الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المطالبة باستحداث وسائل نقل صديقة للبيئة

المطالبة باستحداث وسائل نقل صديقة للبيئة
20 أغسطس 2007 02:00
يبدو أن تزايد أعداد السيارات في الإمارات وخاصة في إمارة دبي سنويا وبنسبة تفوق الـ17%، ووصول عدد المركبات المسجلة في عام 2006الى 740 ألفاً و181 مركبة، يشكل أحد أهم التحديات التي تواجه جهود الجهات المعنية في تصديها للعمل على مكافحة التلوث، باعتبار أن زيادة عدد المركبات وما خلفته من ازدحام مروري لا يتسبب فقط في خسائر مادية بل إنه سبب مهم من أسباب تدهورالصحة العامة للإنسان، ناهيك عن الضغط العصبي وتأثيره على السلوكيات والذي يحدث نتيجة للتعرض الكبير للمواد السامة التي تنفثها عوادم السيارات· وتشكل التهابات العيون وحرقة الحنجرة إضافة إلى صعوبات التنفس أهم العوارض بسبب التلوث، وقد حذر الأطباء النرويجيون فى دراسة نشرتها مجلة ''الصدرية'' البريطانية المتخصصة، من أن الأدخنة والغازات المنبعثة من عوادم السيارات ومركبات النقل العام، قد تمثل أحد الأسباب الرئيسية المهمة فى زيادة معدلات الإصابة بسرطان الرئة· وفي دولة الإمارات من المتوقع إن تصل نسبة المصابين بالربو في عام 2010 الى 17 %، وهي بذلك تعد من النسب العالية جدا التي يشتكي منها الناس في المدن، وهي نتائج تدل على مستوى عال من التلوث، الأمر الذي يشكل خطراً قاتلاً للإنسان والبيئة··!! ولهذا نجد الاهتمام المتزايد من جانب المعنيين والمهتمين في الدولة بقضية ملوثات الهواء، من خلال اتخاذ إجراءات تستند إلى دراسات وأبحاث معمقة للحد من استخدام السيارات الخاصة بكثرة· دراسة لبلدية دبي وأوصت الدراسة التي باشرت بلدية دبي في تطبيقها منذ شهر مايو الماضي حول استخدام السيارات الملوثة للبيئة والتي أشرف عليها المهندس سالم الشافعي، مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي للنقل، بضرورة إعادة النظر في المستويات العليا المسموح بها لمختلف الغازات والملوثات المنبعثة من عوادم المركبات، ومنع تسجيل المركبات القديمة التي يزيد عمرها على 15 عاما، ويعود السبب في ذلك إلى أن هذه السيارات تتسبب في انبعاث أخطر الملوثات وهو غاز أول أوكسيد الكربون· أبحاث عالمية وقد أثبتت الدراسات التي قام بها برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن عدد السيارات في العالم قد زاد خمسة عشر ضعفاً في الخمسين عاماً المنصرمة ليبلغ 700 مليون مركبة حالياً مع توقعات وصوله إلى المليار في غضون سنوات قليلة· وأشارت الدراسة أيضاً أن معدل استهلاك الوقود قد تضاعف (منذ العام 1970) ليصل إلى 18 مليون برميل يومياً مع احتمال زيادته بنسبة 77% ليصل إلى 27 مليون برميل يومياً بحلول عام ·2020 وعلى الرغم من أن الدراسات المذكورة تشير إلى تكتل معظم المركبات والاستهلاك اليومي للوقود في الدول الصناعية والمتقدمة، إلا أن البيانات والإحصائيات الحديثة تشير إلى نمو سريع لهذا القطاع في الدول النامية إلى درجة تفوق دول العالم الأول وذلك لزيادة الطلب ووفرة الوقود وتحسن مستويات المعيشة· وتصنف محركات الديزل بعد محطات التوليد ضمن أكبر مصادر الملوثات التي ربطها العلماء بالوفاة المبكرة وسرطان الرئة والربو وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي الخطيرة حسب ما أوردته وكالة حماية البيئة الأميركية· ويرى علماء البيئة الصحية الألمان أن الخطر في الجو الملوث لا يأتي من ذرات الغبار المتطايرة وإنما من ذرات السخام المنطلقة من عوادم السيارات، وعن احتكاك الإطارات بالأرض والتي تتصل بالغبار الملوث · وطبيعي فإنه كلما زادت ذرات السخام المتطايرة صغرا عجز نظام الجسم المناعي في الجهاز التنفسي (الأغشية المخاطية في الأنف والقصبات الهوائية) عن التقاطها وزادت مخاطر استقرارها في الرئة· الغبار وذرات السخام وتشير دراسة جديدة أعلنتها السلطات الصحية في الاتحاد الأوروبي إلى أن ذرات السخام المتطايرة في الجو تقلل العمر المتوقع للأوروبي بمقدار 9 أشهر، وتقلل العمر المتوقع للألماني 10 اشهر· هذا يعني أنها تسرق 9 أشهر من عمر كل أوروبي سواء كان يقود سيارة أم لا، وبغض النظر عما إذا كان يستخدم البنزين أو الديزل· وحسب الدراسة الأوروبية يلاقي نحو 65 ألف ألماني حتفهم سنويا جراء مضاعفات استنشاق ذرات السخام الصغيرة في الجو· وجدير بالذكر أن وزارة البيئة الاتحادية الألمانية كانت تحاسب صناعة السيارات حسب عدد ذرات الكربون (السخام) التي تنطلق من عوادمها اعتقادا منها أن كل ذرات السخام ضارة بالصحة· وتطور هذا الموقف لاحقا من خلال الدراسات التي أثبتت أن المهم في الموضوع ليس عدد ذرات السخام وإنما نصف قطرها، فذرات السخام الصغيرة تخترق جهاز المناعة وتستقر في أنسجة الرئة بشكل نهائي يمهد إلى تحولها إلى التهاب مزمن أو ورم سرطاني في المستقبل· وتطالب الوزارة صناعة السيارات حاليا بتزويد السيارات بمرشحات تلتقط الذرات الصغيرة أساسا· الملوثات الغازية من أهم الملوثات الغازية الصادرة عن عوادم السيارات أول أكسيد الكربون وينتج عن الاحتراق غير الكامل للوقود وهو غاز عديم اللون والرائحة يتحد مع كريات الدم ليقلل من قابلية نقل الأكسجين لأعضاء الجسم وأنسجته· وأكاسيد النيتروجين والتي تتسبب في تهيج أغشية الرئة وتقلل مناعة الجسم للأمراض التنفسية وتساعد في تكوين الأوزون الأرضي السام وتساهم في تكون الأمطار الحمضية وما لها من آثار سلبية على البيئة البرية والبحرية وصحة الإنسان· والجسيمات الدقيقة العالقة وهي عبارة عن خليط بين حبيبات الغبار وقطرات السوائل الموجودة في الهواء ولها تأثيرات مباشرة في ازدياد نسب دخول المرضى إلى المستشفيات بسبب ضيق التنفس والربو والأمراض الصدرية والأنسجة الرئوية وسرطان الرئة وفي بعض الحالات الموت المبكر· وسائل نقل صديقة للبيئة في كندا قامت حكومة مدينة ''فانكوفر'' بإنشاء المدارس في المناطق السكنية، ووضعت برنامجاً تثقيفياً للطلبة في المدارس بالتعاون مع جمعية ''وسائل نقل صديقة للبيئة'' حول أثر استخدام السيارات على البيئة والهواء وصحة الأفراد، حيث يقوم الطلبة أنفسهم بإجراء دراسات ميدانية عن هذه الآثار ومقارنتها بفرضيات استخدام وسائل بديلة كالنقل الجماعي والمشي، وقامت الحكومة أيضاً برصف طرق خاصة للدراجات الهوائية ووضعت أفراداً من الشرطة ليشرفوا على هذه الطرقات وقت خروج الطلبة إلى المدرسة ووقت عودتهم إلى المنزل وفي كل فصل دراسي تقوم المدارس في فانكوفر بتشكيل فرق عمل من الطلبة تحت إشراف المدرسين لإجراء دراسات للوصول إلى أساليب مبتكرة للتقليل من استخدام السيارات وطــــرح أفكار لتشجيع الأفراد على استخدام وسائل أقل تلويــــثا للبيئة، ومن ثم تقديمها إلى بلدية المدينة والجهات المعنية، وكـــانت إحدى الأفكار الناجحة التي طبقت هي التزام الحكومة بتجهيز جميع المــــدارس بمواقف آمنة للدراجات الهوائية حتى يتشجع الطلبة على استخدامها، وقامت الحكومة أيضاً بتوزيع خرائط لأفضل الطرق التي يمكن أن يسلكها الطلبة في طريقهم من وإلى المدرسة· صدق أو لا تصدق !! قال عصام صلاح الدين ذهبت لترخيص سيارتي في محطة ايبكو القصيص، وبعد الفحص تبين أن نسبة الكربون أعلى عن المعدل المعتمد، وبناء عليه طُلب مني الذهاب لإصلاح السيارة·· سألتهم: ماذا أصلح وأين؟·· أجابوا: اذهب إلى تلك الورش- داخل حظيرة المحطة- وسوف يقومون بعمل اللازم وبعدها ستتسلم تقريرا معتمدا لدينا· حملت أوراقي وذهبت للمسؤول عن الورش الذي أبلغني بقيمة التصليح والتي تبلغ 130 درهما·· ووافقت - دون تردد- على أمل أن يتم إصلاح العطل المتسبب في زيادة نسبة الكربون· وفوجئت بأن الفني المسؤول عن ذلك لم يصلح أي شي، وما حدث أنه أدخل ''مقياس الكربون''، وبعد ذلك أخرج المقياس وضغط على البنزين مرتين، ثم أدخله مرة أخرى، ودون أن ينتظر قراءة الكمبيوتر ، بدأ بطباعة التقرير، وذهب به للمسؤول عن الورشة·· وسألت المسؤول: هل انتهى الفني من إصلاح السيارة ؟·· أجاب: نعم·· قلت له: إنه لم يصلح شيئا ولم يغيّر أي شي·· هذا حرام، هل من الممكن أن تطلب منه تغيير أي شي -''البلكات'' مثلا - !· قال: هكذا نفعل، وإن كنت تريد أن تمرر العربة للترخيص فخذ هذا التقرير واذهب به إليهم ليتم ترخيصها أو اتركه واذهب لإصلاحها في أي مكان آخر، ثم أشار بيده قائلا: انظر إلى كل هؤلاء ·· هم لديهم المشكلة نفسها ، والآن دفعوا واستلموا التقارير وذهبوا للترخيص - وبالفعل خلال الفترة التي كنت فيها داخل الورشة حضر أمامي ثلاثة أشخاص تم التعامل معهم بنفس الطريقة التي حدثت معي ·· لقد دفعوا واستلموا وذهبوا للترخيص· المهم أنني نظرت حولي وحمدت الله واستغفرت وذهبت لترخيص السيارة · تشجيع استخدام الدراجات الهوائية تعمل هيئة الطرق والمواصلات بدبي حاليا على تنفيذ فكرة مشابهه وقد بدأت فعلا كما قال سالم الشافعي فقد أعدت هيئة الطرق والمواصلات دراسة حول مرافق الدراجات الهوائية في إمارة دبي، وذلك لتشجيع استخدام هذه الوسيلة في الرحلات اليومية القصيرة بين السكان وصولاً إلى تحقيق منظومة نقل متكاملة تلبي احتياجات كافة الشرائح الاجتماعية والاقتصادية· وتتضمن هذه الدراسة توفير مواقف مخصصة للدراجات الهوائية وتوفير أكبر قدر ممكن من السلامة وتنظيم استخدامها· تسجيل 211 ألفاً و152 مركبة جديدة العام الماضي تقول إحصائيات قسم ترخيص المركبات بهيئة الطرق والمواصلات إن عدد المركبات المسجلة في عام ،2006 بلغ 740 ألفاً و181 مركبة، استحوذت المركبات الخفيفة على اكبر حصة مسجلة 650 ألف و536 مركبة، تلتها المركبات الثقيلة 33 ألفاً و838 مركبة، والحافلات الخفيفة 16 ألفاً و371 حافلة، والحافلات الثقيلة 13 ألفاً و42 حافلة، وبلغ عدد الدراجات النارية المسجلة 11 ألفاً و501 دراجة، وعشرة آلاف و414 جهاز ميكانيكي ثقيلا، و4479 جهاز ميكانيكي خفيفا· وكشفت إحصائيات إدارة الترخيص أن العام الماضي وحده شهد تسجيل 211 ألفاً و152 مركبة جديدة، منها 185 ألفاً و653 مركبة خفيفة، و8302 مركبة ثقيلة، و5238 حافلة خفيفة، و3880 حافلة ثقيلة، و3461 دراجة نارية، و3339 جهاز ميكانيكي ثقيلا، و1279 جهاز ميكانيكي خفيفا، فيما بلغ عدد المركبات المجددة في العام الماضي 381 ألفاً و190 مركـــــبة، منها 330 ألفاً و713 مركبة خفيفة، و21 ألفاً و94 مركبة ثقيلة، و9342 حافلة خفيفة، و7666 حافلة ثقيلة، و5664 جهاز ميكانيكي ثقيلا، و2550 جهاز ميكانيكي خفيفا، و4161 دراجة نارية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©