الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

درس الملكة

22 أغسطس 2007 00:01
على الرغم من مرور سنوات عدة على انفتاح الإعلام العربي ، مازال بعض السياسيين العرب ومثلهم من المشاهير، غير قادرين على التكيف مع الواقع الجديد، أو غير مستعدين، لمواجهة أسئلة في الصميم، تتطلب إجابات تبدد علامات الاستفهام عند المتلقين· ومازال بعض نجوم السياسة أو الفن بالعالم العربي، لا يريدون من الصحفي أو المذيع سوى الأسئلة الناعمة الرقيقة، التي تعطيهم الفرصة للحديث عن مآثرهم وإبداعاتهم· أما لو أراد الصحفي حواراً بالمعايير المهنية، هدفه ''فقط'' الحصول على خبر أو تفسير أو تصريح جديد، فالنتيجة في بعض الأحيان لن تحمد عقباها· وإلا كيف يمكن أن نفسر ما جرى مؤخراً·· عندما حاول مذيع في القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية أن يسأل سياسياً فلسطينياً نافذاً بشأن جدوى المفاوضات مع إسرائيل في الوقت الذي يعلن فيه وزير دفاعها إيهود باراك أن السلام ''محض خيال''· أو عندما حاصر مذيع بأسئلته محافظ إقليم في مصر عبر الهاتف بشأن أزمة مياه خانقة ضج منها الناس، أو حتى حينما قررت مذيعة مصرية أن تستضيف ممثلة سورية في برنامج لحساب فضائية عربية· أتدرون ماذا حدث؟! الأول - السياسي الفلسطيني - انطلق بمنتهى الشراسة يسب المذيع بطريقة مؤسفة، واصفاً إياه بأنه قليل الأدب ووقح ورخيص!! نعم والله العظيم·· هذا بالضبط ما تفوه به· الثاني -المسؤول المصري - فاجأ المذيع وجمهور المشاهدين بأن أغلق الهاتف في وجه الجميع واتهم المذيع بأنه من تنظيم ''المهيجين'' للرأي العام وأنه لن يستكمل الحوار مع واحد من هذه الفئة المحرضة·! أما الحوار بين المذيعة والفنانة فقد انتقل من الاستوديو إلى قسم الشرطة، بعدما اتهمت الأولى الثانية بالاعتداء عليها على مرأى ومسمع من الجميع·!! طبعا ومن دون شك يظل كل ما سبق، أرحم وأفضل كثيراً، من تشويه الصحفي أو تذويبه في حمض الكبريتيك أو ذبحه·· كما سبق وحدث مع أطوار بهجت أو دانييل بيرل !! لكن عندما نقارن ذلك بموقف الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا مؤخراً مع تلفزيون ''البي بي سي'' ربما نستطيع أن نتبين أحد وجوه أزمة الإعلام العربي الآن· لقد غضبت الملكة وقررت قبل أيام مقاضاة المحطة لأنهم أظهروها في تنويه لأحد البرامج وكأنها - على غير الحقيقة طبعاً - تخرج غاضبة ، مجرد غاضبة، من جلسة تصوير وحوار مع مصورة مشهورة· أي أن ملكة بريطانيا لم تتحمل أن يلصق بها أحد سلوكاً غير لائق من نوعية ·· غضب على الوجه بعد حوار مع إعلامي·! بينما عندنا مازال البعض ممن هم في / وعلى هوامش دوائر السلطة السياسية أو غير السياسية يسقطون سقوطاً مريعاً عند أول سؤال محرج أو نقد موضوعي من إعلامي يريد أداء مهمته بحنكة ربما يفتقدها، بعض ضيوفه أو مصادره· ahmedomla@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©