الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

التميمي وحنين عمر ينسجان المعاني والصور الشعرية

التميمي وحنين عمر ينسجان المعاني والصور الشعرية
22 أغسطس 2007 00:10
يواصل اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي تقديم الأماسي الشعرية احتفاء بالشعراء المشاركين في مسابقة أمير الشعراء، فقد استضاف أمس الأول في مقره بالمسرح الوطني بأبوظبي الشاعر العراقي حازم التميمي والشاعرة الجزائرية حنين عمر في أمسية شعرية حضرها الكثير من الشعراء والكتاب ومحبي الأدب والشعر· وفي تقديمه للشاعرين قال الشاعر حسان عزت: إن نفحة من الشعر تأتي عبقة لتعطر هذه الأمسية التي يتضوع أريجها في سماء أبوظبي وهي تحتفل بالشعر والشعراء ضمن اهتمام متواصل بالثقافة والإبداع· ثم قرأت الشاعرة حنين عمر مجموعة من قصائدها بالتتابع وهي المطرودون من الجحيم وهمس اللازورد ومواصفات المنفى المثالي وقلب العروبة متعب والعاشقات·· ومن قصيدتها ''المطرودون من الجحيم'' تقول: وتراءى نصف لحظته/ بابك الموصود من خلف المدينة/ وانفتح··/ ورأيت الحزن في عينيك يقتل نفسه/ لما رآني قد لبست الضوء/ غطيت التعتم بالحنين/ ولوعة الليل المسجى في الأزقة/ ضائعاً/ تبغي الخروج من المساء· ثم عمدت الى قصيدة ''مواصفات المنفى المثالي'' الذي كانت لازمته التكرارية ''قل للمنافي''، وهي طريقة اعتمدتها في قصائد أخرى من أجل توكيد المعنى الحسي للمنفى وللموضوعة التي تطرقها ''قل للمنافي/ أريد جوازاً/ له لون حزني وطعم اغترابي/ واسمي به/ ليس يبدأ عند اليمين / ولا ينتهي عند شط العرب''· ثم تقول في مقطع آخر ''قل للمنافي: أريد شفاها/ لها لون نزفي/ وطعم اكتئابي/ ودمعي عليها/ بغير كلام يفسر ما بي/ لوا يجتبي رونقات العتب''· بعد ذلك قرأت ''احتياجات'' عن بيروت، و''مدن من الملح'' و''معي لا تأتمن سكناً'' حيث صاحبها التكرار طويلاً بتكرار العبارة ''لا تأتمن شيئاً'' و''لا تأتمن أبداً''·· ثم قرأت عن العراق وقصيدة ''اجيئك''· أما الشاعر حازم التميمي فقد بدأ بعدها بقراءة ثلاث قصائد ذات مكون كلاسيكي بانت فيه الجزالة والتماسك والتداخل الصوري فمن ''ورد لنافذة الأيتام'' و''جيم الجواهري'' ''نخب الصحاب'' تشكلت العوالم المأساوية التي صورها التميمي·· حيث يقول: اقساهما ليله لكنه فعلا/ وجه تفصّد في ليل العمى مقلا/ وجه يحدّق كان الكاف في يده/ والنون فرّ فظل الكاف مشتعلا/ بعض التراث على أردانه قبل/ وفي التراب يغطي وجهه القبلا/ رمى عباءته الاسراء فالتقطت/ ثقوبه الماء والأسماء والجملا/ يعدو إلي يريني طيفه جسداً/ أكاد ألمسه يرتد منفصلا''، ثم يبدأ التميمي في استحضار قصيدة ''يا نائح الطلح'' عبر مبدأ التكرار الذي يريد فيه تأكيد الفعل المأساوي كذلك تكرار ''ورد''·· مما يعني أن الفعل العاطفي يأخذ مساره الإنساني المأساوي عبر التشديد على العبارة المكررة· أما في ''جيم الجواهري'' فقد قرأ منها: غيمة وجهه تريد الهطولا/ كيف تنفي دوائري المستطيلا/ قامتان وغربة والفوانيس تحرت تطويقك المستحيلا/ وانكسار مع الغروب وضوء/ ذوّب الرافدين حتى أصيلا/ وابن هذا الفرات قرط احتطاب/ ردّ في لحظة أباه القتيلا''· وشارك الشاعر طلال سالم في الأمسية بقصيدة احتفائية بالشعر بعنوان ''وجه الصمت'' قال فيها: عمرٌ وتنهش وجه الصمت مرآتي/ ويكسر الظل صبري في مجراتي/ ويستفيق شعاع الشمس في شفتي/ ليغسل الصفحة البيضاء بالآتي/ هنا غفا النور تحت اليأس يرقبني/ فجراً و جئت بروقاً في رسالاتي/ أشحت عن غرة الظلماء قافيتي/ فأوقد الحرف شعري في شراعاتي/ وأدت آخر حقد الريح مبتسماً/ ويممت مقلتي للغيم آهاتي/ أتيت أثقل أمواجي و قافيتي/ أحمل العمر ثوراتي البريئاتي/ أستلهم الصبر بالنسيان أزرعه/ دفئاً و يثمر بالإسهاب مأساتي/ تنكر الليل ضاعت فيه أوردتي/ غريبة تلك ليلى في حكاياتي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©