الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين المطرقة والسندان

20 مارس 2008 23:14
بعد أن قرأت موضع بعنوان ''الوحش'' بتاريخ 19-3-2008 والمنشور في ''رأي الناس'' الذي يدور حول شبح القروض وسلبياته التي تنعكس على الفرد أحببت أن أذكر للجميع قصتي التي ظللت أعاني منها على مدى سنوات عديدة بعد خصم خمسة آلاف درهم من الراتب ولم يبق منه سوى ثمانية آلاف درهم وهذا المبلغ لا يفي بمصاريف الأبناء و الزوجة خاصة مع الغلاء الذي نعيشه خلال اللحظة الحالية، أقولها بأعلى صوتي: لا للديون والقروض، فأنا لم أنعم براحة البال بعد أن اقترضت هذا المبلغ، حيث أعيش -ليلا ونهارا- في توتر عصبي وعدم استقرار نفسي فقد بدأت حالتي الصحية تتدهور وبدأت المصاريف تزيد، وليس لدى عمل آخر أسد به رمق الأبناء واحتياجاتهم، فأصبحت بين مطرقة القروض وبين سندان السجن، وبدأت أماطل في عدم دفع بعض الأقساط للبنك مما أدى إلى زيادة الفوائد التي أثقلت ظهرى وزادت أعبائي النفسية، فلم أجد نفسي إلا غارقا في هذا الهم الذي بدأ مع بداية القرض، ومن غير شعور لجأت إلى الهروب من المنزل والجلوس في المقهى لساعات طويلة، لا أرى أبنائي، وكل ذلك من أجل تناسي هذا الهم· وشيئا فشيئا أصبحت مدمنا هذه الحال وحصلت فجوة عاطفية بيني وبين أبنائي وزوجتي حتى أنني أصبحت لا أعرف في أي صف هم وهل نجحوا وتفوقوا أو رسبوا في دراستهم·· وتمر السنون كالجبل الجاثم على صدري تخنقني وتحاصرني من كل جانب ونصيحتي لكل شاب وشابة بأن لا ينخدعوا بالمظاهر البراقة التي تجعل البعض يلجأ إلى الاقتراض من البنك خاصة إذا كان الأمر غير ضروري، كاقتناء أحدث السيارات وأغلاها سعرا، أو السفر للخارج كل عام، أو البذخ والترف بدون تقنين وحساب، وكل ذلك على حساب البنك·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©