إطلاق مشروع "لون حياتهم" لذوي الاحتياجات في الشارقة

أكد المقدم حسين غزال منسق عام مشاريع الثقة لتأهيل وتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة، عضو مجلس إدارة نادي الثقة للمعاقين في الشارقة، أن إدارة النادي بذلت جهداً كبيراً خلال السنوات العشر الماضية، حيث قامت بتوظيف 155 من ذوي الاحتياجات الخاصة أصحاب الإعاقات المختلفة ''سمعية وحركية وبصرية''، وذلك سواءً في القطاع الخاص أو الدوائر الحكومية المختلفة، مشيراً إلى أن قطاع البنوك كان من أكثر القطاعات بالدولة تجاوباً مع فكرة تشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث قام بتعيين نسبة كبيرة من المعاقين كونه يستوعب كل طاقات المعاقين، إضافة إلى التزام على مسألة التوطين· وأضاف، في تصريح خاص لـ ''الاتحاد'' أن هناك أكثر من 50 فرداً آخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة من المؤهلين للعمل ما زالوا ينتظرون فرصة للتوظيف، منوهاً بأن الإدارة تقوم بتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم بشكل كامل للمرحلة العملية الجديدة من خلال دورات في الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية وغيرها من المهارات الأخرى التي يحتاجون إليها للتكيف بصورة طبيعية مع الوضع الجديد· وأشار إلى أن الموظفين من ذوي الاحتياجات الخاصة أثبتوا كفاءتهم في الأعمال التي كلفوا بها بشكل لا يختلف عن غيرهم من الأصحاء بدنياً، بل استطاع كثيرون منهم التفوق وإثبات وجودهم ومهاراتهم العملية والتدرج في وظائفهم وارتقاء مناصب جيدة، موضحاً أن إدارة النادي تقوم بمتابعة الأفراد في مكان عملهم للاطلاع على الصعوبات التي من الممكن أن تواجههم مع الوضع الجديد، وتحاول حلها لتوفير بيئة اجتماعية ملائمة لهم· ذكر غزال أنه من اللافت أن النظرة المجتمعية لتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة قد تغيرت بشكل كبير، وأصبحت الجهات المختلفة تطلب تشغيل أفراد مؤهلين عكس ما كان في السابق، ومحاولات القائمين على أمر تلك الفئة بالتردد بصورة مستمرة والإلحاح على الجهات المختلفة بتوظيفهم، منوهاً بأن المجتمع الإماراتي قادر على تطوير تجارب الآخرين، وهو ما قام به من خلال تشريع القوانين والأنظمة التي تخدم تلك الشريحة واهتمام القيادة الرشيدة بتلك الفئة وهو ما يبشر بالخير مستقبلاً· من جانبه، أشار الدكتور زهير عبد الرحيم الميمني- مستشار صحي- إلى أنه قام بالاتفاق مع نادي الثقة للمعاقين بالشارقة لإطلاق مشروع ''بطاقات التهنئة'' والذي يتمثل في تحويل اللوحات الفنية التي أبدعتها أنامل ذوي الاحتياجات الخاصة الموجودين في المرسم الحر بمنطقة الفنون بالشارقة إلى بطاقات للتهاني والمعايدات وتسويقها بما يعود عليهم بالنفع، مشيراً إلى أن المشروع بمثابة دعوة صريحة للمجتمع تحت شعار ''لون حياتهم'' بما يعني إضافة البسمة على وجود تلك الفئة من خلال الإقبال على شراء منتجهم الذي أبدعوا فيه لوحات غاية في الجمال وكانت متنوعة إلى حدٍ كبير وتضمنت العديد رموز من الحياة بأشكالها الطبيعية والاجتماعية كافة· وأضاف أن بطاقات التهاني تم طرحها في الأسواق الأسبوع الماضي بسعر 95 درهماً في حافظة تضم 15 بطاقة حملت كل واحدة منها اسم الفنان وفئته العمرية، مضيفاً أن كثيراً من الأفراد تشجعوا للفكرة وقاموا بشراء البطاقات بعدما علموا أن جزءاً كبيراً من ريعها يعود لخدمة تلك الشريحة المهمة في المجتمع، وذكر أن أهداف المشروع تمثلت في ضرورة دعوة الجميع لدعم الأهداف النبيلة التي تقوم عليها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومشاريع الثقة لتدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى نشر الوعي عن ذوي الاحتياجات الخاصة ومدى إمكانية تدريبهم وتعليمهم مختلف المهارات الفكرية واليدوية لتنفيذ أعمال إبداعية، وتحويلهم من معتمدين إلى منتجين والاستفادة منهم في مختلف الهيئات والشركات والمؤسسات في المجتمع باعتبارهم جزء مهم في كل مجتمع·