إيه1.. برنامج متكامل للتطوير من أودي

يبدو أن مبدأ (الأصغر أفضل) أصبح موضع اهتمام كل شركات صناعة السيارات في العالم، فبعد أن اختارت شركات محافظة كبيرة مثل مرسيدس وشيفروليه إثبات حضورها في أسواق السيارات الصغيرة من خلال سيارات مصغّرة يمكنها أن تنزلق بكل مرونة ضمن الشوارع المزدحمة والأزقة الضيقة، يأتي الآن دور شركة (أودي) التي اشتهرت بالحفاظ على نسق متوازن ومتشابه ومتقارب في الحجم، لكل تصميمات سياراتها من دون استثناء· ويمكن أن نلاحظ ذلك من خلال تفحّص فئات سياراتها (إيه3) و(إيه6) و(إيه8)· وأفرجت الشركة الألمانية مؤخراً عن الصور الأولى لأصغر سيارة جديدة في تاريخها تحت اسم (إيه1) قالت بشأنها إنها تنتمي إلى فئة (السوبرميني) أو (السيارات الخارقة الصغيرة) وأكدت مصادرها أن إطلاقها التجاري في الأسواق سوف يكون في الربع الأخير من عام ،2009 ويقدّر سعرها العالمي بمبلغ 22 ألف دولار·
وأشار جريج كابل، خبير السيارات في مجلة (أوتوكار) الإنجليزية، إلى أن ''أودي'' قررت أخيراً دخول حلبة المنافسة مع شركات عرفت كيف تلعب ورقة السيارات الصغيرة الرابحة في أسواق اليوم مثل شركة ميني الإنجليزية التي تمتلكها شركة بي إم دبليو الألمانية، والعديد من صنّاع السيارات اليابانيين وخاصة تويوتا·
وتقول مصادر الشركة إن النسخة (إس1) من سلسلة (إيه1) الجديدة، تتميز بأداء بالغ القوة والدقة، وهي الخصائص المصممة بكل عناية حتى تتمكن السيارة الجديدة من إثبات وجودها القوي في الأسواق أمام منافساتها الأقدم من ذوات الصيت الذائع والشهرة الطائرة وخاصة (ميني كوبر)· واستعارت (إيه1) محركاً قوياً من شريكتها (فولكس فاجن) تبلغ استطاعته العظمى 180 حصاناً ويعمل بتقنية الشحن التوربيني المزدوج للبنزين وتبلغ سعته 1,4 لتر ويقترن مع ناقل حركة آلي رباعي· ومن المحتمل أن تختار أودي علبة أخرى أكثر تطوراً لنقل الحركة من طراز (دي إس جي) كنظام أساسي في السيارة الجديدة· ونظراً لخفّة (إيه1)، فإنها قادرة على الانطلاق من سرعة الصفر إلى 100 كيلومتر في الساعة في أقل من 7,0 ثانية، وتبلغ سرعتها القصوى 240 كيلومترا في الساعة·
ويبدو من الواضح أن (إيه1) تمثل برنامجاً كاملاً للتطوير بالنسبة لشركة أودي، ودليل ذلك أنها تعتزم زيادة إنتاجها تدريجياً اعتباراً من عام 2009 حتى يبلغ 1,5 مليون سيارة في عام ·2015
وسبق لشركة أودي أن حققت ما يفوق النجاح الذي تتوقعه عندما أطلقت أول سيارة من سلسلة (إيه3) في عام 1996 وكانت الأصغر من بين سياراتها كلها· وكتب لتلك السيارة أن تمثل حصان طروادة بالنسبة لشركة أودي، بعد أن حققت لها القدرة على احتلال مواقعها في كافة زوايا السوق الأوروبية وحققت لها عوائد ضخمة لم يكن أحد من خبرائها يتوقعها على الإطلاق· وتعتزم الشركة إنتاج 150 ألف سيارة من (إيه1) خلال السنة الأولى لإطلاقها على أن يزيد هذا الرقم سنوياً وفقاً لمعطيات الأسواق·
ويعزى فضل إخراج (إيه1) إلى حيّز الوجود لخبراء مركز التصميم في شركة أودي· وهي تبدو من خلال خصائصها الهيكيلة الخارجية أكثر شبهاً بفئة (الكوبيه) من (الهاتشباك) التقليدية· وبالرغم من أن طولها يقل قليلاً عن 4 أمتار، إلا أنها قادرة على استضافة أربعة ركاب فيما يبلغ حجم صندوقها 300 لتر·
وبالرغم من أن الخبراء كانوا يشككون في أن تتمكن أودي من تنفيذ خططها لإطلاق كوبيه صغيرة يمكنها أن تنافس (ميني كوبر) إلا أن رالف فايلير مدير التسويق والمبيعات في الشركة أكد مؤخراً أن شركته تعتزم تسجيل إنجازات كبرى في أسواق هذه الفئة من السيارات· ويذكر أن (إيه1) سوف تستلقي فوق منصّة السيارة الصغيرة فولكس فاجن بولو· وهذا يعني أن الشراكة القوية القائمة بين أودي وفولكس فاجن تعدّ من الأوراق الرابحة بالنسبة لها لأن ذلك يعني أن في وسعها استخدام منصّات جاهزة لبناء الطرازات الجديدة فوقها بما يوفر عليها مئات الملايين من الدولارات·
وطالما أن من عادة (أودي) ألا تطلع بمفاجآتها فرادى، فلقد أعلنت أيضاً عن أنها بصدد إطلاق سيارة استخدامات رياضية (إس يو في) مصغّرة خاصة بالشبّان· وقالت مصادر الشركة بشأنها: (سوف تمثل السيارة الجديدة جيلاً لا شبيه له على الإطلاق· وسوف نكون سباقين لإنتاج هذه الفئة في العالم أجمع·