الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجارة التأشيرات·· وإعصار المخالفين

19 أغسطس 2007 23:25
بمجرد أن تزور أي دائرة من دوائر الجنسية والإقامة في الدولة هذه الأيام سوف يلفت نظرك جموع غفيرة، قد تدهش البعض ويجعله أمام تساؤلات عديدة وبالأخص عندما تأتي الإجابة بأن جميع هؤلاء البشر من (المخالفين) الذين يقيمون في الدولة بصورة غير مشروعة ولأسباب مختلفة·· المشهد بالفعل مؤلم، ويحمل في داخلك تناقضات مختلفة وأنت تشاهد هذه الصور (المحبطة)· البعض، للأسف الشديد، يتهاون وليست لديه أية مشكلة في جلب العمالة الوافدة دون أن يستفيد منها، أو أن يكون فعلا في حاجة إليها·· نعم من يتتبع أخبار الصحف يجد الكثير من الجرائم الغريبة على مجتمعنا·· وأصبح لا يدهشه ما يقرأ من حوادث مفجعة يقشعر لها البدن، نعم ما نشاهده أمامنا من صور مؤلمة هي مجرد شيء بسيط وما خفي كان أعظم··!! التجارة بالتأشيرات ظاهرة خطيرة انتشرت بسبب ضعف الوازع الديني لهؤلاء (التجار) المفلسين في مبادئهم وضمائرهم، لأنهم يجمعون المال على حساب بعض الفقراء والمساكين والمحتاجين·· والمغفلين، الذين يعتقدون أنه بمجرد وصولهم فإن السجاد سوف يكون مفروشا لهم بالورود لكي يحققوا أحلامهم وأمنياتهم التي كانت تداعبهم في أوطانهم، ولكن ما يلبث أن تتحول تلك الأمنيات والأحلام الوردية إلى كوابيس ومعاناة، ومن الطبيعي جداً أن تكون ردة فعلهم سلبية من خلال القيام بجرائم وتصرفات بعيدة كل البعد عن النظام والقوانين التي تحفظ أمن وأمان هذا الوطن· ومن أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة عدم وجود عقوبات حقيقية صارمة تردع هؤلاء الذين يقومون بالأعمال التي تضر بالوطن والمجتمع، ويجب أن تكون هناك وقفة صارمة وحقيقية لأن الصورة لا تحتاج إلى (تعليق) عندما نشاهد هذا الكم الهائل من المخالفين، فالتساؤل يفرض نفسه من أين أتى هؤلاء المخالفين بهذا الكم الهائل وبهذه الصورة المرعبة، لأن لغة الأرقام لا تكذب وهو مؤشر خطر، وبالأخص من بعض الشركات التي تستغل نفوذها من خلال التأشيرات الجماعية، وكأنها ليست مؤسسات مقاولات أو مكاتب سياحية أو غيرها ولكنها مؤسسات ومكاتب بيع (الوهم) والاتجار بالبشر··!! حماية الوطن واستقراره وتحقيق الأمن والأمان به من المستحيل جداً أن يتحقق دون تعاون وتكاتف الجميع، سواء الجهات المعنية أو المواطنين والمقيمين، لأننا في هذا الوطن نعيش في قارب واحد، فأي تهاون له عواقب وخيمة على واقعنا ووطننا ومجتمعنا، لذلك يجب أن نعي وندرك حقيقة واحدة، وهي أن حب الوطن ليس مجرد شعارات نرفعها أو عبارات نرددها ولكنه فعل يجب أن نترجمه على أرض الواقع لكي ننعم بالأمن والأمان والاستقرار والخير والرفاهية التي نعيشها· همسة: طوفان وإعصار (المخالفين) لا يقل عن طوفان وإعصار (جونو) في شدته وقوته ودماره وفساده كلاهما (طوفان) وكلاهما مدمر يأكل الأخضر واليابس··!! على موسى ـ العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©