الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

350 مليار درهم قيمة قطاع التجزئة الهندي

350 مليار درهم قيمة قطاع التجزئة الهندي
19 أغسطس 2007 23:42
حين اشترت تاتا ستيل شركة انجليزية هولندية منافسة هذا العام بمبلغ 12 مليار دولار بدا عنوان نشرته إحدى الصحف ''الامبراطورية ترد الصفعة''، رمزا لما أنجزه الاقتصاد الهندي بعد ستين عاما من الاستقلال· شراء شركة هندية خاصة شركة اجنبية يعطي انطباعا مختلفا كليا عن صورة النول اليدوى القروي البسيط الذي كان يستخدمه المهاتما غاندي في حربه ضد الامبريالية البريطانية وحملته للاكتفاء الذاتي اقتصاديا· في ذلك الحين أحس الهنود ان حكم الذات مرتبط بالبقاء الاقتصادي بعدما قضت المنافسة البريطانية على صناعات محلية· وكان متوسط العمر حينئذ نحو 30 عاما وكانت المجاعات تشكل تهديدا مستمرا· واليوم يبرم كبار الرأسماليين صفقات شراء في جميع انحاء العالم من مصنع ويسكي سكوتلندي إلى شراء ماركة السيارات الفخمة جاجوار من فورد· ويخشى غربيون ان يخسروا وظائفهم لمهنيين هنود متعلمين يحصلون على أجور أقل· ويقول تي·كيه· بهاوميك، كبير الاقتصاديين في ريلاينس اندستريز وهي اكبر شركة هندية: ''هذه الأعوام الستين كانت شاقة''· وتابع: ''واجهنا كوارث عديدة ولكن شكلنا طبقة متوسطة وطبقة جديدة من رجال الاعمال والآن يدير شبان هنود شركات عالمية''· ورغم النجاحات فإن ظل الاستقلال سواء كان نابعا من مبدأ الاكتفاء الذاتي في الريف أو الحمائية الاشتراكية التي استلهمها أول رئيس هندي جواهر لال نهرو من الفكر السوفيتي مازال يحوم حول الهند ''الساطعة''· ويتوخي صناع القرار الذين ولد عدد كبير منهم قبل 1947 وتشبعوا بأفكار آباء مؤسسين الحذر بشأن انفتاح اكبر للاقتصاد ويسيرون بخطى وئيدة لتعزيز اصلاحات السوق التي بدأت عام ·1991 يقول منتقدون انهم كثيرا ما يبدون عدم ثقة بالاستثمار الاجنبي ويواصلون تغذية جهاز حكومي فاسد قام بتحريف المثل العليا للدولة الاشتراكية لنهرو ويهدد اصلاحات رامية للتحديث· وتعجز الائتلافات الهشة في الهند والتي تدعمها عادة احزاب اقليمية او قائمة على اساس طائفي عن المضي قدما في تنفيذ اصلاحات صخمة خشية خسارة مساندة المواطنين· ومن المؤكد ان المستثمرين الاجانب يواجهون تحديات· وهو ما تعرضت له شركتان عالميتان عملاقتان هما وول مارت الاميركية لمتاجر التجزئة وشركة الاتصالات البريطانية فودافون· وتهيمن متاجر الأحياء الصغيرة على قطاع التجزئة في الهند وحجمه 350 مليار دولار، ويجد حزب المؤتمر الحاكم الذي يرأس ائتلافا يمثل يسار الوسط صعوبة في تسهيل دخول الشركات القطاع دون ان يفقد الملايين عملهم· ووقعت وول مارت صفقة ضخمة مع بهارتي انتربرايس ولكنها كانت ضحية الصراعات وقوبلت باحتجاجات في الشوارع· وهذا العام قال ارون سارين، الرئيس التنفيذي لفودافون، إن آماله بتغير البيروقراطية الهندية اهتزت نتيجة تحركات لعرقلة شراء شركته لشركة الاتصالات هوتشيسون ايسار بمبلغ 11 مليار دولار· ومما لا شك فيه ان الاستقلال حقق نجاحات إذ يشير أحد التقديرات إلى أن الهند انتشلت عددا من السكان مساويا لتعداد سكان اوروبا الغربية من الفقر منذ عام ·1947 وهى الآن تصدر المواد الغذائية والأطباء والأمصال للغرب وحققت توسعا اقتصاديا قياسيا· وتقول شركة مكينزي للاستشارات إن الطبقة المتوسطة وتعدادها 50 مليون نسمة قد تزيد عشر مرات بحلول عام ·2025 ويقول ارون شوري الوزير السابق في ائتلاف قاده قوميون هندوس خسر انتخابات عام 2004 ''كانت هناك موجتان من الإصلاح الأولى من 1991 إلى عام 1993 والثانية من عام 1998 إلى ·''2004 وقال شوري الاقتصادي السابق في البنك الدولي: ''أتاحت الفترتان مساحة لنمو الشركات الخاصة والطبقة المتوسطة''· ولكن اذا أرادت الهند التحرر من الماضي فعلا فينبغي أن تضع أقدار شعبها أولا· وتتزايد فجوة الدخل بصفة خاصة بين الصفوة في الحضر وثلثي سكان الهند الذين يعيشون في قرى· وقال ياشوانت سينها وزير المالية الأسبق في حقبة التسعينات: ''بدأنا مناقشة هذا الموضوع حتى قبل ان ننال الاستقلال''· وتابع: ''تحقق الهند معدل نمو تسعة بالمئة أو عشرة بالمئة وعلى الجانب الآخر لا توفر الضروريات الاساسية بشكل ملائم والجدل القديم بين النمو والتنمية أضحى أمرا واقعا''· ويرى كثيرون تناقضا في اداء الحكومة فهي قادرة على إطلاق صواريخ إلى الفضاء لكنها تقف عاجزة حين يوقف بيروقراطيون مشروعات اجتماعية بسبب خلاف بشأن لون القلم المستخدم في توقيع مذكرات هل هو أحمر أم أخضر· وينبغي أن يتغير هذا الوضع سريعا· وتقول شيلا ديكشيت، رئيسة وزراء نيودلهي: ''أنتم في الغرب لديكم رفاهية اضاعة الوقت وبدأتم قبلنا بمئات السنوات· ليس لدينا هذه الرفاهية''·
المصدر: نيودلهي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©