سوق دبي يبدأ مشوار الخسائر السنوية.. واستقرار نسبي في أبوظبي

فشلت أسواق المال المحلية في الاحتفاظ بلونها الأخضر ووضع حد لهبوط أسعار الأسهم غير المبرر بعد أن أوقف المستثمرون عملية ضخ السيولة التي بدأوها مع بداية الجلسة وحتى مرور ثلثها الأول بسبب تغلب قوى العرض على قوى الطلب، وأدت عروض بيع كثيفة على أسهم قيادية منتقاة في سوق دبي المالي من بينها سهم شركة اعمار العقارية الى إحجام محافظ استثمارية عن الشراء وانتظار مزيد من الهبوط غير أن الحال كان أفضل في سوق أبوظبي للأوراق المالية الذي أصبح ملاذا آمنا لصغار المستثمرين بفضل استقراره النسبي حيث بدا أكثر تماسكا ومالت الأسعار الى الاستقرار باستثناء انخفاضات هامشية بسبب عمليات جني أرباح محدودة· وقال ساكت الجندي العضو المنتدب لشركة السهم الالكتروني للأسهم والسندات إن انتكاسة السوق في الساعة الأولى من بدء التداول تعكس أزمة ثقة يعاني منها السوق بصفة عامة، مشيرا الى أن الرغبة في الشراء على الأسعار المعروضة كانت ضعيفة حيث كان يتم وضع أسعار اقل من السعر المعروض ولم يكن هناك شراء على سعر السوق، وأشار الجندي الى أن الأسعار أصبحت مغرية للشراء وجاذبة إلا أن تردد المستثمرين يحول دون محافظة السوق على قوى الدفع الايجابية· واستبعد الجندي أن تكون المحافظ الأجنبية مازالت تجري عمليات تسييل قائلا ''هناك محفظة واحدة على الأقل كانت تشتري خلال جلسة أمس، فقد كانت هناك عمليات بيع لمحافظ محلية تقابلها حالة من التريث في الشراء لوجود قناعة بان الأسعار قد تنخفض أكثر''· من جهته قال نبيل فرحات المدير التنفيذي لشركة الفجر للأوراق المالية أن بيعا مؤسسيا على سهم اعمار العقارية القيادي لسوق دبي المالي خلق ضغطا على معظم الأسهم المتداولة، مستغربا مثل هذا البيع العشوائي الذي قد يسبب خسائر فادحة لتلك المحافظ أو أن في حسابات مدرائها أمورا أخرى· وأشار فرحات الى الاستقرار النسبي الذي يتمتع به سوق أبوظبي لأوراق المالية، قائلا ''ارتفاع أسعار النفط واستمرار النمو الاقتصادي بوتيرة عالية وأداء الشركات المدرجة في السوق تعزز من استقرار السوق''· غير أن فرحات يرى بين ثنايا الانخفاض مؤشرات ايجابية منها أن إشارات الفيدرالي الأميركي بتخفيض أسعار الفائدة قبل نهاية العام قد تؤدي الى رفع مستوى السيولة في الأسواق كما أن استقرار الأسواق الأوروبية والأميركية والآسيوية سيخفف الضغط على محافظ التحوط المستثمرة في الأسواق المحلية ما يدفعها الى التوقف عن عمليات التسييل· الى ذلك قال فادي الجوهري مدير التداول في شركة الرمز للأسهم والسندات إن قوى العرض تمكنت من كبح جماح قوى الشراء التي تحركت بفعل سيولة محلية تم ضخها في الساعة الاولى من جلسة التداول، واوضح الجوهري ان اداء سوق ابوظبي للاوراق المالية كان معقولا حيث شهد عمليات جني ارباح على اسهم حققت مكاسب جيدة في الايام الماضية مثل سهم الواحة للتأجير في حين ان كثيرا من الاسهم المتداولة في السوق حافظت على مستوياتها السعرية او اغلقت على انخفاض هامشي· وفيما يتعلق بسوق دبي المالي قال الجوهري كانت هناك عروض بيع على اسهم قيادية وأدت فكرة الارتفاع في مهدها ولم تفلح السيولة التي تم ضخها في ابقاء السوق في المنطقة الخضراء، وانخفض مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع خلال جلسة تداول أمس بنسبة 0,28% ليغلق على مستوى 4283,73 نقطة· وجرى تداول ما يقارب 290 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 830 مليون درهم من خلال 6509 صفقة، وجاء سهم إعمار في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطا حيث تم تداول ما قيمته 210 ملايين درهم موزعة على 20,11 مليون سهم من خلال 847 صفقة· واحتل سهم سوق دبي المالي المرتبة الثانية بإجمالي تداول بلغ 110 ملايين درهم موزعة على 38,82 مليون سهم من خلال 971 صفقة، وحقق سهم العالمية لزراعة الأسماك أكثر نسبة ارتفاع سعري حيث أقفل سعر السهم على مستوى 5,55 درهم مرتفعا بنسبة 8,61% من خلال تداول 12,8 ألف سهم بقيمة 71,1 ألف درهم، وسجل سهم تكافل أكثر انخفاض سعري في جلسة التداول حيث أقفل سعر السهم على مستوى 4,67 درهم مسجلا خسارة بنسبة 9,50% من خلال تداول 0,35 مليون سهم بقيمة 1,64 مليون درهم، تلاه سهم الوطنية للسياحة الذي انخفض بنسبة 6,67% ليغلق على مستوى 4,2 درهم من خلال تداول 40 ألف سهم بقيمة 170 ألف درهم· وبلغ عدد الشركات التي تم تداول اسهمها في سوق أبوظبي 40 شركة من اصل 62 شركة مدرجة في السوق حيث حققت اسعار اسهم 12 شركة ارتفاعا في حين انخفضت اسعار اسهم 25 شركة واستقرت اسعار اسهم ثلاث شركات، وبلغت قيمة التداول في سوق دبي المالي أمس نحو 581 مليون درهم من خلال تداول 189,1 مليون سهم بواقع 4593 صفقة واغلق مؤشر سوق دبي المالي عند مستوى 4121,62 نقطة منخفضا 0,46%·