الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

خلخال عرض مكثف لقصيدة حب شعبية

خلخال عرض مكثف لقصيدة حب شعبية
21 مارس 2008 00:38
تواصلت فعاليات أيام الشارقة المسرحية في دورتها الثامنة عشرة أمس الأول بعرض قدمته فرقة الشباب للفنون بالتعاون مع مجلس دبي الثقافي مساء أمس الأول مسرحية (خلخال) وذلك على خشبة معهد الشارقة للفنون المسرحية، وهي من العروض المسرحية الداخلة في المسابقة الرسمية للمهرجان والمتميزة بحس إبداعي عال ومتمكن من أدواته حد الإبهار والدهشة· ''خلخال'' من تأليف المخضرم سالم الحتاوي وإخراج سالم باليوحة الذي ساهم في فكرة العمل وتصميم السينوغرافيا، ومن إشراف المبدع ناجي الحاي، وحملت مدونة العرض الخاصة بالعرض افتتاحية تعبر عن طبقات ومستويات العرض، تقول الافتتاحية: ''كل جيل له أسطورة·· كل رحلة لها خطوتها الأولى·· كل قصة لها بداية·· ولكل فنان في ماضيه معركة حب''· ويقول الفنان ناجي الحاي في تقديمه للعرض: ''خلخال'' باستثناء النص المسرحي، تعتبر تجربة شبابية خالصة من كافة عناصرها المسرحية، وهذا هو الهدف الأسمى الذي نصبو إليه، فنحن نقدم في هذا العرض مخرجا شابا مع مجموعة من الشباب المتحمسين لتقديم مشاهدة ممتعة· اقتصر التمثيل في عرض ''خلخال'' على ممثلين فقط هما جاسم الخراز في دور سهيل بن علي، وإلهام محمد في دور غاية، واستطاعا من خلال أداء مكثف ومتواصل إلا من حالات فصل مشهدية بسيطة أن يملآ مساحة العرض بأداء حافل بالمشاعر المتناوبة والحالات الداخلية الموزعة بين الصعود والانكسار وبين العشق والألم· وكان للديكور الموحي والمختصر في مكوناته دور في منح جسد الممثلين مرونة وديناميكية متناغمة مع أحداث القصة وتقلباتها، وهو ديكور تأويلي، أكثر منه واقعي ومكون من سرير أرضي بسيط يمثل الحاضر المتهاوي، وسرير آخر مرتفع وأنيق يمثل ويجسد الذكريات المنتشية في ذهن العاشقين· وسهيل بن علي شاعر شعبي خسر كل شيء في الحياة من أجل محبوبته المنبوذة من المجتمع كونها راقصة في الأعراس الشعبية والمناسبات الخاصة، ومن هنا يتوالد الصراع الدرامي بين العاشقين طوال العرض، وهو صراع دونه الكثير من التضحيات والخسارات ومشاعر الغيرة والحب المرضي والحس الضاري والمتطرف· الشاعر سهيل بن علي مدمن على الشراب ويشعر بأن ضوء موهبته بدأ يخفت، وأن السنوات التي كان يكتب فيها كلمات الأغاني الشعبية أخذت تبتعد في ضباب العمر ومستجدات الزمن، وأنها على وشك الانهيار الكلي وسط مخاوفه من فقدان الحبيبة، وعزلته المدمرة داخل قوقعة الإدمان والتمزقات النفسية· أما الراقصة غاية فإنها مشتتة بين رغبتها في الحرية وبين انجذابها للعاشق والزوج الذي ضحى بأصدقائه وأهله ومجتمعه من أجل الإخلاص لهذا الطوق الأخير الذي يربطه ويشعره بقيمة الحياة· المسرحية عموما جاءت زاخرة بالحنين الشعبي لفترة السبعينات والثمانينات من خلال أغانٍ موزعة بحب وشغف على مناطق العرض من خلال أغانٍ شهيرة لعلي بن روغة وميحد حمد ومعززة بقصائد شفافة وموحية لشعراء شعبيين معروفين مثل سالم الجمري وفتاة الخليج وعبدالله صالح الرميثي· لكن الثيمة الأساسية والملمح العام للقصة لم يفارقا أعمالاً أخرى شبيهة في ذاكرة المسرح المحلي، فالقصة تتقاطع بشكل أو بآخر مع مسرحية (بنت عيسى) التي قدمها ناجي الحاي قبل سنوات في أيام الشارقة المسرحية، ولكن ما ميز العرض الحضور القوي والمؤثر للممثل جاسم الخراز الذي تزداد مواهبه المسرحية تألقا وتوهجا دورة عن أخرى، واستطاع الخراز أن يمسك تماما بخيوط هذه الشخصية المعذبة والممزقة داخليا، كما استطاع أن يجذب المشاهد إلى منطقته من خلال تقمصه وترجمته للجو الشعبي الحافل بالقصائد الدافئة وبالزمن الحنيني الجامع بين اللذة الروحية والفقدان الجسدي، والمتشابك بحالات الهدوء والغضب، والنشوة والعذاب، والبراءة والقسوة· عروض اليوم تعرض مساء اليوم الجمعة وفي تمام الساعة السابعة مسرحية ''علي جناح التبريزي وتابعه قفّه'' لمسرح وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وذلك في القاعة رقم 1 في معهد الشارقة للفنون المسرحية· كما تعرض في تمام الساعة التاسعة مساء مسرحية ''الميدان يا حميدان'' لمسرح دبي الأهلي وذلك في القاعة رقم 2 بمعهد الفنون المسرحية بالشارقة، العرض الأول خارج المسابقة والثاني داخل المسابقة الرسمية·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©