جمال .. وجهل

لاحظت وأنا أقلب القنوات الفضائية، أن أغلب مذيعات اليوم سكر زيادة وحلوااااات ، ولا أعرف على أي أساس تم اختيارهن، هل على المؤهل الدراسي أم المؤهل الجمالي ما ظهر منهن وما بطن ، أم إتقان الكثير منهن اللهجة الخليجية· إن من يلقي نظرة اليوم على الرسائل النصية التي تكون في أسفل شاشات القنوات الفضائية، سيلاحظ أن مذيعات الفضائيات ينلن من الاهتمام وعبارات المدح والثناء، كيف ظهرت المذيعة بالأمس؟ وهل رأيتم حركاتها وطريقة كلامها؟ وأصبح الأمر دعاية إعلانية ، فالكثير من القنوات وخاصة البرامج المباشرة مع بداية ونهاية البرنامج نلاحظ أنها تعرض أن شيلة وعباية فلانة من محل كذا، أما الإكسسوارات والمجوهرات فمن محل كذا للمجوهرات، والماكياج من صالون فلانة وعلانة، ولبسها من ماركة كذا ،كأن المشاهد يهمه هذه الأمور أكثر مما تقدمه المذيعة من معلومات· أما الحديث عن عبارات الغزل المليئة إعجابا ولوعة بهن، فما أكثرها، فإن أكثر تلك الألقاب التي يطلقها الشباب على المذيعات هي الليدي حليمة بولند والشقية رزان، ومارلين مونرو مذيعة قناة''····''، وهكذا تتنوع الألقاب بتنوع شكل المذيعة مع كل لوك ومع لون العدسة التي تضعها على عينيها· إن هذه حال معظم القنوات الفضائية خاصة الغنائية منها التي يعتمد تحقيقها للربح على جذب أكبر عدد من الشباب والمراهقين، وتلقي أكبر كم من الاتصالات الهاتفية، هذه القنوات تعتمد من أجل تحقيق هذا الربح على شكل المذيعة فقط، وهي تتعامل مع المذيعة كمجرد وجه جميل ومثير'' طبعا ''بعد الكثير من عمليات'' الشفط والمط والتجميل'' وما أكثرهن، والخطير إن القنوات التي تتسلح بمذيعة جميلة لجذب المشاهد تجعل المشاهدين والغالبية العظمى من المراهقين والشباب، ينصرفون عن البرامج التافهة والسطحية، ويركزون على شكل المذيعة وتفاصيل جمالها وماكياجها· الفضائيات تتسابق الآن على جذب مذيعات تصلح كل منهن للفوز بالمركز الأول في الجمال والسخافة والغنج والدلع، والاستهزاء بالمشاهد عندما تطرح عليه سؤالا في نظرها سخيف وبسيط ، ومعظمهن للأسف لا يعرفن الجواب إلا من خلال البطاقة التي تحملها وتتضمن الإجابة الصحيحة · hana_ alhamadi@hotmail.com