواجه لبحيرة خالد وظلت حركة السيارات حتى الصباح وتجمع الأهالي لمشاهدة الحريق على جانبي الطريق وافترشوا المساحات الخضراء وسط ذهول الجميع من منظر النيران المرتفعة لعشرات الأمتار وأصوات الانفجارات الناتجة من خزانات الزيوت بالمصنع المحترق واستغل البعض تلك الواقعة في التقاط الصور عبر الكاميرات والهواتف المتحركة بل قام آخرون بتصوير الحادث عن طريق الفيديو·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©