الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السيارات الطائرة.. حلم يقترب من الواقع

السيارات الطائرة.. حلم يقترب من الواقع
20 أغسطس 2007 23:25
تخيل للحظة واحدة أن تصبح سيارتك قادرة على التحليق والمناورة في السماء كطائرات الهيلوكوبتر· قبل أربع سنوات، دفعت الفكرة بعض كبار المبتكرين الأميركيين لبناء سيارة (أرض-جوّ) يمكن أن تمثل منعطفاً جديداً في صناعة النقل ومتعة القيادة· وتمكن شخص يدعى مولير من بناء أول سيارة طائرة أطلق عليها اسم (مولير إم 400 سكاي كار) وحدّد لها سعراً بلغ 700 ألف دولار· ولم يكرر المحاولة بعد ذلك، إلا أن الفكرة عادت من جديد إلى واجهة الأحداث خلال الفترة الأخيرة· وخصّت مجلة (بوبيولار ميكانيك) الأميركية هذا الموضوع بتحقيق موسع أشار كاتبه إيان كريستي إلى أن حلم العربات الشخصية الطائرة تلقّى مؤخراً دفعة جديدة، عندما عمدت مؤسسة تدعى (كافيه) إلى إطلاق مبادرة لتشجيع بناء النسخ التصورية الأولى من السيارات الطائرة، واتخذت إجراءات تهدف إلى التغلب على العراقيل التي تقف في طريق تحقيق هذا الحلم· ورصدت الشركة لهذه المهمة مبلغ 250 ألف دولار· وفازت الفكرة أيضاً بدعم كبير من شركات عملاقة مثل شركة (بوينج) لصناعة الطائرات، وشركة (هوندا) اليابانية لصناعة السيارات· وتعمل هاتان الشركتان الآن على نحو منفصل في بحوث بناء هذا النوع من السيارات إلا أن أياً من هذه الأطراف لم يعلن عن موعد محدد أو تقريبي للكشف عن نتائج هذه الجهود وإخراجها إلى حيّز الوجود· ويضاف إلى ذلك أن الكثير من الشركات المستقلة تحاول الآن استغلال الفرصة لتطوير هذا النوع من العربات الطائرة، فلعلها تحقق بذلك سبقاً تجارياً يشبه ذلك الذي حققته شركة مايكروسوفت في بداية عهد انتشار استخدام الكومبيوتر الشخصي على نطاق واسع· وبدا للمحللين أن المحاولات الأولى لبناء السيارة الطائرة كانت تنطوي على الكثير من البساطة· إذ يكفي أن تضيف إلى سيارتك محركين نفاثين لطائرة رجال أعمال صغيرة، وجناحين جانبيين، وجهاز توجيه· ثم إن هذه الفكرة بحدّ ذاتها ليست جديدة، بل تعود إلى العهود الأولى لصناعة السيارات، حيث عمد المخترع ورجل الصناعة الداهية هنري فورد في عام 1928 إلى بناء أول سيارة طائرة في التاريخ أسماها (سكاي فليفير) أو (السيارة الطائرة)، إلا أن مشروع إنتاجها توقف تماماً بعد أن مات السائق-الطيّار غير المحظوظ الذي قادها بسبب حادث اصطدام· وفي عام ،1956 كشف مهندس بارع يدعى مولتون تايلور الذي اشتهر ببناء وتطوير الصواريخ العابرة للقارات، النقاب عن سيارة طائرة أطلق عليها اسم (آيروكار) يمكنها الانطلاق فوق الطرق السريعة حتى بلوغ سرعة 110 كيلومترات في الساعة، لتحلق بعد ذلك في الجوّ كالطائرة تماماً· وتمكنت السيارة الطائرة من التحليق على ارتفاع 12 ألف قدم حتى بلغت سرعة تحليقها الاعتيادية البالغة 160 كيلومتراً في الساعة، واستمر تحليقها حتى بلغت مدى طيرانها الأقصى على مسافة 500 كيلومتر عن نقطة الإقلاع· وكل نماذج السيارات الطائرة مجهزة بجناحين قابلين للفتح أثناء الحركة على الأرض، ويمكن امتصاصهما إلى داخل السيارة بعد هبوطها على الأرض· وأثبتت (آيروكار) أنها قادرة على التحليق بشكل جيد ولكنّها لم تكن مناسبة لأداء أعمال كل يوم· ولهذا فشلت الخطة التي كانت معدّة لإنتاجها على المستوى التجاري في بداية عقد السبعينات· وبقيت من (آيروكار) نسخة وحيدة يمتلكها هاوS اشتراها من خلال إعلان مبوّب، ولكن سعرها الآن يبلغ أضعاف السعر الذي دفعه لشرائها· ولم تكن وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) غافلة عن هذه التطورات؛ وصدرت عنها تصريحات رسمية حول الموضوع رفضت من خلالها التعامل مع مصطلح (السيارة الطائرة) وفضّلت استبداله بمصطلح أكثر دقة هو (العربة الجوية الشخصية)· وفي عام 2005 أوقفت الوكالة العمل بمشروع بناء طائرة صغيرة يمكنها التحليق في الجوّ ثم الهبوط على الطرق السريعة بعد ابتلاع جناحيها لتنطلق بعد ذلك كالسيارة العادية· وكانت مصادر الوكالة أشارت إلى أن سعر الطائرة الجديدة لن يكون أكثر من سعر سيارة مرسيدس· ويمكن لسيارة (ناسا) الطائرة أن تحلق عمودياً كطائرة الهيلوكوبتر· وتطرح قضية ابتكار السيارات الطائرة مشاكل بالغة التعقيد تتعلق بتنظيم حركتها أثناء التحليق والهبوط؛ فهي تحتاج إلى نظام صارم ودقيق للحركة في الممرات الجوية خوفاً من تصادمها مع بعضها البعض أو مع الطائرات التجارية· كما يقتضي الأمر تنظيم عمليات هبوطها على الطرق السريعة بحيث لا تؤدي إلى إرباك حركة المرور العادية للسيارات· ومهما يكن من أمر، فإن الخبراء يؤكدون أن السيارات الطائرة قادمة؛ وقد لا تفصلنا عنها إلا بضع سنوات يمكن أن تعد على أصابع اليدين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©