الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مدن أسترالية تعيش على سياحة المزارع

21 أغسطس 2007 23:48
إذا ذكرت كلمة عطلة في مزرعة، سيتصور معظم الناس منظر النوم على القش وأطفالاً يروون قصصاً عن إطعام الحيوانات الأليفة· ويمكن أن يتمتع معظم السائحين بهذه التجربة إذا اختاروا قضاء عطلة في مزرعة بأستراليا· وسيجد هؤلاء السائحون بانتظارهم طقساً أكثر حرارة وجفافاً ومساحات شاسعة على مرمى البصر ومغامرات غير متوقعة وإن كان المزارعون ومربو الماشية في استراليا يتعرضون لها كل يوم· وتختلف الحياة في المزرعة الاسترالية سواء إن كانت مخصصة للزراعة أو لتربية الماشية تماماً عن نمط الاسترخاء على الشاطئ، لكنها ستعرفك بما يميز استراليا ويجعل الإجازة بها فريدة من نوعها· وبدأ ريتشارد بولوك رحلته بعد أن أدار محرك سيارته النصف نقل واضعاً أمامه بندقية وبعض الذخيرة بجوارها· ولم تكن سيارته تحتوي على لوحات معدنية، وقال بولوك الذي يعمل في تربية الماشية: ''لسنا في حاجة إلى أرقام سيارات هنا''· ويحكي ريتشارد عن ذكرياته في المكان قائلاً إنه عندما كان يبلغ من العمر 12 عاماً كسرت ساقه في حادث دراجة بخارية· ولم يعثر احد عليه إلا بعد 5 ساعات ونصف وذهبوا به إلى عيادة في مدينة بيرت· ولكن أثناء انتظاره امتزجت دماء ريتشارد بالأرض لتخلق بينه وبين هذا المكان رباطاً أبدياً· وتستضيف أسرة بولوك السائحين منذ 16 عاماً وتقدم لهم غرفاً كاملة الإقامة· ويقول ريتشارد: ''مهنتنا الرئيسية هي تربية الماشية، أما السياحة فإنها نشاط ثانوي''· يشار إلى أن تكلفة قضاء ليلة في المزرعة تقترب من 159 دولاراً استرالياً (132 دولاراً)· وتعد مدينة وولن نموذجاً لمزارع تربية الماشية في غرب استراليا، ويقول جاك إيربيك مدير جمعية السياحة الاسترالية في بيرث: ''إن عديداً من المزارعين أدركوا أنه يمكن ان تصبح السياحة ثاني دعامة اقتصادية بالنسبة لهم''· وتؤمن السياحة للمزارعين دخلاً منتظماً، حيث يوجد نوعان من إجازات المزارع ''فارمستاي'' أو الإقامة في مزرعة محاصيل و''ستيشنستاي'' وهي الإقامة في مزرعة حيوانات· ويقدر إيربيك عدد الأماكن التي توجد فيها مزارع محاصيل في غرب استراليا بنحو ثمانين مزرعة· أما مزارع تربية الماشية فيربو عددها على أربعين مزرعة· ويوجد في وولن ما يقرب من 10 آلاف كنغر وهو أكثر مما كان عليه الوضع قبل أن يستوطن المزارعون هذه المنطقة في القرن التاسع عشر· وترجع زيادة أعداد هذه الحيوانات إلى حفر المياه التي شقها المزارعون للعثور على المياه لشرب حيواناتهم، وانتفع الكنغر بهذه المياه· وقال ريتشارد: إن في وولن توجد أكثر من 60 حفرة مياه يجب فحص كل واحدة منها مرتين أسبوعياً، وهو ما يعني القيادة بالسيارة لمدة 1500 كيلومتر بالسيارة أسبوعياً''· وتعتبر الحياة النباتية فيها ضعيفة، ومن الصعب ان يربي أحد ماشيته هناك· ويقول ريتشارد: ''نعتمد هنا كثيراً على الأمطار المتقطعة· ويقول إيربيك إن الأوروبيين على علم بالمزارع النباتية والحيوانية ويقومون بزيارة استراليا بصورة منتظمة، لكن هناك شكوكاً من استمرار هذا العمل حتى العشرين عاماً المقبلة· ويمكن أن يأتي يوم تصبح تكلفة تربية الماشية فيه مرتفعة للغاية في هذه المنطقة، مما سيؤدي بالمزرعة الى الاعتماد على السياحة كمصدر أساسي للدخل· لكن هذا اليوم مازال بعيداً، قالها ريتشارد وهو يتوقف بسيارته· وقال لقد حان الوقت لصعود التل حيث يطلق السكان الأصليون على تل بودرا ''مكان المياه''· ومن على التل يمكنك رؤية على امتداد 20 كيلومتراً، وراء هذه المساحة توجد أقرب مزرعة حيوانية· وقال ريتشارد وهو يشير في كل اتجاه: ''كل هذه وولن إلى الشرق تقع الأرض التي ترعى فيها ماشيته، وتمتد على مساحة 800 كيلومتر قبل أن تتحول إلى صحراء·
المصدر: أستراليا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©