الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صلاح السعدني: سنعرض تاجر البندقية في الشارقة

صلاح السعدني: سنعرض تاجر البندقية في الشارقة
20 مارس 2008 02:56
عاد الفنان صلاح السعدني إلى نشاطه الفني بقوة بالاستعداد لتحقيق حلمه بتجسيد شخصية ''شايلوك'' التي انشغل طويلا بتقدميها كلما قرأ مسرحية شكسبير ''تاجر البندقية''· الجديد ان المخرج والمنتج المسرحي جلال الشرقاوي هو الذي يحمل مشروع وحلم السعدني الذي أبدى توجسه من التجربة التي يحبها ويتحمس لها حتى لو لم تزد مدة العرض على اسبوع واحد تنتهي بشريط مسجل يحتفظ به في مكتبة بيته· ؟ سألته ماذا عن مسرحية ''تاجر البندقية''؟ ؟؟ تمنيت طويلا أن أقدم شخصية ''شايلوك'' وفكرت أن نقدمها لطلبة الجامعة والمدارس بتذكرة دخول 5 أو 10 جنيهات ولا أريد أجرا من هذا العمل وخشيت أن أكون حالما· وأجد نفسي أنتظر صفين في صالة العرض وهي تجربة تعرضت لها في بداياتي ولم نستقر على شكل المشروع مع المخرج والمنتج جلال الشرقاوي· ولكن على الأقل سوف نصورها تليفزيونيا بعد عرضها لفترة قليلة· ويكفيني أن أحتفظ بها في تاريخي على أشرطة، وسبق أن قدمت مسرحية ''الدخان'' لميخائيل رومان وعرضتها أسبوعا وهي عندي على شريط وأعتز بها جدا ولاتذاع رغم انها من انتاج التليفزيون المصري· ؟ هل تتقبل الأجيال الجديدة ''تاجر البندقية''؟ ؟؟ الأجيال الجديدة لاتشعر بنفس ما كنا نشعر به وأنا مازلت عند موقف عبدالناصر بأن اسرائيل دولة مزعومة· ويقولون إنه تخلف في التفكير أو عدم اعتراف بالواقع، وأنا من الحرس القديم الغبي ليقولوا ما يشاءون، وأنا لا أذكر اسم الدولة المغتصبة لفلسطين التي هي أرض عربية ولي أصدقاء مثل الشاعر محمود درويش الذي يحمل مفتاح بيته في القدس الذي سرقوه منه منذ ستين عاماً· وأنا مدرك أن الشباب أصبح يفكر بطريقة مختلفة وأحمد ابني مثلا يقول لي ''أنني أشغل نفسي بعبدالناصر والسادات ودعنا نهتم بما نعيشه الآن، ولي زملاء وأقارب تخرجوا في الجامعه ولا يعملون''، وهذه الأجيال لم تعش جو التعبئة الذي عشناه ولم يعرفوا شيئا عن المناخ الذي تسبب فيه وجود عبدالناصر، حيث كانت مصر كعبة الأمة على جميع المستويات· ؟ هل تذكر تجربتك مع العرض لمقاعد فارغة؟ ؟؟ عملت رواية اسمها ''ابتسامة بمليون روبل'' كتبها رئيس تحرير صحيفة ''الأزفستيا'' السوفيتية وأخرجها نور الدمرداش وكنا كل ليلة نجد 5 أو 6 في الصالة بمن فيهم الفنانان سعيد أبوبكر ومحمود السباع ومسؤولو الفرقة وعانيت فعلا من المسرح الجاد في عز ازدهار الحركة المسرحية في الستينيات من القرن الماضي· وعملت في رواية ''الأسلاف يتميزون غيظا'' من اخراج كرم مطاوع، وعندما سافر كرم الى ايطاليا وجدت نفسي مسؤولا عن العرض وتوليت الادارة مكانه ووجدت نفسي في يوم بلا جمهور فطلبت محمود أمين العالم مسؤول هيئة المسرح وقتها أخبره بأنني لن أقدم العرض تلك الليلة فرفض وجاء ليحضر العرض كما جاءت سهير الكيلاني وابنته شهرت والراحل لويس عوض ونزل عمال المسرح للصالة لمتابعة العرض وكان ذلك عام 1968 على مسرح ''الجيب''· وكانت الجوقة في هذا العرض تضم محمد صبحي والراحلة سعاد نصر وكانا يتقاضيان اربعين قرشا، وأذكر في تلك الليلة مشهدا طريفا عندما نزل عباس فارس بين الجمهور وهو يقول ''أوعى الزيت·· أوعى الزيت''، وهي العبارة التي كان يقولها كلما انطفأت الأنوار على خشبة المسرح خوفا من ان يصطدم به أحد من الجوقة· فقد كان قد تقدم في السن ولا يرى في الضوء الخافت وناديته: يا عم عباس فأجاب: إنت فين يا ولد يا صلاح تعالى خدني وصعد على خشبة المسرح ليكمل دوره· لقد عانيت من المسرح الجاد في ظل وجود كٌتاب في حجم سعد الدين وهبة ويوسف ادريس ونعمان عاشور، عندما كان الناس يذهبون للمسرح ولا يشحنون بالدعوات المجانية مثل هذه الأيام· ؟ أعدت ''الملك هو الملك'' مع محمد منير وظل الجمهور يملأ صالة العرض حتى آخر ليلة؟ ؟؟ عندما أعدنا ''الملك هو الملك'' لم تكن بسخونة العرض الأول قبل 20 عاماً، حيث كانت هناك بقايا من جمهور مسرح الستينيات، والآن هناك نكوص ثقافي ولم يعد هناك عبدالوهاب وام كلثوم وبليغ حمدي والسبناطي، وعادل امام هو أكبر لؤلؤة في العالم العربى الآن وقد فقدنا الكثير من دورنا وريادتنا· ؟ تقول إنك تخاف تقديم ''تاجر البندقية''؟ ؟؟ أخاف ان أنادي في الفراغ عندما أقدم عرضاً جادا؛ لذلك أفكر في أن أقدم العرض بالتعاون مع صديقي وزميل العمر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة الذي جعل من الإمارة نقطة إشعاع ثقافي، على ان نعرض في الشارقة في البداية، وأتصور أن الجمهور يمكن أن يحتشد في الشارقة ليشاهد عرضا من هذا النوع· ؟ هل عندك تصور عن شايلوك؟ ؟؟ لن ندخل في مناظرة دينية ولا أتعامل مع دينه ولكل منا دين وكلنا نعبد ربا واحدا طالما ان شايلوك ليس ملحدا، وكل واحد متجه بضميره لنفس الرب، لأنه لا يوجد إلا رب واحد للمسلم والمسيحى واليهودي· وأتعامل مع ''شايلوك'' كإنسان ولا يهمني دينه وتهمني ثقافته وهي ثقافة الجيتو التي تسببت في كوارث للعالم· ؟ كيف تقدم ''شايلوك'' ليتعاطف معه الناس؟ ؟؟ سأحاول أن أقدم ''شايلوك'' كإنسان، لكن شكسبير لن يعطيني الفرصة لأنه تعمد تجريح اليهود والعناصر التي تضمها الرواية لا تجعلك تحبه أبدا لكني لن أتعمد أن أجعله أكثر كراهية ويكفي ما فعله شكسبير·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©