السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الأصفر تاه في القارة الصفراء

الأصفر تاه في القارة الصفراء
21 مارس 2008 00:04
لكل هزيمة أسبابها ولكل نصر دوافعه·· ويمكن القول: إن الوصل واجه الهزيمة أمس الأول على ملعب ''انقلاب'' أمام سابا الإيراني ليس فقط بالهدفين اللذين جرحا كبرياء شباكه المفتوحة ولكن أساساً لأن الفريق لم يقدم من الأداء أو الروح القتالية ما يثبت به ندية المواجهة وتطلعات النصر، بعكس ما كان عليه في لقاء القوة الجوية العراقي، والخلاصة أنه استقر عند لاشيء عبر مواجهتين تاه خلالهما بين التضاريس الآسيوية، فيما حققت الفرق الثلاثة الأخرى في المجموعة الثانية خطوات إلى الأمام وأمسكت بأطراف بطاقة الصعود الوحيدة لتتجاذبها أملاً في دور الثمانية لدوري أبطال آسيا لكرة القدم· وبغض النظر عن الأسباب الفنية -وهي بالفعل قائمة سواء في الأسلوب أو الخطة أو تطبيق اللاعبين- فقد يعنينا بصورة أكبر الوقوف على مقربة منها ومعرفة بعض الأسباب التي لا ترى على أرض الملعب ولكنها مثلت حلقة من حلقات الخسارة، ليس بهدف طعن الذات أو تفتيح الجروح ولكن لأن طريق الشفاء يبدأ بالتشخيص والبحث عن كل أسباب العلة، ومن ثم وصف الدواء وصولاً إلى الحالة الصحية التي بنبغي أن يكون عليها الوصل في المرحلة القادمة الأصعب والتي صارت تتطلب الفوز في 4 مواجهات آسيوية قادمة وانتظار نتائج الآخرين لتحقيق الأمل الآسيوي الذي أصبح صعباً جداً إن لم يكن مستحيلاً· وربما كانت قضية المهاجم البرازيلي دياز هداف الفريق الأول والذي شارك مصاباً ولم يتدرب مع الفريق ثلاثة أيام على الأقل قبل المباراة ومن بعدها قضية مواطنه روجيرو الذي أحيل إلى التقاعد بعد مباراتين تألق خلالهما مع الفريق وأحرز ثلاثة أهداف فكان نصيبه مقعد احتياطي لم يغادره حتى الآن·· هما القضيتان الأهم، حيث فقد الفريق بمشاركة دياز ''المصاب'' قدرته الهجومية كاملة، حيث عطل معه أوليفيرا وضاعت القوة الضاربة في الوقت الذي كان فيه محمد سالم العنزي جاهزاً تماماً لبدء المباراة·· كما أن غياب روجيرو على هذا النحو الدائم يفقده الكثير من لياقة وحساسية المباريات، ويهدر مكسباً حقيقياً وإضافة ملموسة للفريق· ولا يمكن القول: إن الخيار صعب بينه وبين خالد درويش صانع الهجوم، ولابد أن يلعب أحدهما على حساب الآخر، حيث لا يوجد تناقض حقيقي، ويمكن تطويعهما معاً في مركزين مختلفين، وهو ما حدث بالفعل في جانب من بعض المباريات المحلية وكانت النتائج طيبة· أين الحقيقة إذن فيما يحدث؟!·· سألنا طبيب البعثة الدكتور طه إسماعيل الراوي حول إصابة دياز، وكيف سمح له باللعب وهو على هذه الحالة؟ فرفض الكلام بإصرار، مؤكداً أنه ليس مسموحاً له بالحديث عن إصابات اللاعبين بتعليمات إدارية عليا! سألنا وليد الشيباني رئيس البعثة والمدير التنفيذي للنادي، فأقر بأن دياز مصاب بالفعل، ولم يشارك في تدريبات جادة قبل أسبوع كامل من المباراة لكن القرارات الخاصة بمشاركة اللاعبين هي من صميم اختصاصات المدرب ولا نتدخل فيها، وقد قرر إشراك دياز لاحتياجه إلى عناصر الخبرة في المباريات الآسيوية، ولاشك أن دياز لم يستطع أن يقدم شيئاً في ظل هذه الحالة غير المواتية لكنه لم يكن الوحيد الذي ظهر بهذه الصورة بل كان الكثيرون من أعضاء الفريق بعيدين تماماً عن مستوياتهم الطبيعية بدرجة لافتة، ولعبت رهبة الموقف دوراً كبيراً فيما حدث على الرغم من التمهيد النفسي الطويل الذي تلقاه الفريق قبل المباراة تحسباً لهذا الموقف· سألنا دياز نفسه عن الحقيقة بتفاصيلها، فقال إنه أصيب في العضلة الضامة (أعلى الجانب الداخلي للساقين) في مباراة حتا، ومنذ هذا التاريخ حتى الآن وهو يشعر بالألم الذي يخبو ويظهر ويعلو وينخفض ويتجدد بقوة بعد كل مباراة يلعبها إلى أن تفاقم بعد مباراة القوة الجولة ولم يتدرب تقريباً منذ ذلك الحين، واكتفى بالجري حول الملعب، وقال له الطبيب: إن القرار قرارك·· إذا كنت تشعر أنك تستطيع أن تلعب فالعب، وإن كنت لا تستطيع فهذا شأنك· يضيف دياز: وبالتأكيد لا يوجد لاعب يريد أن يجلس بعيداً عن المستطيل الأخضر ليشاهد مباراة كان يمكن أن يكون عضواً فيها، لذلك أخبرت المدرب زي ماريو بأنني أريد أن أشارك وأستطيع اللعب، وكان ذلك قراري دون ضغوط، لكنني قبل المباراة بدقائق شعرت بآلام قوية ظلت تتزايد مع مرور المباراة حتى وصلت ذروتها قبل ربع ساعة من نهاية الشوط الأول وشعرت مع الشوط الثاني أنني عاجز عن الحركة فأخبرت المدرب، وقام بتغييري بعد مرور 65 دقيقة من زمن المباراة· وإذا كان دياز قد أراد أن يتحمل المسؤولية بشجاعة، مؤكداً أن القرار كان قراره، فإن الأمر لا يترك هكذا بأيدي اللاعبين ليلعب من يريد أن يلعب، لكنه في مثل هذه الحالات يكون قرار المدرب بناء على نصيحة الطبيب· العنزي: نعم كنتُ جاهزاً في المقابل، توجهنا إلى محمد سالم العنزي الذي ملأ الملعب حركة ونشاطاً فور اشتراكه وأرسل كرة ارتدت من العارضة، واستطاع أن يحرك الهجوم وربما لو كان قد أسعفه الوقت لقدم المزيد· قال العنزي: نعم كنت جاهزاً تماماً للمباراة، لكن القرار ليس قراري بل هو قرار المدرب، أما عن نفسي، فإذا سألتني فسأجيبك بأنني كنت في كامل جاهزيتي لبدء المباراة بنسبة 100 في المائة، ولم تكن تنقصني اللياقة أو الحماس أو الجاهزية الفنية لكنني لن أجبر المدرب على الاقتناع بضرورة اشتراكي منذ البداية، فهو أدرى بقراره وقد بذلت ما في وسعي ولم يحالفني الحظ في الكرة التي ارتدت من العارضة وفي النهاية خسرنا بهدفين وهذا أفضل من أن نخسر بخمسة أو ستة أهداف كان يمكن أن تصيب مرمانا· ويضيف العنزي: الحقيقة أن الفريق لم يكن في مستواه الطبيعي وربما لو انتهى الشوط الأول على خير دون الهدف الذي أصاب مرمانا في الدقيقة الأخيرة لتغيرت مسارات المباراة، وكل ما أرجوه أن نستعد بصورة أفضل للمباريات الآسيوية القادمة، حيث لم يعد هناك ما نخسره بعد أن تعثرنا في أول جولتين، وعلينا أن نتحرر من الضغوط والرهبة، وأن يقدم كل منا ما لديه، وأن نلعب كفريق واحد· روجيرو: أحترم مدربي ولكن! أما روجيرو فقد طال غيابه دون مبرر، وعندما تعرض المدرب لانتقادات حادة بهذا الخصوص عقب مباراة القوة الجوية كان تبريره عجيباً فأشار إلى أن اللاعب لم يتأقلم بعد مع الحياة الخليجية نظراً للغربة واللغة وخلافه، ويجب أن يقطع الطريق خطوة بخطوة· وعندما رد عليه البعض بأنه مع المباراة الأولى أحرز هدفين وفي الثانية هدفاً فكيف يجلس احتياطياً بعد ذلك بحجة عدم التأقلم؟ رد المدرب رداً عجيباً أشار خلاله إلى أنه أحرز 3 أهداف، لكن الفريق هزم في المباراتين، وكأن روجيرو سبب الهزيمة وكان عليه أن يقدم وحده ما هو أكثر من الأهداف الثلاثة! سألنا روجيرو عما إذا كانت هناك خلافات بينه وبين مدربه، فأجاب بالنفي، مشيراً إلى عدم وجود أي خلافات على الإطلاق· وعن غيابه الدائم قال: هذا رأي المدرب وهذا تفكيره وأنا أحترمه، لكنني أرى ضرورة أن ألعب من البداية، ولم أتعاقد مع الوصل لأجلس احتياطياً لكن مدربي يرى العكس· وعن الغربة وغيرها من المبررات قال: من الطبيعي أن أشعر ببعض الغربة، حيث إنني ألعب للمرة الأولى خارج البرازيل، لكن الملعب شيء ومشاعر الغربة خارجه شيء آخر، ولو كان مقياس اللاعب مدى شعوره بغربته عن الوطن من عدمه لاختلفت الموازين لدى كل لاعبي العالم، وعندما أضع قدمي على أرض الملعب فإن الواقع يكون مختلفاً تماماً عما بخارجه، وقد جئت إلى هنا لألعب لكن المدرب يرى أنه من الأفضل لي وللفريق أن أجلس احتياطياً وأنا أحترمه رأيه· في المؤتمر الصحفي زي ماريو: فريقي لم يقدم مستواه المحلي برر البرازيلي زي ماريو مدرب الوصل خسارة فريقه خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراته مع سابا الإيراني بقلة خبرة لاعبيه وقوة الفريق المنافس·· وقال: إن سابا لعب بصورة ممتازة وكان أداؤه مميزاً على المستويين الفردي والجماعي فاستطاع الإمساك بزمام المباراة ووصل إلى أهدافه في الوقت الذي لم يكن فيه فريقي في حالته الطبيعية ولعب بمستوى أقل من مستواه في الدوري المحلي في الوقت الذي كنت أطمح فيه إلى أن يرتفع المستوى بما يناسب المباريات الآسيوية، وربما السبب أنهم يشاركون في البطولة لأول مرة وتنقصهم خبرة المباريات الخارجية، وفي النهاية فإن سابا بالفعل كان يستحق الفوز· وعمن يتوقع له أن يحرز بطاقة الصعود، قال: إنني واجهت القوة الجوية العراقي وهو فريق جيد يلعب كرة جماعية حماسية، والآن واجهت سابا وهو أيضاً فريق جيد يملك مفاتيح الفوز ولم أشاهد الكويت الكويتي ولا أعرف عنه الكثير، لكن سابا والقوة الجوية على الأقل مؤهلان للصعود، كما أن فريقي لم يفقد الأمل تماماً بالرغم من صعوبة الموقف بعد الخسارة في مباراتين، وليس هناك مستحيل في كرة القدم· وأشار زي ماريو إلى أنه لدى تسلمه مقاليد الأمور في الفريق استطاع أن يحرز معه بطولتي الدوري والكأس في ظل ظروف مواتية وكان يتعين على الفريق أن يشهد بعض التغييرات حتى يحافظ على مستواه وحتى يكون للعمل الفني الذي يقوم به الجهاز مردوده الواضح، لكن هذه التغييرات لم تحدث واضطررت للعلم في ظل ما هو متاح· في المقابل، تحدث علي دائي مدرب سابا ومنتخب إيران فأشار إلى أن سيناريو المباراة جاء مطابقاً لتوقعاته تماماً، حيث ارتد الوصل بكل خطوطه للدفاع في الشوط الأول وأحكم فريقه الحصار والضغط المتواصل، وكان طبيعياً أن يقع الفريق المنافس في بعض الأخطاء وأصيب مرماه بهدفين لينفتح اللعب نسبياً في الشوط الثاني وتتاح أمامنا المساحات التي أسفرت عن فرص متتالية مؤكدة لو أحسن فريقي استغلالها لخرج بنتيجة كبيرة وإن كان الهدفان يكفيان للمضي قدماً نحو التأهل عن المجموعة· وأشار دائي إلى أن جميع لاعبيه قدموا أفضل ما لديهم خلال المباراة وكانوا متميزين تماماً واحتفظوا بلياقتهم ووزعوا الجهد بمهارة على مدار الشوطين رغم قلة الخبرة، حيث إن متوسط أعمار الفريق لا يزيد عن 25 سنة لكن قلة الخبرة عوضتها حيوية الشباب والحماس المتدفق، وقد كان الجميع يصر على الفوز الذي نعتبره إضافة لكرة القدم الإيرانية التي نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على تاريخها الطيب· وعن الصعود، قال دائي: إنني واثق في فريقي لكن المشوار لا يزال طويلاً، وعلينا أن نقدم المستوى نفسه في كل المباريات، وكلي ثقة في أن هذه المجموعة تستطيع تحقيق النصر وأن تبلغ دور الثمانية إذا ما أدى كل لاعب ما عليه في الملعب·
المصدر: طهران
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©