الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آفة التطفل

23 أغسطس 2007 03:34
تعيش مها في منزل عائلتها المتواضع مع والدتها وأخواتها وبعض ما تبقى لها من ذكريات والدها الراحل، شقت مها طريقها بنجاح فاستطاعت ان تنهي دراستها الجامعية بتفوق، ليلى هي اختها الكبرى ونور الوسطى التي تليها مباشرة، اما زهرة فهي آخر العنقود كما يقولون، تزوجت ليلى مبكراً وتلتها نور ولا زالت زهرة على مقاعد الدراسة أما مها فانتظمت في عملها بعد التخرج مباشرة· * كم هي سعيدة هذه المها بعدما حصلت على ذلك العمل وأخذت تجتهد في أدائها وتتفنن في انجازه ولكن السؤال الذي يحير البعض ممن دأبوا على التطفل على حياة الآخرين يوجه لها دائماً ''لماذا لم تتزوجي حتى الآن''؟ فلم تجد ما ترد به عليهم الا انها قسمة ونصيب، لتفاجأ بسؤالهم الثاني ''ومتى سيأتي النصيب''؟ فلماذا يصر البعض على ترديد السؤال ذاته؟!· * أما ليلى فإنها لم تنجب منذ زواجها والذي مضى عليه سبع سنوات تقريباً ورغم ترددها على الأطباء ومتابعتها للعلاج الا ان بنى البشر لا يتركون مناسبة يرونها فيها الا ويسألونها عن سبب التأخير ويلحون في السؤال ومنهم من يقترح عليها العيادات والأطباء والعقاقير الطبية وكأنها لا تعرف عن ذلك شيئاً· * شاءت الأقدار ان ترزق نور بطفل جميل بعد زواج فاشل دام سنتين وانتهى بالطلاق، ودارت حولها التساؤلات وصوبت لها في النهاية على شكل قنابل كلامية موقوتة لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ واين؟ كل ذلك لمعرفة ما يدور واتخذ بنى البشر هذه المرة كل الطرق للوصول الى مبتغاهم فهرولوا للبحث والتقصي عند جيرانها السابقين واهل زوجها واخواتها وصديقاتها المقربات للعثور على جواب يشفي قلوبهم المريضة· * تخرجت زهرة من الثانوية العامة بمعدل يؤهلها للالتحاق بالجامعة، وجاءت جموع المهنئات لوالدتها في يوم تخرجها، تهمس كل واحدة منهن للأخرى ما هو المصير الذي ينتظر هذه الفتاة يا ترى؟ تسابقت النسوة للأم حتى ينصحنها بالطريقة السليمة التي يمكن ان تتعامل فيها مع ابنتها في هذه المرحلة، الا جارتهم أم أحمد التي لم تنجح ابنتها هذا العام فجلست تنظر لزهرة بحسرة وحسد يقطع أوصالها، وقالت لها ''انت أفضل من ابنتي نورة، هي فاشلة في دراستها وانت ناجحة'' ولو عرفت أم أحمد ان سبب الانتكاسة التي تعيشها ابنتها هو الحسد الذي ينمو بداخلها لتخلت عنه·
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©