الفجيرة ينتظر قرار "الفيفا" في قضية المحترف المريض

يسعى نادي الفجيرة هذه الأيام إلى تحريك القضايا المتبادلة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم ''فيفا'' بينه وبين الغيني موسى ماريو ماريا الذي احترف في صفوف الفريق الأول بالنادي خلال الموسم الماضي وحصل على 190 ألف دولار ثم لعب مباراة واحدة واتضح أنه مصاب بالتهاب الكبد الوبائي فرحل إلى فرنسا وتعاقد مع أحد أندية الدرجة الأولى دون أن يعيد إلى الفجيرة جانباً من الأموال التي حصل عليها دون وجه حق! وقبل استعراض التفاصيل تجدر الإشارة إلى أن الواقعة وهي ليست الأولى أو الوحيدة التي تتعرض لها ساحة كرة القدم الإماراتية تثير قضية هامة وتطرح التساؤلات حول ما إذا كان من الضروري أن تتضمن لوائح القيد لدى اتحاد الكرة شهادة طبية من جهة موثوقة تشير إلى خلو اللاعب المحترف المراد قيده من الأمراض المعدية قبل أن يمنحه الاتحاد تأشيرة الانضمام إلى أن أندية الدولة ويحصل على الكثير من المال في صورة مقدم عقد ورواتب وشيكات وامتيازات أخرى ثم يستغني عنه النادي لدى تكشف حقيقة المرض ولا يستطيع استرداد أمواله· هذا ما حدث في قضية موسى ماريو الغني المحترف بنادي سبورتنج تولون الفرنسي والذي انتقل منه إلى الملاعب التونسية ثم التقطه أهلي الفجيرة في شهر سبتمبر من العام الماضي بعد استشارة المدرب التونسي لطفي البنزرتي الذي يعرف مستواه دون أن يعلم شيئاً عن حقيقة مرضه، ومن ثم انضم اللاعب إلى صفوف الفجيرة· وقام بتوقيع العقد وحصل على 85 ألف دولار كمقدم وعلى شيكات بمبلغ 105 آلاف دولار كجانب من مستحقات الموسم اضافة إلى سيارة وسكن ومصروفات آخرى تكبدها النادي إلى أن قام بتسجيل اللاعب لدى اتحاد الكرة وشارك مع الفريق في مباراته ضد نادي الحمرية في كأس صاحب السمو رئيس الدولة الذي استهل به الفجيرة مشوار الموسم، وبعدها وقعت المفاجأة! وعندما بدأ النادي في استصدار تأشيرة الإقامة للاعبه الجديد وهو ما يستلزم خضوعه للكشوف الطبية الروتينية المعتادة أفاد مركز الفجيرة الطبي الذي قام بتوقيع الكشف أن اللاعب مصاب بالتهاب الكبد الوبائي وهو من الأمراض الخطيرة سريعة الانتقال والعدوى مما دفع لاعبي الفريق إلى تجنبه خشية انتقال الإصابة وصار من المستحيل بقاؤه مع الفريق كما لا تسمح القوانين بمنح الإقامة لوافد مصاب بهذا المرض· وعندما قام النادي بمفاوضة اللاعب واسترداد الشيكات التي بحوزته وجانب من المقدم الذي حصل عليه باعتباره لم يبذل جهداً مع الفريق سوى أيام معدودة فور وصوله رفض تماماً وأصر على انتزاع الأموال كاملة مما حدا بالنادي إلى حجز جواز سفره وعدم السماح له بمغادرة البلاد فقامت زوجته بتقديم شكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي أخطر نادي الفجيرة بضرورة رد جواز السفر إلى اللاعب وهو ما حدث بالفعل· وغادر موسى ماريو البلاد في ديسمبر الماضي وبحوزته الشيكات والأموال وقام عقب رحيله بتقديم شكوى أخرى إلى الاتحاد الدولي مدعياً سوء المعاملة كما قام الفجيرة في المقابل بتقديم شكوى مضادة إلى الاتحاد الدولي يطالب باسترداد أمواله وقدم التقارير الطبية التي تؤكد حقيقة مرض اللاعب مشيراً إلى أنه أخفى هذا الأمر عن النادي وأكد أنه معافى تماماً وبذلك يكون قد أخل بشروط العقد ومقتضيات الأمانة التي يجب أن يتحلى بها الرياضيون خاصة على ساحة كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم· وفي فصل جديد من فصول القصة المثيرة توجه اللاعب مؤخراً إلى فرنسا وتعاقد مع نادي فندي أتلانتيك أحد أندية الدرجة الأولى (تحت الممتازة) ولم يمنحه نادي الفجيرة الاستغناء لكنه لن يكون بحاجة إليه بعد أيام لدى مرور عام على عقده وبذلك يصبح حراً في الانتقال وتبقى القضية معلقة إلى أن يفصل الاتحاد الدولي فيما إذا كان من حق اللاعب ما استحوذ عليه من مال أم ينبغي رد الجانب الأكبر إلى الفجيرة! وتبقى كلمة أخيرة بعد استعراض القصة المثيرة وهي أن القضية لها جانبان: الأول يخص الأندية التي تتعجل التعاقد مع اللاعبين دون تدقيق كامل أو فحوص طبية لازمة وإذا وجدت فإنها تركز فقط على إصابات الملاعب دون فحوص شاملة· ثانياً دور اتحاد الكرة وما إذا كان من اللازم إضافة بنود جديدة للوائح القيد تلزم الأندية بفحوص طبية كاملة قبل التورط في قيد اللاعبين وضياع الوقت والجهد والمال·