السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

هاوي قسوة لا تبررها الحياة

هاوي قسوة لا تبررها الحياة
21 مارس 2008 00:38
قدمت جمعية حتا للثقافة والفنون بعنوان ''هاوي'' عن نص كتبه وأخرجه علي جمال، ويبدو أن ثمة التباسا بمعنى العنوان تعرض له معظم الذين شاهدوا ملصق العرض في الخارج ظنا منهم أن الاسم له علاقة بما يهوى الإنسان، أو توصيفا لحال من يهوي في واد أو حفرة كبيرة لكن هاوي كلمة إماراتية قديمة تعني من يخزن الماء ويبيعه للناس كي يشربوه ويستفيدوا منه· بالدخول إلى الصالة نكتشف أن حالة من الجفاف قد طغت على المكان، بعض الأواني المعدنية المتناثرة ورمل لأرضية المنزل، ورجل يحكي ذكرياته عن أيام زمان، تدخل زوجته ساحة الأحداث ويبدآن بالحديث عن ذكريات مشتركة، وهنا يمر العرض بضعف حقيقي نتيجة قلة الفعل المسرحي وطغيان السرد ليتحول العمل في القسم الأول منه إلى نوع من القصة الطويلة التي لا يوجد فيها أي تشويق أو إثارة، بل على العكس كان الصوت يغيب أحيانا لمن جلس في الخلف في صالة العرض، هذا على الرغم من أن المخرج لجأ إلى لعبة استخدام الاكسسوار وقلب الفضاء المسرحي بما في هذا استخدام مكثف للإضاءة ليبدأ الفعل من دخول ابنهم الغائب ''غايب'' الذي جاء طمعا بالبيت كان يريد أن يبيعه كي يسدد ديونه المتراكمة، إلا أن الوالد لم يرض بهذا· وبذلك يكون الابن قد جاء ليرفع من حرارة الفعل الدرامي وهنا نكون قد دخلنا في الجزء الثاني من العمل والاهم، والذي ينتهي بمشادة قاسية بين الولد وأبيه تنتهي بموت الأب مشنوقا بحبل لفه الولد على رقبته، وقد استفز هذا المشهد الحضور وجعلهم يستهجنون همسا هذه القسوة التي بررها الفعل الدرامي ولم تبررها مقتضيات الحياة أو الإسقاط على الواقع، ثمة من تعاطف مع الولد وهم قلة قليلة لأن المنزل الذي يعيش فيه الأب يشبه الخرابة، فلماذا هو متمسك به وما هذا الحنين غير المبرر للماضي؟، وهنا نجد أن النص ربما خذل المشاهد بعدم نضوج فكرته في هذه الجزئية ؟ قدم الفنان القدير سيف الغانم دورا يحسب له ولتاريخه المسرحي لجهة اللياقة التي أدى بها الدور أو لجهة ردود الأفعال كممثل قدير عرف كيف يتواصل مع المشاهد ويدعم حضور الممثل على الخشبة، وكان لابد أن يصفق له الجمهور طويلا وقد ظل ميتا أو مثل حالة الموت بعيد انتهاء العرض بقليل كي يوحي بمرارة هذا الفعل خارج الزمن المسرحي· أقيمت للعرض ندوة نقدية أدارها الزميل جمال آدم الذي أشاد فيها بأهمية هذا العرض وأهمية دور الممثل في إنجاحه وتواصل الناس معه، وبأن العمل شهد قفزة نوعية في الجزء الثاني منه مؤكدا أن العرض يشبه القصيدة الحزينة، وهو عالم بلا ماء، فكيف يمكن أن يحيا في ظل خيانات متلاحقة· من جانبه أشاد الدكتور يوسف عيدابي في الندوة بأهمية دور الشباب في دعم أيام الشارقة المسرحية وان المخرج محمد جمال هو ابن شرعي لهذه الأيام، في حين تساءل الكاتب سالم الحتاوي عن غياب بعض المفاصل الرئيسية في النص والذي أدى بدوره إلى حلول جاهزة على صعيد البناء الدرامي، وفاجأ الفنان بـــــلال عبد الله الحضور عندمـــا أكد تعاطفه الكامل مع الابن في ضوء ما قدمته المسرحيـــة من معطيات فنيــة وفكرية·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©