23 أغسطس 2007 00:37
تشكل الحوادث المرورية مادة مهمة لتأسيس قاعدة معلومات وبيانات بالغة الأهمية حول حالة النظام المروري في بلد ما، وهي التي يمكنها أن تحدد مدى صلاحية قوانين وأنظمة المرور، ومستوى أداء البنية التحتية المرورية كالطرق والإشارات، كما تكشف في الكثير من الحالات عن مستوى مهارة السائقين، ودرجة الدقة المتبعة في صناعة السيارات· ولهذه الأسباب المهمة، أصبحت الإدارات المتخصصة بأمن المرور مصدراً مهماً لهذه المعلومات المهمة التي يتم استقاؤها من خلال التحليل المفصّل للحوادث إن كانت بسيطة أو خطيرة·
ولم يعد مقبولاً أن يعالج حادث ما بين سيارتين وفق المبدأ التقليدي الذي يكتفي بالافتراض بأن الخطأ إما أن يكون من سائق السيارة الأولى أو الثانية، لأن هناك عشرات الاحتمالات الممكنة الأخرى التي تقع بين هذين الاحتمالين·
وأصبحت الجمعيات أو الوكالات المتخصصة بسلامة مستخدمي السيارات والطرق في الدول المتقدمة مصدراً مهماً لإغناء قاعدة البيانات المرورية، وعادة ما تتمتع هذه الوكالات بصلاحيات قانونية تبيح لها التحقيق بالحوادث ومتابعة نتائجها ومقاضاة شركات صناعة السيارات عند التأكد من أن الحادث يعود لأخطاء في تصنيعها أو تجميعها·
وفي غياب مثل هذه الوكالات أو الجمعيات، يختلط الحابل بالنابل، وتتجه معالجة حوادث السيارات وفق منحى آخر يقتصر على تحديد قيمة الأضرار التي ستدفعها شركات التأمين لبعضها بعضاً من دون معرفة أسبابها الحقيقية·
عدد اليوم
