الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات.. الأولى في الحفاظ على المها العربية بـ 4000 رأس

الإمارات.. الأولى في الحفاظ على المها العربية بـ 4000 رأس
21 أغسطس 2007 03:28
قدرت هيئة البيئة أبوظبي أعداد المها العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة بنحو 4000 رأس موزعة ضمن برامج الإكثار، وحدائق الحيوان، والمجموعات الخاصة، وهناك خطة لإطلاق ما يقارب الـ 100 رأس أخرى سنوياً على مدى السنوات الأربع مقبلة، وذلك خلال فصل الشتاء، مع مراقبتها بشكل دائم من خلال أجهزة تتبع خاصة لمعرفة أماكن وجودها، وحالتها، ومدى تأقلمها مع حياتها الجديدة· وأوضحت الهيئة خلال ورشة العمل التي تنظمها اللجنة التنسيقية لصون المها العربية بالتعاون مع هيئة البيئة - أبوظبي، التي بدأت أمس في أبوظبي لإعداد الاستراتيجية الإقليمية لصون المها العربية أن عملية الإطلاق تأتي ضمن الخطة الخمسية ''2007-''2012 التي أعدتها ''الهيئة'' لإعادة توطين المها العربية ضمن مناطق انتشارها الطبيعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك من خلال برامج إطلاق دورية ومنتظمة· وقال مياس قرقز رئيس قسم الحياة البرية بمركز بحوث البيئة البرية بهيئة البيئة - أبوظبي: ''إن جهود الإكثار أسفرت عن نجاح منقطع النظير فازداد عددها في الدولة حتى أصبحت دولة الإمارات الآن تمتلك أكبر عدد منها، بعد أن كانت معرضة للانقراض بسبب الصيد الجائر، وزحف المشاريع الحضرية في الصحارى، واقترابها من بيئتها الطبيعية التي تعيش فيها''· الدول المشاركة وقد استعرض ممثلو الدول المشاركة والتي تضم: دولة الإمارات، عمان، السعودية، البحرين، قطر، اليمن، سوريا، والأردن باستعراض التجارب والخبرات في برامج الإكثار والإطلاق، الأمر الذي سيساهم في تطوير استراتيجية إقليمية في نهاية الورشة تتناسب مع خصوصية كل دولة، وفي الوقت نفسه توحد الجهود لتحقيق هدف واحد وبسياسة ومنهجية واحدة· وقد قدمت منطقة وادي رم الطبيعية تجربة إعادة توطين المها العربية في المملكة الأردنية الهاشمية، حيث استعرض خليل العبد اللات مدير المنطقة لمحة تاريخية عن المها العربية في الأردن، مشيراً إلى أن المها العربية كانت توجد في المناطق الشمالية الشرقية والمناطق الجنوبية من المملكة، حيث بدأت تُستهدف بالصيد بعد عام ،1932 كما مات عدد كبير منها بالتسمم أثناء حملة مكافحة الجراد في الخمسينات، وكان آخر تسجيل للمها البرية في عام ·1965 وقال: ''إن أول مشروع لإعادة توطين المها بدأ في محمية الشومري شرق المملكة، حيث قامت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة باستقدام 11 رأساً عام ،1978 وفي عام 1984 تبرعت حديقة زيورخ بثلاثة رؤوس، وفي عام 2002 تم إطلاق مشروع إعادة توطين المها العربية في منطقة وادي رم الطبيعية، وذلك بإطلاق عشرة رؤوس من المها العربية في مسيج بمساحة 4 كم مربع، ثم تمت إضافة ستة رؤوس من المها ونقل القطيع إلى مسيج جديد بمساحة 28 كم مربع''· وعن الصعوبات والتحديات في إعادة توطين المها في المملكة، ذكر العبد اللات أن تناقص الحمولة الرعوية، وتزايد معدل الوفيات، وتناقص معدل الولادات تعتبر من أهم المعوقات في إعادة توطين المها العربية في محمية الشومري، وفي منطقة وادي رم الطبيعية تعتبر صعوبة تأقلم المها العربية على ظروف المنطقة، وتدهور بعض الموائل نتيجة للضغط السياحي، كذلك ضعف الموارد الفنية والمالية المتاحة لبرامج الإطلاق الطبيعي للمها العربية من أهم التحديات· كما تحدث معن العبلي من وزارة البيئة السورية عن واقع المها العربية في سورية، حيث أشار إلى أن سورية تعد من الدول الغنية بتنوعها الحيوي النباتي والحيواني، وقال: ''إنه لا يوجد أي شك في أن المها العربية كانت تعيش في البادية السورية، وتعبر أدلة الرسومات الموجودة على أعمدة تدمر الأثرية أكبر شاهد على ذلك''، وأشار إلى أن عدد المها العربية في سورية وصل في الوقت الحالي إلى 116 رأساً· ثم استعرض محمد بخيت برقان، رئيس قسم المحميات الطبيعية، بالمجلس الأعلى للبيئة والمحميات الطبيعية بدولة قطر التاريخ الحديث لنشأة المها العربية في دولة قطر، مشيراً إلى أنه قد مر بأربع مراحل: المرحلة الأولى، في أوائل الخمسينات، حيث تم جلب المها العربية إلى قطر من الربع الخالي· وفي الفترة الثانية: من ''1979م - 2991م'' تم إنشاء استراحة الشحانية للمها العربية في عام 1979 كأول مشروع لحماية المها العربية، وخلال الفترة الثالثة ''1993م - 9991م'' بدأت عملية إدارة ورعاية مشروع المها العربي وفقاً لبرامج علمية مدروسة، حيث بدأ العمل في مشروع المها العربية بالشحانية وخلال الفترة الرابعة ''2000م - حتى الآن'' تم إنشاء المجلس الأعلى للبيئة والمحميات الطبيعية في عام 2000 م، حيث انبثقت إدارة حماية الحياة الفطرية وإنمائها ضمن الهيكل الرئيسي للمجلس، حيث تضمنت واجباتها حماية الحياة الفطرية والتنوع البيولوجي وتنميتها، وقد كان مشروع الحفاظ على المها العربية وتكاثرها ضمن أولوياتها الرئيسية، حيث بدأت المها العربية والغزال في طور الازدهار والتنامي ووصلت أعداد المها العربية في محميات قطر ما يزيد على ''780 رأساً'' في نهاية عام 2006 م، واستمر زخم العناية والحماية لهذا الحيوان الفطري التراثي إلى أوج عظمته، وأشار إلى أن دولة قطر ساهمت بصورة غير مباشرة في تكوين القطيع العالمي الذي أشرفت عليه منظمة الاتحاد العالمي لصون الطبيعة "IUCN" مع بلدان عربية، بالإضافة إلى حديقة حيوانات فونيكس بأميركا، وذلك عندما شارف هذا الحيوان النادر على الانقراض، كما ساهمت دولة قطر بإهداء بعض المها العربية إلى: المملكة العربية السعودية، دولة الكويت، الأردن، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، والعراق· جهود البحرين وقال مبارك علي مهنا حمود الدوسري رئيس قسم الثدييات، بإدارة المحميات الطبيعية بمملكة البحرين: ''إن المها العربية تعتبر أكبر الثدييات الصحراوية الموجودة في البحرين، وهي جزء من التراث العربي عبر التاريخ، فقد توجد بكثرة في الجزيرة العربية حتى بداية القرن العشرين، وكادت تنقرض في بيئته الطبيعية في عام ،''1972 مشيراً إلى تزايد إعدادها بحلول عام 1999 إلى أن وصلت إلى أكثر من ،140 وفي الوقت الحالي تصل أعدادها إلى أكثر من ·90 إما فى جزيرة حوار، فقد وصلت أعدادها إلى 29 في عام 2007 ولا يزال برنامج الإكثار على الجزيرة مستمر إلى وقتنا الحالي· اليمن ذكر عبد الكريم الناشر، استشاري الهيئة العامة لحماية البيئية للشؤون العلمية في اليمن أن اليمن تعد من أهم المواطن للمها العربية، وبشكل خاص حضرموت والمهرة، لكن في الوقت الحاضر لا توجد معلومات موثقه عن وجود المها في اليمن· وأشاد الناشر بخطة هيئة البيئة - أبوظبي بإعادة توطين المها العربي مجدداً في مواطنها الطبيعية، بعد 40 سنة من الانقراض· سلطنة عُمان ذكر ياسر الخروصي من مشروع المها العربية بمكتب مستشار حفظ البيئة في الديوان السلطاني العُماني، أن مشروع المها العربية قد بدأ في عام 1979 بهدف إعادة المها البرية إلى موطنها الأصلي بسلطنة عُمان، وذكر أنه في عام 1994 تم إنشاء محمية المها العربية لحماية المها وللمحافظة على الموئل والحيوانات الأخرى المهددة بالانقراض في الصحراء، حيث تغطي المحمية مساحة 27500 كيلومتر مربع تقريباً، وتقع في منتصف المسافة بين مسقط وصلالة، وتحتوي المحمية على نماذج متعددة من أشكال الحياة الجيولوجية والمناظر الطبيعية ذات القيمة العلمية والجمالية الفريدة، وتعتبر المحمية أول موقع بالمنطقة يتم الاعتراف به من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ''يونسكو''، وإدراجه ضمن قائمة مواقع التراث الطبيعي العالمي· نجاح برامج الإكثار عن مشروع إطلاق المها العربية في إمارة أبوظبي، أشار مياس قرقز رئيس قسم الحياة البرية بمركز بحوث البيئة البرية بهيئة البيئة - أبوظبي إلى أنه بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإثر نجاح برامج إكثار المها العربية في الأسْر بإمارة أبوظبي، أطلقت هيئة البيئة - أبوظبي ما يزيد عند 95 رأساً من قطعان المها العربية ضمن نطاق انتشارها التاريخي في إمارة أبوظبي· دور رائد للشيخ زايد يعود الفضل في نجاح خطط وبرامج الحفاظ على المها العربية في دولة الإمارات إلى الاهتمام الشخصي والخاص للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' بهذا الحيوان، حيث كان ''رحمه الله'' من أوائل الذين تنبهوا في بداية الستينات إلى أن المها العربية أصبحت مهددة بالانقراض فأصدر المغفور له توجيهاته بأسر ما يمكن منها، حيث تم أسر 4 منها، وأمر - من أجل الحفاظ عليها - بتأسيس أول حـديقة حيوان في العين· جهود حديقة الحيوان في العين استعرض مارك كريغ مدير حديقة الحيوان بالعين دور المؤسسة العامة لحديقة الحيوان في مشروع إطلاق المها العربية، حيث أشار إلى أن لها دوراً أساسياً في مراحل المشروع المخـتلفة بدءاً من اختيار مواقع الإطلاق· وبناء الأسوار التحضيرية، ونقل الحيوانات من مصادرها المختلفة، بالإضافة إلى قيام المؤسسة بتزويد الهيئة بعدد من حيوانات المها ليتم إطلاقها· والإشراف البيطري على مجموعة الإطلاق والتي تضمنت إجراء الفحوصات البيطرية وإعطاء التحصينات اللازمة، كما أُعطي رقم خاص لكل حيوان، وكذلك أُخذت عينات لدراسة الحالة الوراثية لها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©