الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لمياء عابدين: غياب السواد يحرر العباءة من الحصار الجغرافي

لمياء عابدين: غياب السواد يحرر العباءة من الحصار الجغرافي
5 فبراير 2015 21:06
ليلى خليفة (أبوظبي) العباءة من منظورها أسلوب حياة، وهي لم تؤسس داراً لتصميمها بهدف التجارة وحسب، فلمياء عابدين تخطط لجعل العباءة، التي ظلت حكراً على الجزيرة العربية ردحاً طويلاً من الزمن، خياراً مطروحاً أمام نساء العالم، ولا مانع من أن تجد طريقها إلى خزانات نجمات هوليوود، خصوصا بعد أن اختارت من تصاميمها نجمات غربيات، آخرهن الإعلامية الشهيرة جوليانا رانسيك. تفاصيل الصناعة تستغرق عابدين في تفاصيل صناعة العباءة بدءاً من اختيار القماش، ومروراً بوضع التصميم، وانتهاء بترصيعها بلمسات خاصة تبلور هويتها. وفي مشغلها الصغير، يحرص فريقها، المكون من خمسة حرفيين، على تحويل الأفكار إلى قطع ملوحة بومضات من ثقافات سكنت لاوعي عابدين، التي عاشت في بلدان مختلفة لسنين. إلى ذلك، تقول «قبل أن أتجه إلى تصميم العباءات، تشبعت بتاريخ كل بلد عشت فيها، بحثت في فلكلوره، وفنونه، وجمعت حقائق حول عمارته وفكره، ثم وجدت أنني، في كل مجموعة أطلقها أروي جزءاً من قصة تكونت في خيالي، جذورها ترتبط بالمزيج الحضاري الذي اختبرته». ولا تبدو عابدين، المديرة الإبداعية ومؤسسة علامة «كوين أوف سبيدز»، مستكينة إلى إرث العباءة، الذي اتخذ من السواد عنوانه الأبرز؛ فمؤخراً أطلقت مجموعتها الموسمية «الغابة المسحورة»، من بوابة قوس قزحية؛ سامحة لأطياف لونية عديدة بالدخول إلى أمتار قماش 75 تصميما، كانت قصص فرسان العصور الوسطى ملهمها الأول. وظهرت فيها عباءات أحادية اللون، توافرت بالكحلي والرمادي والزيتوني والبني. شرط اللون في مواجهة المتحفظين على إخراجها من إقامتها اللونية الجبرية، تقول «بحثت طويلاً في مراجع كثيرة، ولم أجد شرطاً يحدد لون العباءة بالأسود»، متابعة «ربما لجأوا إليه كونه الأرخص ثمناً في وقت شهد شظفاً في العيش». ولعابدين رؤية في هذا التوجه، فهي تسعى لأن تصبح العباءة قطعة تستهوي أي امرأة، مهما كان ذوقها أو عمرها، معتقدة أن تنوع الألوان يسمح باختيارها في أوقات ومناسبات مختلفة. وفي إشارة إلى أنها اختبرت أثر المد اللوني الذي طال العباءة على الفكر التقليدي، تقول «جدتي لم تعترض أبدا، على العكس رحبت بالفكرة وأيدتها»، لافتة إلى أن تطوراً تدرجياً طرأ على العباءة؛ فبعد أن كانت تصنع من خامات محددة، باتت كل الخامات مسرحا لها، كما أنها استقرت على الكتفين بعد زمن من اعتلائها الرؤوس، إلى جانب كونها كانت مفتوحة؛ إلا أن طرفاها ارتبطا حديثاً؛ مرة بحزام، وأخرى بكباسات، وثالثة بأزرار. وكانت رانسيك، مذيعة قناة «Ei»، اختارت عباءة رمادية، وثانية مزودة بوشاح شفاف وقلنسوة تزينها زخرفات الترتر والقماش المخرم، في إشارة ضمنية إلى أن تخلي العباءة عن الأسود يفتح لها آفاقاً عالمية. حقيبة السفر تحاول عابدين أن تحمي العباءة من الإهمال ما إن تغادر الخليجية شبه الجزيرة العربية، مشيرة إلى أن عديداً منهن لا يقبلن على ارتدائها خارج الحدود إما لاختلاف الطقس، أو تحاشياً للفت الانتباه. وترى أن الألوان تسمح للعباءة بالمحافظة على مكانها في حقيبة السفر، إذ تصبح قطعة قابلة للارتداء في العطلات. كما إن الطرح الموسمي للعباءات، الذي تتبعه؛ يؤمن قطعاً دافئة تمكن المرأة من لبسها في الدول ذات الطقس البارد. فتظل أنيقة ومحافظة على هوية مظهرها. ومع طيف واسع من الخامات، المستخدمة في صناعتها، كاللينين والكروشيه والحرير والدانيتل تبقى الخيارات مفتوحة لمزيد من الأقمشة الدافئة كالصوف والجوخ. ويظهر أن عابدين مقتنعة بأنه لا وجود لخامات ترفض الانصياع لمقص خياط العباءة ما دام التصميم مناسبا، وتقول «لا يوجد قماش لا يناسب العباءة مطلقا؛ المهم اختيار القصة الملائمة». وفي مجموعتها «الغابة المسحورة» تتسيد أقمشة شتوية فارهة القائمة؛ فتظهر الجلود المدبوغة، تتخللها لمسات من الفراء، والصوف، والتويد، والمخمل. ولا يمكن تجاهل التعشيق مع زخارف الجاكار التي زينت التشكيلة. وتوضح لمياء «أنا شغوفة باستكشاف مختلف أنواع الأقمشة، وابتداع استخدامات جديدة لها». محور المظهر تستعين لمياء بتقنيات حديثة في تصاميمها، تعكس جرأة في تناول زي فلكلوري؛ فقدمت عباءة بلون رمادي شاحب من الفراء والصوف، مطرزة بالأسلوب التطبيقي «أبليك» بالحديد المطاوع، مع عقفات أمامية محاكة يدوياً، وأطراف محبوكة بعقد السجّاد. كما قدمت عباءة جلدية بالكامل، مع رقع بطراز «فنتَج». وأدخلت على أخرى مزيجاً من الجلد المدبوغ والصوف. وتبدي عابدين حرصها على تصميم «شيلة» لكل عباءة، معتبرة أنها توأمها، إلا أنها تكتفي بتزيين حوافها تاركة دور البطولة للتصميم. والعباءة بوصفها زياً للمرأة تلعب دوراً إضافياً يتمثل في إظهار القوام بأفضل صورة، إلى ذلك، تقول عابدين إن القصة كلمة السر؛ فالتصميم على هيئة حرف «A» هو الأفضل لذوات الأرداف الممتلئة، فيما يبرز تجنب الكشاكش كحل أمثل للممتلئات من المنطقة العلوية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©