الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مواقف رئيس الدولة الحكيمة تجسد قيم الإمارات الحضارية

مواقف رئيس الدولة الحكيمة تجسد قيم الإمارات الحضارية
21 أغسطس 2007 03:12
نظم مكتب شؤون الإعلام لسمو نائب رئيس مجلس الوزراء أمس ندوة حول جولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' لكل من سوريا والجزائر شارك فيها نخبة من العلماء والباحثين وعدد من السفراء المعتمدين لدى الدولة · وقد بدأت أعمال الندوة بكلمة ألقاها سعادة محمد خليفة المرر المستشار الإعلامي لسمو نائب رئيس مجلس الوزراء قال فيها إن الجولة الناجحة التي قام بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله ورعاه'' إلى كل من سوريا والجزائر جاءت تعبيرا عن حرص سموه على تقوية علاقات التعاون وروابط الأخوة بين البلدان العربية لما فيه المصلحة العربية المشتركة موضحا أن دولة الإمارات كانت ولا تزال تسير على هدى سياسة خارجية حكيمة تقوم على أساس تعميق علاقات الأخوة بين جميع الدول العربية· من جانبه قال سعادة رستم الزعبي سفير الجمهورية العربية السورية لدى الدولة في كلمة له أمام الندوة إن بلاده تفخر وتعتز بالعلاقات الأخوية التي تربطها مع دولة الإمارات العربية المتحدة مؤكدا أن زيارة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' إلى سورية زيارة هامة وناجحة وحظيت بترحيب رسمي وشعبي كبير · وقال سعادته انه تم خلالها استعراض الأوضاع الإقليمية والدولية والتشاور في مواجهة التحديات التي يطرحها عالم اليوم وانها أضافت لبنة جديدة في الصرح والبناء الذي بدأ بتأسيسه المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد · اتفاقيات وبروتوكولات وأضاف السفير السوري أن القائدين الحكيمين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وأخاه فخامة الرئيس بشار الأسد حريصان على تمتين وتقوية علاقات الأخوة بين البلدين وتنسيق المواقف بما يخدم المصلحة العربية العليا· وتطرق إلى أعمال اللجنة المشتركة بين البلدين وما تقوم به من تفعيل الجهود ومتابعة ما تم التوقيع عليه من اتفاقيات وبروتوكولات ومذكرات تفاهم لتقوية وترقية العلاقات في كافة الميادين الاقتصادية والتجارية والثقافية وغيرها· وقال الدكتور عدنان محمود مدير عام وكالة الانباء السورية إن العلاقات الأخوية بين الإمارات وسوريا تستمد جذوتها من قيم ومعاني التاريخ العربي الأصيل وكذلك من قائدين عربيين يعملان على رسم ملامح المستقبل في مرحلة مهمة تمر خلالها الأمة العربية بمنعطفات حادة تتطلب مزيدا من التكاتف والتنسيق بين البلدان العربية وهو ما اكسبها قوة وتميزا وفرادة · وأوضح أن القائدين العربيين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وأخاه الرئيس بشار الأسد عززا مختلف مظاهر التعاون الوثيق والشراكة المتميزة على كافة الأصعدة انطلاقا من حسهما الوطني وسعيهما لتجسيد الأهداف الموضوعة في برامجهما لتطوير بلديهما ضمن رؤى عصرية منفتحة على العالم آخذة بعين الاعتبار متطلبات الشعبين الشقيقين وأهدافهما نحو التنمية المستدامة · وقال مدير عام ''سانا'' إن محصلة السنوات الماضية من التواصل والتفاعل بين البلدين تنعكس على ما نشهده اليوم من تلاحم استراتيجي وتفاهم ثنائي عميق عبر عنه الاهتمام الكبير الذي أولاه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة لتوثيق العلاقات الإماراتية السورية وتطوير الإنجازات التي تحققت ودعمها بلبنات جديدة تعلي صرح العلاقات بين البلدين لما فيه خير ومصالح الشعبين السوري والإماراتي والأمة العربية جمعاء · وتطرق المحاضر إلى زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لدولة الإمارات في نوفمبر 2001 وتشاوره مع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية حيث أكد خلالها القائدان عمق التعاون الأخوي بين البلدين وشددا على أهمية السلام العادل والشامل في المنطقة ودفع مسيرة السلام ووقوف الإمارات إلى جانب سورية من أجل استعادة حقوقها وأراضيها المحتلة · واستعرض الجذور التاريخية للعلاقات السورية الإماراتية موضحا أنها تعود إلى أواصر الأخوة التي ربطت الرئيس الراحل حافظ الأسد والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والتي عكست بمجملها رؤى قومية صادقة مثمنا الدور الحيوي والمؤثر الذي أدته الإمارات إبان حرب أكتوبر 1973 في دعم الموقف العربي عموما والموقف السوري خصوصا من خلال تقديم الدعم والمساعدات الاقتصادية لمواجهة آثار الحرب · وقال المسؤول الإعلامي السوري إن التفاعل السوري الإماراتي يعكس مدى القدرة على إنضاج تعاون عربي ثنائي أو بصيغ متشعبة تكون له نتائج إيجابية ويمكن منه الانطلاق نحو تشكيل قوة فاعلة ومؤثرة تجعل العرب يدخلون عصر التجمعات الكبيرة التي يعد من اللامنطقي أن يبقوا خارجها · ترجمة التوافق والمشاعر ولفت إلى أن البعد الاقتصادي في العلاقات السورية الإماراتية هو رافد مهم يدفع باتجاه ترجمة التوافق والمشاعر إلى مشاريع وإنجازات واتفاقيات في ميادين شتى وهو الأمر الذي تم على أرض الواقع طيلة العقود الأربعة الفائتة مبينا أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين أساسها التكامل والشراكة· وقدم في هذا السياق صورة شاملة عن طبيعة وحجم العلاقات الاقتصادية بين البلدين واستعرض الإحصاءات والاتفاقيات الموقعة مشيرا إلى أن سورية تبعا للعديد من الدراسات الاقتصادية من أقدم وأكبر الشركاء التجاريين لدولة الإمارات وأكبر الموردين العرب للمنتجات الزراعية والمصنوعات النسيجية والمطاط واللدائن والصناعات الغذائية عموما · وأكد أن الاستثمارات الإماراتية في سوريا شهدت قفزات كبيرة خلال السنتين الماضيتين وباتت تحتل المرتبة الأولى بين الاستثمارات الأجنبية في سورية بعد أن بدأت الشركات الإماراتية تتجه بقوة للاستثمار في مختلف المجالات والقطاعات في سورية خاصة القطاعات السياحية والعقارية والخدمية والصناعية لافتا الى وجود أكثر من ألف و218 شركة سورية إماراتية مشتركة في الإمارات حتى نهاية شهر مايو 2007 · واختتم الدكتور عدنان قائلا إن ما جرى من تطور في العلاقات الثنائية يفتح آفاقا جديدة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين خصوصا وان سورية أقرت التشريعات ووفرت الضمانات اللازمة للاستثمارات الإماراتية ضمن حزمة متكاملة من الإصلاحات الاقتصادية مبينا أن الحكومة السورية أجازت العام الماضي قوانين جديدة تهدف إلى خفض الضرائب على الشركات وتبسيط نظام سعر الصرف ووضع إطار قانوني لسوق الأوراق المالية مشيرا الى أن هذه الإجراءات تعد جزءا من الجهود المستمرة للتحول إلى اقتصاد قائم على السوق الاجتماعي · وقال السيد عبدالمالك معوج القائم بالأعمال بالنيابة في سفارة الجزائر في الإمارات في ورقة عمله إن الجزائر تتابع بكل فخر واعتزاز الإنجازات المتحققة والطفرة الاقتصادية المتنامية في دولة الإمارات في كافة المجالات والتي غيرت في غضون بضعة أعوام وجه المدن الإماراتية وأعطتها صبغة عالمية تضاهي بها الدول المتقدمة لافتا إلى أنه بفضل الاستثمارات الكبيرة والمتعددة التي قهرت الطبيعة الجغرافية القاسية للمنطقة استطاعت دولة الإمارات أن تصنع تاريخا جديدا عنوانه التميز والتفوق والنجاح· وتحدث عن زيارة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إلى الجزائر يومي 16 و 17 يوليو 2007 مؤكدا أن هذه الزيارة اكتسبت أهمية بالغة باعتبارها تنبع من عمق أواصر الأخوة بين الشعبين والعلاقات السياسية الجيدة التي يطبعها التقارب الأخوي حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك · وأضاف أن زيارة صاحب السمو رئيس الدولة للجزائر تعكس مدى حرص قيادتي البلدين على توطيد وتعزيز التعاون الثنائي بين الجانبين في جميع الميادين بما يخدم المصالح المشتركة وفتح آفاق جديدة للتعاون والشراكة والاستثمار وإقامة المشاريع كما تنم عن إرادة صادقة في قطع خطوات جديدة في العلاقات الاقتصادية بغية تطوير شراكة متينة وتعاون إستراتيجي يعود بالفائدة على الشعبين الشقيقين · وأكد أن هذه الزيارة تعد بمثابة إشارة قوية من القيادة في البلدين للمتعاملين الاقتصاديين للانطلاق في عقد شراكة استراتيجية ومتينة بين الجانبين وقد بدأت تعطي ثمارها بعد زيارة وفد كبير من رجال الأعمال الإماراتيين إلى الجزائر يومي 4 و 5 أغسطس 2007 برئاسة معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة الاقتصاد واعتماد ورشات عمل للتعاون الثنائي بين البلدين في مجالات الصناعة والطاقة والسكن · وتطرق السيد معوج إلى أعمال اللجنة المشتركة بين البلدين التي عقدت دورتها الخامسة بأبوظبي في يونيو الماضي وتوجت بالتوقيع على ست اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات العمل والعلاقات المهنية والسياحة والتعليم العالي والبحث العلمي وتحلية مياه البحر والتعاون الجمركي وأيضا بين المعهدين الدبلوماسيين في البلدين مبينا أنه من ثمار زيارة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إلى الجزائر توقيع مذكرة تفاهم تتعلق الأولى بالاعفاء المتبادل من تأشيرة الدخول المسبقة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة ولمهمة خدمة والثانية تتعلق بحماية البيئة تم التوقيع عليها في أغسطس الجاري بالجزائر خلال زيارة معالي وزيرة الاقتصاد · قفزات كبيرة واستعرض السيد عبدالمالك معوج علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين الإمارات والجزائر منوها بما شهده التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة الأخيرة من تطورات واضحة وقفزات كبيرة حيث أصبحت الجزائر شريكا تجاريا فاعلا مع دولة الإمارات وهو ما تؤكده الإحصاءات والأرقام المتعلقة بحجم التبادل التجاري الذي بلغ عام 2006 ما يقارب الـ5ر1 مليار درهم لافتا إلى أن حجم الاستثمارات الإماراتية بالجزائر في نفس السنة تقدر بنحو 40 مليار درهم وهي مؤهلة لتتضاعف خلال العام الحالي مع استثمارات الشركات الإماراتية في الجزائر ومنها شركة إعمار التي دخلت في مراحل متقدمة من أجل تنفيذ خمسة مشاريع عقارية ضخمة في الجزائر تتجاوز قيمتها 20 مليار دولار وشركة دوبال التي ستقيم مصنعا للألمنيوم بقيمة 5 مليارات دولار وشركة الإمارات الدولية للاستثمار التي تنفذ مشروع إنجاز حديقة حضارية بتكلفة 3 مليارات دولار بالإضافة إلى الدخول القوي لشركة القدرة القابضة من خلال حصولها على أول عقد لإنجاز منتجع سياحي بالجزائر العاصمة· وتناول المحاضر الاتفاقيات الثنائية المؤطرة للعلاقات الاقتصادية بين الإمارات والجزائر والتي تهدف إلى إقامة شراكة إستراتيجية بين البلدين ومنها اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي على الدخل واتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات الموقعتين في الجزائر في 24 ابريل 2001 وهو ما شكل حافزا إضافيا لتنشيط التعاون التجاري وإيجاد الظروف الملائمة لتنمية التعاون الاقتصادي وتقديم ضمانات أكيدة للمتعاملين الإماراتيين في استثماراتهم في الجزائر · وحول البرامج والفرص الاقتصادية في الجزائر قال السيد عبدالمالك معوج إن الجزائر توفر إطارا مستقرا لاقتصاد كلي سمح بإعادة وضع التوازنات الأساسية والضرورية للإنعاش الاقتصادي مع الحفاظ على التوازنات الكبرى مشيرا إلى أنه نتج عن هذا البرنامج الواسع للتقويم الوطني والانفتاح وإعادة الهيكلة الاقتصادية، انخفاض معتبر للمديونية التي أصبحت لا تتجاوز 5 مليارات دولار بعد أن كانت تفوق 35 مليار دولار في عام 1999 وبلغ احتياطي الصرف بالعملة الأجنبية أكثر من 80 مليار دولار وتم تقليص نسبة التضخم والتحكم فيها بحيث أصبحت لا تتجاوز حاليا 5ر1 بالمائة وتم تحقيق استقرار في سعر الصرف كما أن نسبة البطالة التي تجاوزت 33 بالمائة عام 1999 انخفضت اليوم إلى 9 بالمائة· شراكة واستثمار واكد أن هذه النتائج الجيدة في المؤشرات الأساسية للاقتصاد الجزائري تشكل أرضية سليمة للمستثمرين لأنها تتضمن قاعدة متينة للإنعاش الاقتصادي مضيفا أن الجزائر أعدت مجموعة من الإجراءات القانونية والتنظيمية لتشجيع الشراكة والاستثمار المباشر منوها بأن الشفافية والمنافسة النزيهة وحرية المبادرة في صميم هذه التدابير · وقدم مكتب شؤون الإعلام لنائب رئيس مجلس الوزراء ورقة عمل قال فيها إن دولة الإمارات العربية المتحدة اكتسبت مكانة مميزة ومرموقة في المجتمع الدولي وهي تقف اليوم بفضل السياسة الحكيمة التي انتهجتها في تعاطيها مع المنظومة الدولية بكافة صورها ومؤسساتها في هرم الاحترام الدولي وصدارة الدول التي أثبتت التزامها بالمواثيق والقرارات والأعراف الدولية · وبينت الورقة أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' عبر في مواقفه الصادقة وتوجهاته الحكيمة عن مدى تمسكه بالقيم الحضارية السامية وعن نفس مفعمة بمشاعر الحب والسلام للبشرية جمعاء وقدرة على التجاوب مع الآخر أيا كان مشيرة الى أنها قيم جسدها سموه في ممارسته السياسية على الصعيد العربي وجعلها رديف العمل الصادق الذي ينشد الخير لصالح الأمة العربية وهي القيم ذاتها التي ارتفع بها بنيان دولة الإمارات العربية المتحدة واشتد عودها بقوة الإرادة في البناء والإنماء · تفاعل وتكافل وأضافت أن دولة الإمارات ظلت طوال العقود الماضية وفية لمبادئها ومرتكزاتها ومنهجها في تفاعلها مع أسرتها العربية وهو المنهج الذي عززه صاحب السمو رئيس الدولة بالصدق والتضامن وتكريس التكافل وقد امتلك سموه في ذلك رؤية متكاملة برسالته التي اختارها معلما لحياته أضفى من خلالها مزيدا من التألق والاحترام العربيين لدولة الإمارات · وقالت ان استقراء وقائع التاريخ يؤكد أن دولة الإمارات كانت ولا تزال سباقة دوما صوب أمتها العربية بكل مقدراتها وشجونها وتطلعاتها ومبادرة في كل تحركاتها نحو مد جسور التواصل والتكامل مع كافة دولها الشقيقة انطلاقا من إيمان صاحب السمو رئيس الدولة بمفهوم التضامن العربي · وأكدت ورقة مكتب شؤون الإعلام أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' عزز دعائم ذلك النهج من خلال تسخير جهود الدولة لكل ما من شأنه تدعيم وتحقيق التعاون العربي ولم يدخر مالا أو جهدا ولم يتوان يوما عن القيام بواجبه في توحيد وجهات النظر بين الأشقاء وبذل جهوده المخلصة للدفاع عن القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية باعتبارها حجر الزاوية وغدا التضامن العربي عنوانا لسياسة الدولة وهو ما يؤكده سموه حفظه الله بقوله ''تبنت الدولة سياسة التضامن العربي ورفعته شعارا عربيا ودعوة صادقة تنادي بتكاتف الجهود وتآلف القلوب وأسلوبا لتحقيق التقدم والرفعة لأمة العرب وطريقا لتحقيق النصر في مواجهة الأعداء والطامعين وإيجاد مكان في عالم لا مكان فيه للأمم الصغيرة والكيانات الضعيفة'' · وقال مكتب شؤون الاعلام في ورقته إن تجربة صاحب السمو رئيس الدولة في السعي نحو تعظيم الإنجازات الباهرة هي بحق تجربة يكتشف معها المرء بقراءتها والعودة إلى مختلف مراحلها تلك القدرة الاستثنائية على التضحية بكل ما تملك اليد لأجل تحقيق الأهداف الكبيرة والنبيلة للتواصل مع التاريخ العربي والتقاطع مع الإنجازات الحضارية الخالدة في حياة الأمة العربية مبينة أن الشخصية القيادية لسموه تظهر الحقائق الساطعة في انطلاقها باتجاه الفضاء العربي عن طريق تكثيف وتنمية التواصل مع جميع الأشقاء العرب في جميع المحطات والمواقف وهي مهمة نجح فيها سموه وباقتدار نادر حتى صارت دولة الإمارات العربية المتحدة صوتا عربيا متميزا ومن بعد ذلك عنوانا عربيا جامعا لأبناء الأمة العربية على أرضها الطيبة ليقدم للأجيال والنشء خير نموذج للقائد العربي الصادق المؤمن بأمته العربية ورسالتها التاريخية والمدرك لحتمية تضامنها كسبيل لنهوضها وتقدمها والحفاظ على حقوقها ومصالحها الوطنية والقومية · واقع ملموس وأضافت أن مسار العلاقات الإماراتية العربية تعتبر نموذجا عمليا يترجم بوضوح مفهوم التضامن العربي إلى واقع ملموس مؤكدة أنه ليس مستغربا على دولة الإمارات أن تحظى بعلاقات متميزة مع الدول العربية جميعها لأنها حرصت منذ البداية على مد جسورها صوب العمل العربي المشترك وتمتين روابطها به بل دعت في مناسبات ولقاءات عدة إلى تعزيز العلاقات العربية البينية إيمانا بالقواسم المشتركة وبوشائج الأخوة التي تربطها بالأشقاء العرب وأيضا انطلاقا من التوجهات السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة '' حفظه الله ورعاه'' الذي كرس بفكره ونهجه في الأدبيات العربية مفهوم التضامن العربي قولا وعملا · وفي هذا الإطار تطرقت ورقة مكتب شؤون الإعلام إلى العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية العربية السورية مشيرة إلى مدى الانسجام والتوافق بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي والتي قامت على ركائز التواصل والتآخي وساهمت في بناء صروح متينة من التعاون المشترك في جميع الميادين ما فتئت تتعزز يوما بعد يوم في ظل اهتمام قيادتهما الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وأخيه فخامة الرئيس بشار الأسد · وأبرزت ورقة مكتب شؤون الاعلام لسمو نائب رئيس مجلس الوزراء لقاءات القمة بين البلدين الشقيقين وما ساهمت به من فتح آفاق رحبة للتعاون المشترك في كافة المجالات وما نجم عنها من تنسيق المواقف والرؤى في السياسة الخارجية لكل منهما تجاه القضايا الحيوية والتباحث حول سبل دفع وتطوير العلاقات الثنائية بينهما والتشاور وطرح المبادرات فيما يستجد على الصعيدين العربي والدولي· واعتبرت أن الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إلى الشقيقة سورية في يوليو الماضي ولقاءه بأخيه فخامة الرئيس بشار الأسد ترجمت مشاعر التقدير وروح التفاهم القائم وأضافت إلى مسار العلاقات زخما كبيرا عكس الرغبة الحقيقية عند سموه في التواصل والتلاقي وكانت فرصة طيبة لتعزيز المسيرة وتوثيق أواصر التعاون وتفعيل علاقات التضامن في هذه المرحلة التاريخية تأكيدا لروابط الأخوة العميقة والمحبة المشهودة · صيانة المصالح العربية وأكدت أن الإمارات وسوريا تتقاطعان في أولوياتهما على مستوى السياسة الخارجية وإن وجدت مقاربات مختلفة فذلك بسبب طبيعة كل دولة والوضع الجيوسياسي لكل منهما لافتة إلى أن البلدين اعتمدا في تعاطيهما مع القضايا الخارجية على الحكمة وبعد النظر والأخذ بأسلوب الحوار الجدي والعقلاني سبيلا لتجاوز التحديات وتضييق الخلافات بين الأشقاء والحيلولة دون اتساعها حرصا منهما على دعم وتعزيز العمل العربي المشترك وصيانة المصالح العربية العليا في عالم أضحت التكتلات سمته البارزة · واستعرضت البعد الاقتصادي في العلاقات الإماراتية السورية منوهة بأنها تشكل رافدا هاما ودافعا في اتجاه ترجمة التوافق والمشاعر إلى مشاريع وإنجازات واتفاقيات في ميادين شتى وهو الأمر الذي حصل فعليا على مدى العقود الثلاثة الماضية خاصة في إقامة مشاريع استثمارية تنموية تلقى الاحترام والتقدير على المستويين الرسمي والشعبي مبينة أن البلدين ارتبطا منذ التسعينات بالعديد من الاتفاقيات التي دعمت ودفعت هذا التعاون الاقتصادي والتجاري للأمام والتي منهـــــا عـــــلى ســــبيل المثــال لا الحصر اتفاقية التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والتقني واتفاقية منطقة التجارة الحرة واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات بين البلدين وغيرها من الاتفاقيات وضمن هذه الرؤية الواقعية تبرز نموذجية العلاقة الاقتصادية التي تجمع بين الإمارات وسورية· وتطرقت ورقة مكتب شؤون الإعلام إلى العلاقات المتميزة بين دولة الإمارات والجزائر مشيرة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة عبرت منذ وقت مبكر عن الحس القومي الذي يتجاوز الحدود القطرية إلى كامل الجغرافية العربية وسعت منذ تأسيسها إلى نسج علاقات متميزة مع كافة الدول العربية وسارعت في كل مواقفها ومواقعها ومؤسساتها إلى تكريس مبدأ التضامن العربي منوهة بان الأحداث أثبتت أنه لم يكن مجرد شعار محكوم بمتغيرات ظرفية أو حماسة عابرة وإنما ركيزة ثابتة في نهج الدولة وعلاقاتها مع الدول العربية والمجتمع الإنساني بأسره· نزعة مخلصة وأوضحت أن النزعة المخلصة من جانب دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه الأشقاء في الدول العربية التقت مع صميم التوجه الذي آمنت به الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية التي تدرك تماما ما يعنيه التضامن العربي ولعل ما تحقق بين البلدين في مختلف المجالات أزال بمنجزاته عوائق التباعد المكاني واختزل المسافات الطويلة التي تفصل بين القطرين العربيين لتكشف لنا أن وتيرتها أخذت تزداد وتتقدم بخطوات أوسع وأكبر في السنوات الأخيرة· وأشارت إلى أن لقاءات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' مع أخيه فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هي بمثابة محطات هامة قرن فيها سموه الجهد بالممارسة لخدمة العلاقات المتينة بين البلدين وتعزيز التعاون الثنائي وصياغة الموقف العربي لخدمة المصالح المشتركة حيث دأب القائدان الحكيمان على تأكيد حرصهما الكبير على بذل كل جهد ممكن للوصول إلى تضامن عربي فعال أفضل مما كان عليه في السابق يحفظ للعرب حقوقهم ووجودهم وذلك بخلق موقف عربي ورؤية عربية موحدة · وأكدت الورقة أن لقاءات القمة بين البلدين الشقيقين والتي تميزت بالصراحة والتفاهم في أجواء ودية وروح أخوة عالية قد ساهمت بشكل رئيس في فتح آفاق رحبة للتعاون المشترك في كافة المجالات والتشاور فيما يستجد على الساحة الدولية والإقليمية وتوضيح مدى الاهتمام الذي توليه قيادات كلا البلدين للتباحث حول سبل دفع وتطوير العلاقات الثنائية بينهما مشيرة إلى وجود عوامل عدة كان لها دورها الفاعل في رسم خط بياني متصاعد في العلاقات الثنائية بين البلدين وأعطتها طابع التنامي الذي باتت توصف به في السنوات الأخيرة من خلال استثمار القواسم المشتركة العديدة في تجسيد التطلعات المشتركة · ''وام'' امتداد تاريخي اعتبر سعادة السفير رستم الزعبي أن الشعب الإماراتي والشعب السوري امتدادا تاريخيا لبعضهما البعض منوها بأن الشعب السوري وعلى امتداد جغرافية سورية يكن مشاعر الحب والتقدير لدولة الإمارات التي تعرف لديهم بالمروءة والالتزام العربي والمآثر الإنسانية العظيمة · وتحدث عن الفرص الاستثمارية في سورية على ضوء القوانين والتشريعات الجديدة لتنظيم وجلب الاستثمارات الخارجية التي تتيح للقطاع الخاص دورا هاما في مسيرة التنمية والتحديث في سورية داعيا المستثمرين ورجال الأعمال الإماراتيين للاستثمار في بلاده التي اعتبرها سوقا بكرا للمشاريع الاقتصادية والصناعية · التنسيق والتفاهم نموذج رائع أشار الدكتور عدنان محمود إلى التقدير الذي تحظى به مواقف دولة الإمارات العربية المتحدة في الشارع السوري تجاه القضايا العربية معتبرا أنه نابع من التجربة الطويلة التي أثبتت الإمارات من خلالها عملا وقولا أنها خير من يعبر بصدق عن المصلحة القومية للأمة وفي الدفاع عن القضايا السورية العربية والمساهمة الحيوية في الاقتصاد السوري · وذكر أن الاتصالات والزيارات الرسمية على مختلف المستويات لم تنقطع بين البلدين والتي جاءت لتبادل الآراء والتشاور إزاء مجمل القضايا والأحداث التي شهدتها المنطقة والعالم منوها بأن درجة التنسيق والتفاهم والتشاور المستمر بين قيادتي البلدين قدمت نموذجا رائعا يحتذى به للعلاقات الثنائية بين البلدان العربية ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©