بري وجعجع يتبادلان التحدي

اشتعلت ''حرب'' من نوع آخر في لبنان بين فريقي الأكثرية والمعارضة على خلفــــــــية ما رشح من معلومات حول الاستحقاق الرئاسي واتجاه فريق 14 مارس الى التفرد بانتخاب رئيس من صفوفها بنصاب النصف زائد واحد، وانفجر الصراع بشكل عنيف وفي ظاهرة غير مسبوقة بين قطبي المعارضة الذي يمثله رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الذي هدد بـ''الويل والثبور وعظائم الأمور'' اذا اقدمت قوى الأغلبية على مثل هذا الخيار ''التحدي''، والأكثرية على لسان رئيس الهيئة التنفيذية لـ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع الذي رد بعنف وقال: ''إن بري سيرى أشياء جديدة اذا حاول تعطيل الاستحقاق الرئاسي'' لكنه لم يشر اليها، وأشار الى ان الفراغ الرئاسي هو خط أحمر، وأضاف جعجع قبيل ترؤسه اجتماعاً طارئاً لمسيحيي 14 مارس في معقله بمعراب إحدى بلدات كسروان في جبل لبنان، خصص لبحث الاستحقاق الرئاسي:''ان هذا اللقاء هو ضد طبخ الرئيس المقبل في المطابخ الخارجية وفي السراديب الخارجية وتحت سابع ارض ولدى المخابرات السورية''· وكان الرئيس بري قد اكد بأنه سيكون الأكثر تصلباً في تاريخ لبنان، وربما سيترحمون (اي الأكثرية) على كل تسامحه معهم في المرحلة الماضية، اذا صحت المعلومات بأنهم سيعقدون جلسة بنصاب النصف زائد واحد، وقال: ''إنهم سيتعرفون على نبيه بري جديد وهم يجرون بذلك البلد الى مرحلة سياسية جديدة''،ورداً على ذلك قوله: ''سأترك الوقائع تتحدث عن نفسها لاحقاً''· وأبلغ بري موقفه الى حلفائه في قوى المعارضة التي كشفت على لسان المعاون السياسي للأمين العام لـ''حزب الله'' الحاج حسين خليل: ''ان الحزب والمعارضة يؤكدان على تفويض بري بادارة عملية التفاوض وهي تقوم على مبدأ: ''حكومة وحدة وطنية تنال فيها المعارضة الثلث الضامن، كمدخل لانتخابات الرئاسة الأولى، وبدون الحكومة الوطنية فانه لا انتخابات لرئيس الجمهورية''· وفيما يواصل الرئيس بري مشاوراته حول الاستحقاق الرئاسي، حيث التقى أمس القائم بالأعمال الفرنسي اندريه بارون، وجان عبيد، وميشال سماحة، وكشفت مصادره لـ''الاتحاد'' بأن رئيس البرلمان حمّل السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان ثلاثة أسئلة الى ادارته حول الاستحقاق الرئاسي وينتظر الأجوبة عليها وهي: ''ما هو موقف واشنطن من النصاب القانوني، وهل ستدعم خيار النصف زائد واحد؟ ما هو موقف واشنطن من تعديل المادة 49 من الدستور التي تتيح انتخاب رئيس من خارج الوسط السياسي؟ هل تدعم واشنطن رئيساً توافقياً او رئيساً يمثل فريقاً معيناً''· واكدت مصادر بري أن رئيس البرلمان ينتظر أن يعود فيلتمان بردود صريحة على أسئلته ليبني على الشيء مقتضاه، وهو يعد العدة لاطلاق أفكاره الرئاسية في 31 أغسطس الجاري في مهرجان ذكرى اختفاء موسى الصدر، واكدت مصادر قيادية في المعارضة لـ''الاتحاد'' بأن المعارضة لن تستسلم لخطط فريق 14 مارس، ولن تتخلى عن مطلب حكومة الوحدة الوطنية حتى اللحظات الأخيرة لمهلة الاستحقاق الرئاسي، ولن تشارك في أية عملية انتخابات رئاسية قبل ولادة الحكومة· ووسط هذا السجال المتجدد الذي بلغ حدود التحدي بين فريقي الأكثرية والمعارضة، اكدت مصادر ديبلوماسية عربية وأجنبية لـ''الاتحاد'' ''بأن أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، ووزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، الغيا خططا كانا يعدانها للعودة الى بيروت في النصف الثاني من سبتمبر المقبل، بعدما تبلغا من أكثر من طرف لبناني بأن مبادرتيهما لن يكــــــتب لهما النجاح، وان الصراع دخل مرحلة الحسم النهائي ولا مجال للمساومات''· واشارت المصادر الى ان جميع المبادرات طويت، بعدما سدت كل منافذ الحلول، وقالت: ان الازمة اللبنانية دخلت مرحلة الخطر ولا يعلم الا الله سبحانه وتعالى الى اين تؤخذ البلاد، ما لم تحدث معجزة ما تأتي بالحل المنشود''·