الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التلعثم عند الأطفال

11 ابريل 2009 02:43
بعض الأطفال يتلعثمون أثناء الحديث وهذا يعود لعدة أسباب، عضوية وبيئية ونفسية، فالعضوية تتمثل في التداخل السمعي الذي يكون خلف التأتأة وهذا يعني أن الخلل في الإدارك السمعي ووصول المعلومات بصورة متأخرة للطفل · و هناك نظرية اضطراب التوقيت التي تفسر الأمر على ضوء التناول النفسي، وتشير الى حدوث تشوش في توقيت حركة اي عضلة، لها علاقة بالكلام مثل الشفتين والفك· وعلى الاهل أن يعرفوا، أن عوامل النطق الصحيح وسلامته تتطلب من الناحية العضوية، أولا سلامة الاذن التي تستقبل الاصوات،وسلامة الدماغ الذي يحلل الاصوات· أما بالنسبة للأسباب البيئية التي تساهم في كثير من الاحيان في حدوث التلعثم، وقد يكون تأثيرها اقوى واشد من الاسباب النفسية والعضوية، ويبدأ هذا التأثير بعد السنة الثانية من العمر، ،ففي بعض الاحيان نرى أن الأهل يجبرون الطفل على الكلام، وهو ما يزال في سن الثانية او الثالثة من عمره، الامر الذي يسبب له اضطرابات في الكلام، كما أن بعض الآباء يأمرون أطفالهم بإعادة الكلمة التي قالوها بتلعثم، ويطلبون منهم التحدث ببطء، او يقولون للطفل كن حذرا· وفي اغلب الاحوال فإن هذه التعقيبات تجعل الاطفال قلقين، الامر الذي يؤدي الى تلعثمهم بشكل اكبر وهنا تتفاقم المشكلة، ونلاحظ في اوقات كثيرة أن بعض الاطفال يستمرون في استخدام لغتهم الطفولية بسبب الدلال وتشجيع الكبار لهم على هذه اللغة· وهناك أسباب نفسية يكون مصدرها الجدل العنيف او المستمر في الأسرة، الذي يعد مصدر قلق لكثير من الاطفال، والذي يظهر لديهم في هذا التلعثم ، ونلاحظ أن خوف الطفل من أن يبدو بطيئا او بليدا، وكذلك خوفه من انتقادات الآخرين يجعله يتوقع أنه لن يتكلم بشكل جيد· لكن في الغالب إن نسبة 50 إلى 80 في المائة من حالات تلعثم الاطفال، تتحسن تلقائيا من دون تدخل خارجي، ويلاحظ أن التحسن يكون اعلى لدى الإناث منه لدى الذكور· ومن المفيد جدا للاهل مراعاة ما يلي للتغلب على هذه المشكلة: ينبغي عدم إجبار الاطفال على تعلم الكلام، إلا إذا كانوا يتقبلونه، فلا بد للأم من الانتباه لضروة التكلم الدائم مع طفلها، وهي تريه وجهها وفمها وليست معرضة عنه· ومن المفيد أيضا تعويد الطفل على الكلام البطيء مع الايقاع او الموسيقى، وذلك باستخدام اليدين او آلة موسيقية، وتعويد الطفل على القيام بعملية شهيق وزفير قبل كل جملة، فالتنفس يؤدي الى ابقاء الاوتار الصوتية مفتوحة· ويمكن للأم تعويد طفلها على استخدام جهاز بندول الايقاع، الذي يساعد في التحدث بمصاحبة ضربات بطيئة للبندول· بالإضافة إلى تجنب التعليقات وتقديم التقبل والاستحسان ،واستخدام أسلوب الترديد أو الاقتفاء كعلاج سلوكي· ويجب على الاهل عدم ارغام الطفل على سرعة الاستجابة، بينما هو في حالة فزع او توتر نفسي· جابر علي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©