الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تزايد الفقر ينخر في النسيج الاجتماعي لجنوب إيطاليا

تزايد الفقر ينخر في النسيج الاجتماعي لجنوب إيطاليا
21 فبراير 2018 21:55
هركيولانيوم (رويترز) تعاني والدة روبرتو بيوندي البالغة من العمر 89 عاماً من الزهايمر ولم تعد تتعرف إلى ابنها، وفي الوقت نفسه هي عائل الأسرة، فمعاشها البالغ 800 يورو يغطي نفقاتها ونفقات ابنها روبرتو وحفيدها العاطلين ولا أمل لهما في العثور على وظيفة بجنوب إيطاليا الذي تخلفت فيه خطوات التنمية. وقال روبرتو (53 عاماً) أثناء شراء الطعام في مدينة هركيولانيوم الساحلية «ليست لديَّ فكرة كيف سأتأقلم عندما تموت»، وأضاف «أنا فقير، ولا أخجل من الاعتراف بذلك، ففي إيطاليا ملايين مثلي، البلد معطل». وتجري إيطاليا انتخابات عامة في الرابع من مارس، ويركز جانب كبير من حملات الدعاية على قضية الهجرة الخلافية، إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الناخبين أشد قلقاً بشأن الاقتصاد الذي لم يتخلص حتى الآن من آثار أزمة 2008 المالية. وتصر الحكومة على أن أسوأ ما جلبته الأزمة قد انقضى، مشيرة إلى تحقيق نمو فصلي للمرة الـ14 على التوالي، إلا أن كثيراً من الإيطاليين لم يشعروا بعد بفوائد هذا التحسن، فلا يزال حجم الاقتصاد الإيطالي أقل بنسبة 6% مما كان عليه في بداية 2008 بسبب جبل الدَّين العام الضخم والبطء المزمن للنظام القضائي والبيروقراطية الخانقة، وفي المقابل نما الناتج في منطقة اليورو التي تضم 19 دولة بنسبة 5% خلال السنوات العشر نفسها. ودفع هذا الأداء الاقتصادي الضعيف ملايين الإيطاليين إلى صفوف الفقراء وغذى الاستياء الاجتماعي وصعود الأحزاب الشعبوية مثل الرابطة اليمينية المتطرفة المناهضة للهجرة وحركة النجوم الخمسة، التي يبدو أنها ستبرز كأكبر حزب في البلاد الشهر المقبل. وارتفع عدد الإيطاليين المعرضين للفقر بأكثر من 3 ملايين منذ 2008 حسب بيانات وكالة الإحصاءات الأوروبية «يوروستات»، فيما يمثل أكبر زيادة في أي من دول الاتحاد الأوروبي، وعلى النقيض، تحسنت أحوال 3.3 مليون بولندي وخرجوا من صفوف الفقراء. وتبين أحدث بيانات مكتب الإحصاءات الإيطالي «إستات» أن عدد الإيطاليين الذين يعيشون في فقر مدقع ارتفع إلى 4.7 مليون إيطالي في 2016 بنسبة 300% في 10 سنوات. ويقول روبرتو إن الفقر «أخطر مشكلة تواجه إيطاليا اليوم». ويبلغ معدل البطالة في إيطاليا 10.8% بزيادة 4% عنه في 2008، في حين يرتفع في الجنوب إلى 18.3% بزيادة قدرها 7.2% في 10 سنوات. ويزيد معدل البطالة بين الشبان في الجنوب إلى 46.6% بزيادة 13% عنه في 2008. وأدى ازدياد الفقر ونقص الفرص الاقتصادية إلى ارتفاع الهجرة للخارج، فبين عامي 2006 و2017 ارتفع عدد الإيطاليين المقيمين في الخارج رسمياً بنسبة 60% من 3 ملايين إلى نحو 5 ملايين، وتعتقد مؤسسة المهاجرين التي تراقب حركة الهجرة أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك. وانعكس انعدام الثقة في المستقبل في انخفاض نسبة المواليد في إيطاليا بشدة. وتبين أحدث الإحصاءات أن عدد المولودين في 2016 بلغ 373075 طفلاً بانخفاض 22% عن 2008. ولا تقدم إيطاليا رعاية اجتماعية تذكر للشبان إذ تنفق 4% فقط من حجم الإنفاق الاجتماعي على من هم دون سن الأربعين و77.2% على من تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولهذا السبب يلعب أصحاب المعاشات في أحيان كثيرة دوراً حيوياً في الإنفاق على الأسر. إلا أن هذا ليس مضموناً في كل الأحوال، فأنجيلا جروسي (48 عاماً) العاطلة عن العمل، تحصل على معونة من والدتها المسنة ولكنها لا تكفي لدفع إيجار المسكن، فاضطرت هي وابناها (12 و14 عاماً) منذ 4 سنوات للإقامة بشكل غير قانوني مع 60 أسرة أخرى في مبنى خال في روما. وفي أغسطس الماضي طردوا من هذا السكن واضطروا إلى الإقامة في خيمة تحت مدخل كنيسة مكشوف على بعد كيلومتر من البرلمان الإيطالي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©